الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

حليم جرداق يستحقّ أنْ "يحيا" لا أنْ يُمات

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
حليم جرداق يستحقّ أنْ "يحيا" لا أنْ يُمات
حليم جرداق يستحقّ أنْ "يحيا" لا أنْ يُمات
A+ A-

اللقاء الثقافي في ضهور الشوير يكرّم حليم جرداق، الأحد الأوّل من أيلول، السادسة مساء في المركز الإنجيلي للمؤتمرات، عين القسّيس، الشوير، ضمن أمسيات "يا زهرةً في خيالي".

التكريم ندوةٌ بكلماتٍ لكلٍّ من نقيبة الفنّانين التشكيليّين السابقة كلود عبيد، وصديق المكرّم الدكتور ربيعة أبي فاضل، وعائلة المكرّم الفنّان هنيبعل سروجي، ولمؤسس اللقاء الثقافي أدهم الدمشقي. إلى فيديو لناجي جرداق يلقي الضوء على محطّات من حياة الفنّان. تدير الندوة خلود الدمشقي كلشكو.

شكرًا للشوير، وللقاء الثقافي فيها.

لكنْ! أين هو حليم جرداق، ومَن يعرف شيئًا عن الشخص، عن أحواله، عن صحّته، عن شيخوخته، عن أعماله الغفيرة الرائعة، كنوزه التي تركها قبل أنْ يُقعده العمر اللعين، ومَن مِن دارسي الفنون في لبنان، الآن، ومن المهتمّين بالفنّ والحركة الفنّيّة و... الفنّانين، مَن من هؤلاء يعرف شيئًا جوهريًّا عن حليم جرداق؟

أترك للوجدان، للضمير، للوقائع أنْ تجيب عن هذه الأسئلة. يمكنني فقط أنْ أقول إنّه لولا ما يتناهى إلينا، عنه، من طريق قلّةٍ قليلةٍ ونادرة من الأصدقاء تزوره حيث هو (!)، لكان حليم جرداق "مدفونًا"، كما يُدفَن كلّ شيءٍ جميلٍ في هذه البلاد.

أيّها الناس، أيّها الأصدقاء، أيّها الفنّانون، أيّها الأساتذة، أيّتها الشوير، أيّها الأهل، أيّها النقد، أيّتها الوزارة (وزارة الثقافة والفنون الجميلة!)، أيّها العهد، أيّتها الدولة، إنّ حليم جرداق يستحقّ أكثر من ذلك بكثير. بل يستحقّ غير ذلك تمامًا.

يستحقّ أنْ "يحيا"، كشخصٍ، وكفنّان، لا أنْ يموت الميتتَين الجسديّة والفنّيّة، قبل أنْ يموت.

هذا فنّانٌ كبيرٌ، مغمورٌ بالنسيان (الإهمال؟!)، منذ سنواتٍ كثيرة. إنّه، وفنّه، لا يستحقّان هذا المصير.

هذا الفنّان الكاتب العصاميّ الأبيّ النبيل المسكون باللون، المجرِّب كلّ شيءٍ في الفنّ، الكلاسيكيّ الواقعيّ الانطباعيّ الرمزيّ التعبيريّ التكعيبيّ التجريديّ، الحفّار، الباحث عن الأسرار، أسرار الفكر والعقل والوجدان، المشغول بالأسئلة الإنسانيّة والوجوديّة والفنّيّة الكبرى في الكون، يستحقّ أنْ يحضر الآن وفورًا، وأنْ يُكرَّس له كرسيٌّ أكاديميّ، وأنْ توضَع عنه الدراسات، وأنْ يُجعَل له متحفٌ شخصيٌّ لفنّه، لكي – وهذا وحده شرطٌ كافٍ ومطلق – لكي نشكره على وجوده وعلى تجربته، و... لكي يُحفَظ فنّه من التفريط والإهمال، ولكي يتعرّف إليه الأساتذة والفنّانون الجدد والمهتمّون ودارسو الفنّ ومتذوّقوه.

مرّةً ثانية، أوجّه شكري إلى القائمين بهذا التذكير التكريميّ، راجيًا أنْ لا يجدوا في كلمتي هذه، أيّ انتقاصٍ منهم، أو ممّا يقومون به. لكنّي أجد أنّ هذا لا يكفي البتّة.

لذا أجد نفسي معنيًّا بإطلاق الصرخة الآتية: حليم جرداق يستحقّ أنْ "يحيا" الآن، وهنا، وقد اقترحتُ في متن هذا المقال، أمورًا عملانيّةً، من شأنها أنْ تعيده إلى الحياة!

أنحني لحليم جرداق!

[email protected]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم