الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

التوريث السياسي أحد الأمراض الخبيثة في لبنان

المصدر: النهار
شادي نشابة
التوريث السياسي أحد الأمراض الخبيثة في لبنان
التوريث السياسي أحد الأمراض الخبيثة في لبنان
A+ A-

الشعب اللبناني دائماً يتحدث عن واقعه الأليم والمزري، ولكن هل سأل نفسه لماذا واقعه كذلك؟ لماذا لم يحدث أي تغيير؟ لماذا حاله يتحول من سيئ إلى أسوأ؟

طبعا أحد أسباب ذلك هو التوريث السياسي. وفي عملية حسابية بسيطة دائماً الموروث أسوأ من الوارث وبالتالي وضعنا السياسي والاقتصادي من سيئ إلى أسوأ. لماذا سميته بالمرض الخبيث، لأنه سبب عيش المواطن بالذل وسبب ظلم المواطن اللبناني وسبب تدهور صحة المواطن وسبب انهيار الاقتصاد اللبناني، أليس كل ذلك بأقل تقدير يمكن تسميته مرضاً خبيثاً؟

نتائج الوراثة السياسية

أحد أهم مقومات الوراثة السياسية أن يكون نظامنا السياسي غير سليم، لأن مع نظام سياسي سليم بالتالي سوف يكون هناك إصلاح سياسي وبالتالي غياب التوريث السياسي والإنتخاب على أساس كفاءة وعلى أساس مساواة بين كافة المرشحين.

هل لبنان يتمتع بالعدالة في الإنتخابات؟

بالطبع كلا، لأن المورث السياسي يريد البقاء على زعامته عبر ستعمال وسائل مختلفة وعندما يقترب موته يريد أن يحضر أرضيته لنجله أو موروثه.

ماذا جنى لبنان من الوراثة السياسية؟

لبنان جنى من هذه الطبقة السياسية كوادر سياسية أسوأ وجنى مزيداً من العبء المالي والإقتصادي بسبب الوراثة السياسية وبالتالي مزيدا من الفساد ومزيدا من الدكتاتورية بسبب هذه الطبقة السياسية.

هناك من يسأل نفسه عند قراءة هذه المقالة: "ديكتاتورية"!!

نعم، نحن نعيش بنظام ديكتاتوري وليس ديموقراطياً. إنها ديكتاتورية التوريث السياسي وديكتاتورية الطائفية، يعمل كل زعيم على بناء زعامته على حساب المواطن اللبناني وتالياً تمكنه من التوريث السياسي لضمانة حكم العائلة من خلال استعمال موارد الدولة السياسية والمالية والأمنية لمصلحته في الإنتخابات.

هل ما زلنا في هذه الذهنية؟

طبعا، وإنتخابات 2018 كانت أهم دليل على ذلك. والبعض تمكن من زيادة كتلته النيابية بسبب التوريث السياسي حيث اعتمدت إستراتيجية إنتخابية لبناء كتلة سياسية أكبر؟ وهذا دليل على أن أحوالنا السياسية ونظامنا السياسي أسوأ من قبل، ودليل على أن الواقع السياسي والإقتصادي في أعوامنا الأربعة أسوأ من قبل وبدأت هذه النتائج تظهر خلال أول عام بعد إنتخابهم.

على سبيل المثال، في شمال لبنان أكثر من تسعين في المئة إما توريث سياسي أو ما يسمى إعادة إنتخاب وهذا دليل على أن الواقع السياسي في الشمال سيئ جدا.

ما هو الحل من التوريث السياسي؟

عام 2022 عدم إنتخاب نواب لمرة ثانية إن كانت نتائجهم غير منتجة؟ وعدم إنتخاب أي نائب للمرة الثالثة ومقاطعة أي وريث سياسي وإلا سوف تكون مرحلتنا بين 2022 و 2026 أسوأ من مرحلتنا السيئة هذه.

في الختام، نحن بحاجة إلى دم جديد مبني على ذهنية سياسية جديدة على أساس أن النائب من الشعب وإلى الشعب وليس على أساس أن الشعب ملك النائب.

الحل بيد الشعب اللبناني وليس غيره، ليخرج لبنان من آفته عليه أن يستعمل مصدر قوته الناخبية وإلا نحن متجهون إلى إفلاس سياسي وإقتصادي لأن الوراثة السياسية سوف تقضي على ما يسمى بالجمهورية اللبنانية وسوف نصبح جمهورية التوريث السياسي أي جمهورية الموز.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم