السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"لحظة إطلاق أمّ النار على قاتل طفلتها في قاعة المحكمة"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
هالة حمصي
هالة حمصي
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس).
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس).
A+ A-
المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "لحظة إطلاق أمّ النار على قاتل طفلتها في قاعة المحكمة، الأمر الذي أسفر عن مقتله". 
 
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. 
 
الحقيقة: هذه المشاهد تمثيلية، اذ تعود الى الفيلم الألماني Der Fall Bachmeier- Keine Zeit für Tränen (اي قضية باخماير- لا وقت للدموع)، الذي صدر عام 1984. وهو مستوحى من قصة ماريان باخماير Marianne Bachmeier، التي اطلقت النار على مغتصب طفلتها آنا (7 أعوام) وقاتلها خلال مثوله أمام محكمة مقاطعة لوبيك في شمال ألمانيا، في 6 آذار 1981، الامر الذي أدى الى مقتله على الفور. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
ما القصة؟ 
13 ثانية فقط. المشاهد تظهر امرأة بمعطف طويل اخرجت مسدسا من جيبها لتطلق النار مرات عدة في مكان ما، قبل ان يردعها اشخاص. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا عبر حسابات، عربية وأجنبية، أرفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "من الاحداث الخالدة في التاريخ... عندما قامت هذه الأم بالدخول لقاعة المحكمة أمام القضاة والمحاميين وجميع الناس بينما كان يتم محاكمة الرجل الذي اغتصب وقتل ابنتها ذات السبع اعوام فقط، دخلت هذه الأم المحكمة وقامت بتوجيه السلاح نحو الرجل مباشرة وأطلقت عليه 7 طلقات مباشرة ما اسفر عن موته فورا". 
 
 

- حقيقة الفيديو - 
الا ان هذه المزاعم غير صحيحة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. 
 
فالبحث عن المقطع، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يضع امامنا خيوطا (مثل هنا، هنا)، يوصلنا الى مشاهد مماثلة تماما منشورة ضمن فيلم طويل مدته 1.27.50 ساعة، في هذا الحساب في يوتيوب، في 17 تشرين الاول 2014، بعنوان (بالالمانية): Der Fall Marianne Bachmeier -keine Zeit für Tränen، اي لا وقت للدموع- قضية باخماير.
 
ويمكن مشاهدة لحظات اطلاق النار، من زاوية مختلفة، ابتداء من التوقيت 1.19.28 في الفيديو أدناه. ونجد في هذه المشاهد التمثيلية، عددا من الممثلين الذين نشاهدهم في المقطع المتناقل، الى جانب الممثلة الرئيسية مطلقة النار.  
 
 
واليكم مقارنة بين لقطات من الفيلم (ادناه الى اليسار) ومن المقطع المتناقل (الى اليمين). واشرنا بالاحمر الى القواسم فيها. 
 
 
وقد صدر الفيلم عام 1984 (هنا، هنا، هنا)، وهو من اخراج هارك بوهم. كاتبه هارك بوهم، والبطولة لماري كولبين Marie Colbin، الممثلة النمسوية التي ادت دور الوالدة ماري سيلباخ في الفيلم (هنا)، مايكل جويسديك، وكريستين ليمباخ. 
 
 
  
 
في الواقع، الفيلم مستوحى من أحداث حقيقية وقعت في 6 آذار 1981، يوم دخلت الألمانية ماريان باخماير Marianne bachmeier قاعة محكمة مقاطعة لوبيك في شمال ألمانيا، حيث أطلقت النار على قاتل طفلتها آنا، الامر الذي أدى الى مقتله. 
 
وفي التفاصيل (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، كان اليوم الثالث من المحاكمة في قضية قتل الطفلة آنا (7 أعوام) خنقاً في 5 ايار 1980. كانت الساعة قبل العاشرة قبل الظهر بقليل. وكان مرتكب الجريمة المزعوم الجزار كلاوس غرابوفسكي Klaus Grabowski، المدان بارتكاب جرائم جنسية، اعترف بالفعل بجريمة اغتصاب آنا وقتلها خنقاً.
 
كان يجلس في الغرفة الرقم 157 في محكمة لوبيك الإقليمية، عندما اقتربت ماريان باخماير (31 عاما)- والدة آنا - من الخلف، وأخرجت مسدس بيريتا عيار 22 من جيب معطفها، لتصوبه نحو ظهر غرابوسكي (35 عاما) وتطلق النار ثماني مرات، فتصيبه بست رصاصات، ويقضي نحبه على الفور في قاعة المحكمة.
 
وقالت ماريان بعد وقت قصير من ارتكاب جريمتها: "أردت إطلاق النار على وجهه. ولسوء الحظ اصبته في ظهره. وآمل أن يكون مات" (هنا صور حقيقية لها).
 
وقد أثارت هذه القضية تغطية إعلامية واسعة النطاق ونقاشا عاما في البلاد. وبعد مرور عامين تقريبا، حوكمت ماريان بدورها في لوبيك. وفي 2 آذار 1983، حكمت المحكمة عليها بالسجن ست سنوات بتهمة القتل غير العمد وحيازة أسلحة بشكل غير قانوني. 
 
 
 
 
 
 
في حزيران 1985، أُطلقت ماريان مبكرا، وانتقلت إلى نيجيريا، ثم إلى صقلية، حيث اعتنت بالمحتضرين في دار لرعاية المسنين.
 
وعندما أصيبت ماريان بمرض السرطان، عادت إلى ألمانيا عام 1996. وتوفيت في 17 ايلول 1996، عن عمر يناهز 46 عاما فقط، في مستشفى في لوبيك. ووجدت مثواها الأخير بجوار ابنتها في بورغتورفريدهوف في لوبيك.
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو يظهر "لحظة إطلاق أمّ النار على قاتل طفلتها، في قاعة المحكمة، الأمر الذي اسفر عن مقتله". في الواقع، هذه المشاهد تمثيلية، اذ تعود الى الفيلم الألماني Der Fall Bachmeier- Keine Zeit für Tränen (اي قضية باخماير- لا وقت للدموع)، الذي صدر عام 1984. وهو مستوحى من قصة ماريان باخماير Marianne Bachmeier، التي اطلقت النار على مغتصب طفلتها آنا (7 أعوام) وقاتلها خلال مثوله أمام محكمة مقاطعة لوبيك في شمال ألمانيا، في 6 آذار 1981، الامر الذي أدى الى مقتله على الفور.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم