السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"الإيبولا تنتشر في مهرجان الرجل المحترق" في نيفادا؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
الخبر الخاطئ المنتشر (اكس).
الخبر الخاطئ المنتشر (اكس).
A+ A-
المتداول: خبر يدعي أنّ "جائحة الإيبولا انتشرت في مهرجان الرجل المحترق في نيفادا، والناس يصابون هناك بأمراض خطيرة ويعانون الدمامل والقيء والنزف". 
 
الا أنّ هذا الخبر غير صحيح. 
 
الحقيقة: لم يحصل انتشار للإيبولا في مهرجان الرجل المحترق. وأكد مسؤولو الصحة الاميركيون أنهم لم يتلقوا أي تقارير عن إصابات بالفيروس في المهرجان. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
ما القصة؟ 
منذ ساعات، تكثف التشارك في الخبر، عبر  حسابات عربية وأجنبية. وجاء فيه (من دون تدخل او تصحيح): "إطلاق جائحة جديدة للإيبولا في مهرجان الرجل المحترق؟ 73 ألف شخص محتجزون هناك بسبب الفيضانات. الناس يصابون بأمراض خطيرة ويعانون من الدمامل والقيء والنزيف".
 
كذلك، انتشر فيديو لامرأة وهي تبدي شكوكا حول الوضع في المهرجان، مبرزة "رسائل من مشاركين فيه"، على قولها، اخبروا عن "اصابة بعضهم بالمرض وحضور مسعفين بلباس واق"، و"يتكلمون على انتشار الايبولا"، بينما تناقل مستخدمون صورة لبيان مزعوم من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، "يؤكد انتشار الايبولا في المهرجان".  
 
 
 
- عاصفة عاتية ممطرة -
جاء تداول هذا الخبر في وقت أعلنت السلطات في ولاية نيفادا الأميركية، الأحد 3 ايلول 2023، أنها تحقق في وفاة شخص بعدما تسببت عاصفة عاتية ممطرة بترك عشرات الآلاف من المحتفلين بمهرجان الرجل المحترق (بيرنينغ مان- Burning Man) السنوي عالقين في الوحل، وطلبت منهم الاحتماء بمكان آمن والحفاظ على الطعام والماء.
 
وذكرت وكالة "رويترز" (هنا) ان مكتب قائد شرطة مقاطعة بيرشينغ في شمال نيفادا اصدر بيانا قال فيه إن الوفاة حدثت أثناء هطول للأمطار السبت 2 منه، لكنه لم يقدم تفاصيل عن سبب الوفاة أو هوية الشخص الذي لقي حتفه".
 
ومهرجان الرجل المحترق حدث ثقافي سنوي يقام في صحراء بلاك روك في نيفادا، ويستقطب آلاف الأشخاص، وينتهي بحرق تمثال عملاق لرجل ما منح لقب "الرجل المحترق". أُطلق العام 1986 في سان فرانسيسكو. ومنذ تسعينيات القرن الماضي، تقام هذه الفعالية في صحراء بلاك روك، وهي منطقة محمية في شمال غرب ولاية نيفادا. ويعد واحداً من أشهر الفعاليات الموسيقية والفنية والثقافية في أميركا (هنا، هنا، هنا...).
 
وقال منظمو المهرجان، في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي، إن السلطات منعت الوصول إلى مدينة بلاك روك، التي تستضيف المهرجان، والخروج منها "خلال الفترة المتبقية من الحدث". وقال مكتب قائد شرطة مقاطعة واشو إن الدخول إلى موقع الاحتفال بالمهرجان غير مسموح به حاليا بسبب الفيضانات.
 
وفي ظل هذه الاجواء، وجد آلاف الأشخاص أنفسهم عالقين في وضع صعب وسط صحراء نيفادا. ونشرت شبكة "سي ان ان" (هنا، هنا) فيديو التقطته طائرة بدون طيار جانبا من الكارثة التي حلت بالمكان، بعدما حولت العاصفة الممطرة المكان بركة وحل. 
 
كذلك، أظهرت بعض اللقطات من الأقمار الاصطناعية لمنطقة المهرجان النزوح الجماعي من المهرجان لنحو 72 ألف شخص للعودة إلى منازلهم (هنا ايضا)، بعدما بدأت عمليات الخروج رسمياً من بلاك روك سيتي، ورُفع حظر القيادة الذي كان مفروضاً في الأيام الأخيرة (هنا، هنا).
 
 
 
 
هل انتشر الايبولا في المهرجان، كما تم زعمه؟ 
 
كلا، بتأكيد مسؤولي الصحة الاميركيين، الذي قالوا إنهم لم يتلقوا أي تقارير عن إصابات بالإيبولا في المهرجان. 
 
وقال متحدث باسم مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) لمواقع اخبارية اميركية ووكالات انباء عالمية: "لم تتلق المراكز تقارير عن انتشار الإيبولا في المهرجان، ولم تصدر أي تحذيرات، ولم تتلق أي طلبات من إدارات الصحة المحلية وفي الولاية للمساعدة" (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...). 
 
في الواقع، لم تنشر المراكز البيان التحذيري المتناقل، وفقا لما يبينه حسابها في اكس (هنا). وهذا يعني انه مزور، مركب. ويؤكد ذلك بحث عكسي يوصلنا الى الصورة الاصلية (هنا)، التي تظهر تنبيها من المراكز بشأن الإيبولا في أفريقيا. وقد استبدل فيها تعبير افريقيا بنيفادا، عبر برنامج لتعديل الصور. 
 
 
بدوره، أكد متحدث باسم الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ أنه "لم يتم نشر أي موظفين تابعين للوكالة في المهرجان، ولا توجد طلبات من السلطات المحلية أو سلطات الولاية من اجل مساعدتها".
 
تأكيد آخر من متحدث باسم مكتب إدارة الأراضي، الوكالة التي تدير الأرض المستخدمة للمهرجان، أن المسؤولين لم يسمعوا بأي اصابات بالإيبولا.

وجاء في إشعار نُشر على الموقع الإلكتروني للمهرجان في 3 ايلول (هنا): "الشائعات في الإنترنت عن أمراض معدية في بلاك روك لا أساس لها وغير صحيحة".
 
 
- قاتل -
مرض فيروس الإيبولا (EVD أو الإيبولا) "اعتلال نادر ولكنه وخيم يصيب البشر. وغالباً ما يكون قاتلاً"، وفقا لمنظمة الصحة العالمية (هنا). 
 
و"يصاب الأفراد بالعدوى عن طريق لمس الحيوانات المصابة لدى تحضيرها أو طهيها أو تناولها، وسوائل جسم الشخص المصاب مثل اللعاب أو البول أو البراز أو السائل المنوي، والأشياء التي تحتوي على سوائل جسم الشخص المصاب مثل الملابس أو الملاءات".
 
"يمكن أن تكون أعراض عدوى الإيبولا مفاجئة، وتشمل الحمى والتعب وآلام العضلات والصداع والتهاب الحلق. ويلي ذلك القيء والإسهال والطفح الجلدي والنزف الداخلي والخارجي".
 
"ظهر الإيبولا للمرة الأولى عام 1976 في فاشيتين متزامنين، إحداهما في ما يعرف الآن ببلدة نزارا جنوب السودان، والأخرى في يامبوكو بجمهورية الكونغو الديموقراطية. وحدثت هذه الأخيرة في إحدى القرى الواقعة بالقرب من نهر الإيبولا، والتي أخذ منها المرض اسمه".
 
النتيجة: اذاً لا صحة للخبر المتناقل أنّ "جائحة الإيبولا انتشرت في مهرجان الرجل المحترق في نيفادا، والناس يصابون هناك بأمراض خطيرة ويعانون الدمامل والقيء والنزف". وقد أكد مسؤولو الصحة الاميركيون أنهم لم يتلقوا أي تقارير عن إصابات بالإيبولا في المهرجان.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم