الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أثر الصدمات المتتالية على اللبنانيين... ارتفاع في الاضطرابات النفسية

المصدر: النهار
الاضطرابات النفسية بين اللبنانيين زادت بعد هذه الأحداث.
الاضطرابات النفسية بين اللبنانيين زادت بعد هذه الأحداث.
A+ A-
كشفت النتائج الأولية للدراسات التي أعدّها أو يعّدها الخبراء اللبنانيون من مختلف الجامعات والمستشفيات اللبنانية، أن جائحة كوفيد ــ 19 وانفجار بيروت، أدّيا إلى زيادة في حالات اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والإدمان والعنف ضد النساء وحتى الانتحار.

نظّمت الجمعية اللبنانية للطب النفسي ونقابة الأطباء في مناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، مؤتمراً تناول أثَر جائحة كوفيد-19 وانفجار مرفأ بيروت على الصحة النفسية في لبنان من جوانب عدة، سواء على السكّان عموماً أو على العاملين في المجال الطبي أو على النساء والموظفين وطلاب الجامعات وأصحاب الأمراض البدنية والنفسية..
استهل رئيسا اللجنة العلمية الدكتور شارل بدّورة والدكتورة جوزيان ماضي سكاف بكلمتين أشارا فيهما إلى أن الدافع وراء الإصرار على عقد هذا المؤتمر رغم الظروف الصعبة المرتبطة بجائحة كوفيد-19 هو مناقشة الدراسات التي أعدتها أو تعمل على إعدادها الجامعات والمراكز الطبية اللبنانية "سعياً إلى فهم وتقويم وقياس أثر الصدمات المتتالية على الصحة النفسية للبنانيين"، و"النخطيط لآليات التعامل المستقبلية مع هذا الحمل الثقيل الذي يرزح تحته اللبنانيون والذي يتوقع أن يزيد في الأشهر المقبلة.

عرضت في الجلسة الأولى دراسة لمستشفى القديس جاورجيوس عن أثر كوفيد-19 والوضع الاقتصادي وانفجار بيروت على العاملين في مجال الرعاية الطبية، انطلاقاً من العاملين في المستشفى وفي مستشفيات أخرى، وهي تندرج ضمن دراسة تشمل 30 دولة وتنسقها جامعة تشيلي وجامعة كولومبيا الأميركية، وباتت في مراحلها النهائية.

وفصّلت دراسة للجامعة الأميركية في بيروت مدى رصد انتشار اضطراب ما بعد الصدمة PTSD والاكتئاب بعد انفجار بيروت لدى عامة السكان وخصوصاً سكان بيروت والمعرضين للكارثة كعناصر فرق الإغاثة، من خلال العيّنة التي شملتها دراستها، وأشارت إلى وجود ارتباط بعوامل الإجهاد وعوامل الخطر الأخرى.

وقيّمت دراسة لمستشفى القديس جاورجيوس تأثير انفجار بيروت على الصحة النفسية للعاملين في المستشفى، وخصوصاً في ما يتعلق باضطراب الإجهاد الحاد.

وعرضت دراسة أخرى لمستشفى القديس جاورجيوس عن الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة والانتحار لدى مرضى غسيل الكلى بعد انفجار بيروت.
 


أما الجلسة الثانية فتناولت أثر كوفيد_19 على الصحة النفسية. وركزت دراسة لجامعة القديس يوسف على أثر تدابير الإقفال العام على الاكتئاب والقلق. وأظهر التحليل أن العمر والدخل الشهري والوضع المهني هي عوامل تساهم في تعزيز تأثير الحجر على نمط الحياة.

كما ركّزت دراسة لدير الصليب على نوعية الحياة لدى مرضى الفصام والاكتئاب والوسواس في ظل كوفيد-19. وخلصت الدراسة إلى أن الممارسات الدينيّة والمعلومات المعطاة للمرضى حول فيروس كورونا تساعد في تقليل أعراض الذهان والاكتئاب لدى المرضى وحسّنت جودة حياتهم.

وسعت الجامعة اللبنانية في دراستها إلى فهم العلاقة بين استهلاك الأخبار والقلق أثناء جائحة كوفيد-19، فذكّرت بأن القدرة الكبيرة على انتشار فيروس كورونا وإمكان إصابة أي شخص أدّيا إلى زيادة استهلاك الأخبار المتعلقة بهذه الجائحة وانتشار الخوف والمشاعر السلبية. وأظهرت النتائج الأولية وجود علاقة بين استهلاك الأخبار ومستوى الأكل العاطفي في لبنان، وهو الاستهلاك العالي للحلويات والكربوهيدرات.
 

أما الضائقة النفسية لدى طلاب الجامعات المعزولين ذاتياً، فكانت موضوع دراسة للجامعة الأميركية ومركزها الطبي، حيث رأت أن الحجر الصحي، على الرغم من كونه تدبيراً وقائياً ضرورياً أثناء تفشي الأمراض المعدية، يمكن أن يؤدي إلى آثار نفسية سلبية، لا سيما لدى الطلاب الجامعيين، مشددة على أهمية توفير التدخلات الوقائية والفاعلة.
كذلك أظهرت دراسة لدير الصليب أن الآثار الناجمة عن تدابير الإقفال، ومنها العوامل الاجتماعية والاقتصادية، أدت إلى ازدياد العنف ضد النساء اللبنانيات خلال الحجر الصحي.
وفي الجلسة الثالثة، عرضت دراسة لجامعة القديس يوسف أفادت فيها نسبة كبيرة من العاملين في مجال الرعاية الصحية في لبنان، وخصوصاً من النساء، بأنهم عانوا من أعراض القلق وضعف جودة النوم خلال جائحة كوفيد-19 في لبنان. كذلك لوحظت زيادة في استخدام الكحول/المخدرات.
هدفت دراسة لمستشفى القديس جاورجيوس إلى تقييم شعور العاملين في المستشفى بأنهم مستعدون لتوجيهات المستشفى خلال فترة آذار ونيسان 2020 لمواجهة الجائحة. ومقارنة ببداية الوباء، تبين أن ما يقرب من نصف الموظفين (44,48%) أقل قلقاً بشأن الجائحة، ووجد معظم الموظفين (71,62%) أن التواصل اليومي الذي قدمه الطبيب المسؤول عن كوفيد-19 كان مفيداً للغاية. وذكر أكثر من نصف الموظفين (60,18%) أن توجيهات المستشفى أعدتهم جيداً بما يكفي وأكثر من ذلك بكثير.

في حين تناولت دراسة للجامعة الأميركية ومركزها الطبي الضائقة النفسية التي عانى منها الأطباء والممرضات أثناء تفشي مرض كوفيد 19. وهدفت هذه الدراسة إلى فهم التأثير النفسي للوباء على العاملين في مجال الرعاية الصحية من أجل التنفيذ الفاعل للسياسات والتدخلات. والخلاصة أن العاملين في الرعاية الصحية في لبنان قد يكونون أكثر مرونة في مواجهة المواقف العصيبة.
وخلصت دراسة للجامعة الأميركية إلى أن عدد أبحاث الصحة النفسية أكبر من تلك المتعلقة بـ"إيبولا" و"إتش 1 إن 1" معاً، على الرغم من الوقت الأقصر منذ بداية جائحة كوفيد-19 بالمقارنة معهما. واشارت الدراسة إلى أن المؤلفين المنتسبين إلى مؤسسات تقع في البلدان المرتفعة الدخل نشروا أو ساهموا في 79 في المئة من مجمل الدراسات، يتبعهم مؤلفون من البلدان ذات الدخل المتوسط الأعلى (23%) ، والبلدان ذات الدخل المتوسط الأدنى (10%) والبلدان المنخفضة الدخل (2%).


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم