"آلاف من الشعب اللبناني يتوافدون إلى الحدود مع إسرائيل"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
16-10-2023 | 16:23
المصدر: النهار
المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "آلافا من الشعب اللبناني يتوافدون اليوم الى الحدود مع إسرائيل"، في وقت تشهد المنطقة الحدودية في جنوب لبنان تصعيدا عسكريا بين حزب الله وفصائل فلسطينية من جهة، واسرائيل من جهة أخرى.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ تعود آثاره الى 16 ايار 2021. ويظهر شبابا لبنانيين يتسلقون الجدار العازل على الحدود اللبنانية- الاسرائيلية، تعبيرا عن غضبهم من الاعتداءات الاسرائيلية على غزة يومذاك. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
12 ثانية فقط. المشاهد تظهر عشرات الاشخاص الذين تجمعوا قرب جدار فاصل، بينما تسلقه عدد منهم. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا عبر حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "آلاف من الشعب اللبناني يتوافدون إلى الحدود مع فلسطين المحتلة"، وايضا "لبنان الآن".
الحشود الشعبية في لبنان تضرب السياج الامني مع الكيان الصهيوني نصرة لغزة..#الجمعه_عالحدود #جمعة_طوفان_الأقصى #فلسطين_المحتلة #لبنان_تنتفض pic.twitter.com/3RJQD3WSKF
— علي الوردي (@pAWDiso9k6fah3D) October 13, 2023
🔴لبنان الآن .. pic.twitter.com/zEbVCZPBIh
— علي بن غذاهم (@RevoltAli) October 13, 2023
-تصعيد على الحدود -
جاء تداول الفيديو في وقت شهدت المنطقة الحدودية في جنوب لبنان، منذ أسبوع، تصعيداً عسكرياً بين حزب الله وفصائل فلسطينية من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، على وقع عملية "طوفان الأقصى" التي تدخل اسبوعها الثاني.
وامس الأحد كان الأكثر تصعيدا سواء من الجهة اللبنانية حيث استهدف "حزب الله" اكثر من خمسة مواقع إسرائيلية بدءا من مواقع داخل مستعمرة شتولا المقابلة لبلدة عيتا الشعب وصولا إلى مستعمرة المنارة في القطاع الأوسط، مرورا" بموقع الراهب الذي استهدفت صواريخ الحزب فيه دبابة ميركافا بصاروخ موجه واوقعت عددا من الاصابات بينها، وفقا لموقع "النهار" (هنا).
من جهتها، أعلنت إسرائيل مساء الأحد أنها "لا تريد تصعيدا" على حدودها الشمالية مع لبنان. وأمر الجيش الإسرائيلي الأحد بالإجلاء الفوري لمدنيين وإغلاق منطقة بطول أربعة كيلومترات من الحدود الشمالية مع لبنان.
اقرأ ايضا- الأحد الساخن على طول الحدود بين لبنان وإسرائيل: من الساحل إلى ميس الجبل صواريخ وقصف مدفعي
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذه المستجدات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يوصلنا اليه منشورا في حساب في اكس في 16 ايار 2021 (هنا)، مع تعليق: "الهجوم على إسرائيل، لبنان على الحدود الفلسطينية". وارفق بوسم: غزة تحت القصف.
Attack on titan❎ Attack on Israel❎
— hargeisawi 🖤✨ (@ree_mii2002) May 16, 2021
" Lebanon at the Palestinian border"
.......#لبنانين_لن_أرحل#GazaUnderAttak#غزة_تحت_القضف#IsraelTerrorism #PalestineBleeding #FreePalestine pic.twitter.com/ZenkVeVtv7
كذلك، نقع على موقع "القاهرة 24"، الذي نشر لقطة شاشة من الفيديو (هنا) في 16 ايار 2021، ضمن تقرير عن "اقتحام آلاف المتظاهرين اللبنانيين الجدار العازل على حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة" يومذاك.
بدوره، أورد موقع "سي ان ان"، الذي نشر لقطات مماثلة من زاوية مختلفة (هنا) يومذاك، أن عشرات المتظاهرين اللبنانيين المستائين من الاعتداءات الاسرائيلية في غزة، اقتحموا الجدار على طول الحدود اللبنانية- الإسرائيلية، وقطعوا الأسلاك وألقوا الحجارة والزجاجات الحارقة على الجنود الإسرائيليين. وقد تسلقوا الجدار الخرساني الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من 25 قدما لتثبيت الأعلام الفلسطينية فوق نقاط المراقبة".
كذلك، نشرت وكالتا "رويترز" و"غيتي ايماجيز" صورا مماثلة لمحتجين لبنانيين تسلقوا الجدار الفاصل في قرية العديسة الحدودية جنوب لبنان في 15 ايار 2021، تعبيرا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
في ايار 2021، شهدت المنطقة حلقة الجديدة من العنف بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. وبدأ التصعيد مع صدامات وقعت في القدس، ما دفع الفصائل المسلّحة، وبينها حماس والجهاد الإسلامي، إلى إطلاق آلاف الصواريخ باتّجاه إسرائيل منذ بدء جولة العنف الدامية في 10 أيّار، وفقا لتقارير اعلامية (هنا)، في وقت شنت اسرائيل غارات على القطاع (هنا).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو يظهر "آلافا من الشعب اللبناني يتوافدون اليوم الى الحدود مع إسرائيل"، في وقت تشهد المنطقة الحدودية في جنوب لبنان تصعيدا عسكريا بين حزب الله وفصائل فلسطينية من جهة، واسرائيل من جهة أخرى. في الواقع، الفيديو قديم، اذ تعود آثاره الى 16 ايار 2021. ويظهر شبابا لبنانيين يتسلقون الجدار العازل على الحدود اللبنانية- الاسرائيلية، تعبيرا عن غضبهم من الاعتداءات الاسرائيلية على غزة يومذاك.