السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

العلاج المناعي يُحدث فرقاً في هذه الأورام السرطانية... البروفيسور عاصي لـ"النهار": هذه شروط استخدامه للحصول على نتيجة إيجابية

المصدر: النهار
ليلي جرجس
ليلي جرجس
كيف استطاع العلاج المناعي احداث فرق في الاورام السرطانية؟
كيف استطاع العلاج المناعي احداث فرق في الاورام السرطانية؟
A+ A-
لم يعدّ خافياً على أحد أن العلاج المناعي أصبح أكثر المجالات إثارةً في بحوث السرطان. هذه الثورة الطبية التي بدأت تتطور شيئاً فشيئاً كشفت اليوم عن فعالية ونتائج مبشّرة وواعدة في محاربة هذا المرض الخبيث.
 
وبدأت الآمال تعلّق على العلاج المناعي وما يمكن أن يحدثه من فروقات ايجابية في بعض أنواع السرطانات، خصوصاً في مراحلها المتقدمة. لم يعد الأمر محصوراً في إطالة عمر المريض، بل أحياناً بات هذا العلاج المناعي يُستخدم كعلاج وقائي في المراحل الأولى.
 
هذا العلاج الذي كان محدوداً ومستبعداً في بداياته، تحوّل اليوم إلى جزء مهم في رحلة العلاج من السرطان. فما هي شروطه، ومن هم المرضى الأكثر استفادة وما هي أنواع السرطانات التي تجاوبت بشكل كبير مع هذا العلاج؟
 
يوضح البروفيسور في طب الدم والأورام في المركز الطبي في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور حازم عاصي لـ"النهار العربي" أن العلاج المناعي "شهد تطوراً واضحاً بعد العام 2010 من خلال الجيل الثاني من الأدوية المناعية التي بدأت تُحدث فرقاً واضحاً في النتائج الايجابية من ناحية إطالة العمر وشفاء المريض، خصوصاً للحالات المتقدمة.
 
نعود إلى البداية، عندما ظهر المصطلح الطبي "العلاج المناعي" الذي رافقته أعراض جانبية أدت إلى استخدامه المحصور. ولكن في العام 2014 ظهر جيل ثانٍ من العلاجات المناعية checkpoint inhibitors، التي أظهرت أعراضاً جانبية بسيطة مقابل نتائج ايجابية مبشرة وواعدة. وكانت أولى نتائجه مع سرطان الجلد (melanoma) في المرحلة الرابعة حيث أعطى نتائج واعدة جداً وإطالة عمر المريض من 8 أشهر إلى 5 سنوات، في حين أطال عمر مريض سرطان الرئة مرحلة رابعة من 12 شهراً إلى 4- 5 سنوات كمعدل عام.
 
 
وفق عاصي "هذه التقنية العلاجية لم تعدّ محصورة بسرطان الجلد، بل انتقلت إلى سرطان الرئة في حالات متقدمة. وأظهر 35% من المرضى الذين يعانون من سرطان الرئة في الخلايا الكبرى تجاوباً كبيراً واستفادة واضحة من العلاج المناعي وحده من دون الحاجة إلى علاج كيميائي. ولم نتخيل يوماً أننا قد نصل إلى يوم نعطي فيه علاجاً مناعياً لمعالجة سرطان الرئة في المرحلة الرابعة من دون علاج كيميائي."
 
هذه الخطوة الإيجابية انعكست على سرطانات أخرى، حيث أصبح العلاج المناعي جزءاً من ثورة العلاجات الحديثة التي تحدث فرقاً واستجابة عند المريض. هكذا أصبح حاضراً في علاجات سرطان الأنف والأذن والحنجرة، سرطان المثانة، بعض أنواع سرطان المعدة، سرطان الثدي...ازدادت استخدامات العلاج المناعي بشكل واضح ومنتشر.
 
ويشدد عاصي على أهمية استخدام العلاج المناعي في كافة الأورام السرطانية وأورام الدم والذي يعطي نسبة استجابة عالية جداً. وقد أظهر الجسم تقبلاً كبيراً للجيل الجديد للعلاج المناعي checkpoint inhibitors بأعراض جانبية بسيطة. لذلك تكمن أهمية تسليط الضوء عليه وشرح شروط استخدامه والفئة التي يمكن أن تستفيد منه، خصوصاً أن العائق الأساسي في اللجوء إليه يتمثل بكلفته العالية.
 
 
وعليه، يجب التركيز على أهمية ترشيد هذا العلاج واستخدامه المناسب واختيار المريض الأفضل وعدم استخدامه بطريقة عشوائية، والتشديد على الرقابة الذاتية في ظل غياب رقابة الدولة. وفي ظل الأزمة الاقتصادية والصحية، يجب المحافظة على هذه الموارد واعطاؤها للمريض الذي سيستفيد من الأدوية المناعية وعدم اللجوء إليها من باب التجربة. يجب أن يكون اختيار المريض مستنداً إلى مؤشرات ونتائج مؤكدة وعلمية تسمح باستخدام هذا العلاج لهذا المريض دون سواه.
 
ما هي الشروط التي تسمح للمريض باللجوء إلى العلاج المناعي؟
يشرح عاصي أن معالجة مريض السرطان يجب أن تكون حسب الخريطة الجينية والتركيبة البيولوجية للورم الموجود في جسمه. وهناك بعض الخصائص التي تكون موجودة على الخلية السرطانية التي تساعدنا في معرفة وتحديد أي مريض يستفيد من العلاج المناعي وأي مريض .يستفيد من علاجات أخرى
 

على سبيل المثال، ننظر في سرطان الرئة على PDL1 الذي يساعدنا في معرفة مدى استفادة المريض من العلاج المناعي وامكانية اعتماده وحده أو مع علاج كيميائي آخر. كذلك نبحث أيضاً عما يُسمى MSI إذا كان موجوداً،  فهذا يعني أن المريض قد يستفيد من العلاج المناعي. كما ننظر إلى مؤشر TMB  (Tumor mutational burden) ، وفي حال ارتفاعه يستجيب المريض للعلاج المناعي.

وعليه، هناك مؤشرات، وبعض أنواع الأورام السرطانية أظهرت تجاوباً مع العلاج المناعي وأعطت نتائج مبشرة وايجابية في تحسين حالة المريض وإطالة عمره، وأحياناً أدت إلى شفائه.

 
ولكن ما هي أكثر انواع السرطانات تجاوباً مع العلاج المناعي؟

يؤكد عاصي أن "العلاج المناعي الذي أحدث فرقاً شاسعاً وكبيراً كان مع سرطان الجلد وسرطان الرئة (حيث عدد المرضى يصل إلى مليوني مريض سنوياً في العالم). وقد شهدنا على تطور كبير جداً في معالجة سرطان الرئة، خصوصاً في المرحلة الرابعة بفضل العلاج المناعي.
 
وقد صدرت دراسة مؤخراً في المؤتمر الأوروبي للأورام الخبيثة، وقد حصل الدواء على موافقة من إداراة الغذاء والدواء الأميركية بإستخدام العلاج المناعي كعلاج وقائي لسرطان الرئة في مراحله الأولى، بالإضافة إلى استخدامه في أحد أنواع سرطان الثدي الذي أظهر فعاليته كعلاج وقائي.
 
وتبقى الرسالة الأهم التركيز على أهمية إعطاء هذا العلاج المناعي للمريض المناسب، لاسيما أن هناك مرضى ما زالوا على قيد الحياة بفضل هذه الأدوية المناعية. ولكن ما يؤثر اليوم على رحلة العلاج عند المريض يكمن في انقطاع الدواء وعدم توفره بشكل منتظم ومستمر، وبالتالي عدم الالتزام بالعلاج يعتبر خطيراً ويهدد حياة المرضى.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم