الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

إسطنبول خائفة من زلزال قوي: هزة أرضيّة كبيرة يتوقّعها الخبراء، و"للأسف لسنا جاهزين"

المصدر: "أ ف ب"
إسطنبول خائفة من زلزال قوي: هزة أرضيّة كبيرة يتوقّعها الخبراء، و"للأسف لسنا جاهزين"
إسطنبول خائفة من زلزال قوي: هزة أرضيّة كبيرة يتوقّعها الخبراء، و"للأسف لسنا جاهزين"
A+ A-

بعد عشرين عاما على #زلزال عنيف اجتاح شمال غرب #تركيا، تعيش #اسطنبول هاجس هزة أرضية كبيرة جديدة يتوقعها الخبراء، ويعتبرون أن المدينة البالغ عدد سكانها 16 مليون نسمة غير جاهزة لها.

وتحيي تركيا السبت الذكرى العشرين لزلزال بلغت قوته 7,4 درجات على مقياس ريختر في 17 آب  1999 في إزميد، على بعد مئة كيلومتر شرق اسطنبول، أسفر عن سقوط 17400 قتيل، بينهم نحو ألف في عاصمة البلاد الاقتصادية.

وبالنسبة الى علماء الزلازل، السؤال المطروح الآن لا يتعلق باحتمال أن يضرب زلزال مماثل اسطنبول من عدمه، بل في معرفة متى ستحصل هذه الهزة، خصوصا أن المدينة واقعة في جوار الصدع شمال الأناضول الذي وقع عليه زلزال 1999.

يرى شكرو إرسوي، خبير الزلازل والأستاذ في جامعة يلديز التقنية في اسطنبول، أن المدينة قد تشهد زلزالا كبيرا خلال العقد المقبل.

ويقول لوكالة "فرانس برس": "في أسوأ الأحوال، قد تصل قوة الزلزال إلى 7,7 درجات. هل اسطنبول جاهزة له؟ للأسف، لا".

ويعتبر أن زلزالا بهذه القوة سيؤدي إلى انهيار آلاف الأبنية، ويحصد عددا "مخيفا" من القتلى، ويشل اسطنبول، أغنى مدن البلاد وأكثرها اكتظاظا بالسكان. وهي وجهة سياحية رئيسية.

وعرفت اسطنبول الكثير من الزلازل في تاريخها. ففي 1509، اجتاح زلزال المدينة. وكان قويا جدا، بحيث سماه العثمانيون "القيامة الصغرى".

وتشهد تركيا الواقعة في منطقة نشاط زلزالي كبير، هزات منتظمة. إلا أن زلزال عام 1999 الذي ضرب قلب البلاد الصناعي، أثار صدمة كبيرة.

واستحدثت بعده وكالة لإدارة حالات الطوارئ، وبنيت مستشفيات مقاومة للزلازل، واعتمدت آليات تقطع في شكل آلي شبكات التغذية بالغاز.

لكن الخبراء يعتبرون أن المشكلة الرئيسية في اسطنبول تتمثل في عشرات آلاف الأبنية التي بنيت من دون ترخيص أو إشراف خلال التوسع الفوضوي للمدينة في العقود الأخيرة.

وقد انهارت الكثير من هذه الأبنية التي بنيت أحيانا باسمنت ممزوج برمل البحر في زلزال عام 1999.

ويقول نصرت سنة، رئيس غرفة المهندسين المدنيين في اسطنبول لوكالة "فرانس برس": "بعيد زلزال عام 1999، حصل إدراك واسع. لكن مع الوقت، عادت الحتمية لتتفوق، إذ يقال إنه القدر. وانتقلنا إلى شيء آخر".

باتت عمليات المراقبة أكثر صرامة اليوم. إلا أن انهيار مبنى سكني في اسطنبول في شباط الماضي قضى فيه 20 شخصا، أيقظ الهواجس حول متانة أبنية المدينة.

وبوشرت عملية كبيرة لـ"الترميم المُدني" تشمل هدم الأبنية التي تواجه خطر الانهيار.

ويرى سنة أن هذه الاجراءات غير كافية، داعيا إلى "تعبئة عامة" لجعل المدينة تعتمد المعايير المقاومة للزلازل.

وتعهد رئيس بلدية اسطنبول الجديد أكرم إمام أوغلو الذي لديه الرأي ذاته، وضع خطة لمواجهة خطر وقوع زلازل، واعدا خصوصا باستحداث المزيد من المساحات الخضراء لاستقبال الناجين.

نظريا، يتمتع كل حي بـ"مكان تجمع". لكن الكثير منها حوّل مواقف سيارات أو مراكز تجارية.

وينبه رجب سالجي، رئيس جمعية المسعفين (اكوت) الذي شارك في عمليات الانقاذ بعد زلزال 1999، الى أنه في حال عدم "تسريع الاستعدادات، فإن اسطنبول ستغرق في فوضى فعلية" عند وقوع زلزال قوي.

ويقول: "لا يمكننا أن نحول دون وقوع زلزال. لكن يمكننا أن نخفف عواقبه كثيرا"، داعيا إلى الاستفادة من خبرة اليابان والتشيلي، وهما بلدان تضربهما الزلازل بانتظام، واتخاذ اجراءات جذرية لتخفيف تأثيرها.

ويقول سنة من غرفة المهندسين في اسطنبول إن المدينة بحاجة إلى "15 إلى 20 عاما" لتكون جاهزة.

ويختم: "لقد خسرنا 20 عاما منذ 1999. لكن هذا الأمر ينبغي ألا يثبط عزيمتنا".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم