الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل صحيح أن علاقة تربط مختبر ووهان بشركات تأمين وأدوية عملاقة وبيل غيتس وجورج سوروس؟ FactCheck#

المصدر: خدمة تقصي صحة الأخبار، أ ف ب
صورة جوية تظهر حفارات وشاحنات في موقع بناء مستشفى جديد لعلاج مرضى كورونا في ووهان بمقاطعة هوباي وسط الصين (27 ك2 2020، أ ف ب).
صورة جوية تظهر حفارات وشاحنات في موقع بناء مستشفى جديد لعلاج مرضى كورونا في ووهان بمقاطعة هوباي وسط الصين (27 ك2 2020، أ ف ب).
A+ A-
تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بلغات عدّة حول العالم قصّة معقّدة قيل إنها تكشف علاقة وثيقة  بين كل من مختبر "بي 4" في ووهان، الذي قالت شائعات إن فيروس كوفيد-19 خرج منه، ومختبر فايزر المنتج للقاح الفيروس، ومجموعة غلاكسو الصناعية، والثريّيين الأميركيين بيل غيتس وجورج سوروس، وشركات تأمين ضخمة. 
لكن كثيرة هي المعلومات المغلوطة في هذا النصّ. فلا أدلة على وقوف مختبر ووهان وراء ظهور الوباء، ولا علاقة تربطه بمجموعة غلاكسو، التي لا تملك أصلاً شركة فايزر، أو بشركات التأمين الأخرى.
 
يحبك نص منشور قصة علاقة وطيدة بين الأطراف المشار إليهم. فيقول إن "المعمل البيولوجي الصيني في ووهان مملوك لشركة غلاكسو التي تملك شركة فايزر المنتجة للقاح والتي تديرها شركة +بلاك روك+ المسؤولة عن إدارة الشؤون المالية لشركة +أوبن فاونديشن+ المملوكة من جورج سوروس…

 
باختصار، يحاول ناشرو هذه القصّة المعقّدة الترويج لفكرة أنّ وباء كورونا المستجدّ كان مخططاً له بين هذه الأطراف، مستدلّين لإثبات ذلك بوجود علاقة بين المختبر الصيني في ووهان، وشركات الأدوية والتأمين، والثريّين الأميركيين جورج سوروس وبيل غيتس.
 
 
- ظهور هذه الحبكة وانتشارها -
بحسب ما وقع عليه صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، ظهرت النسخة الأولى من هذا المنشور باللغة الإيطالية في 12 تشرين الثاني 2020.

وانتقل بعد 12 يوماً إلى مواقع التواصل باللغة الفرنسية، وغزا مواقع التواصل بالهولندية والألمانية والسلوفاكية والإسبانية.

أما النسخة العربية من هذا المنشور، فقد ظهرت في أوائل كانون الأول.

هل هناك علاقة بين مختبر ووهان ومجموعة غلاسكو؟
يشير نصّ المنشور إلى أنّ مختبر ووهان مملوك من مجموعة "غلاكسو سميث كلاين" التي تعنى بالصناعة الصيدلانيّة، ويأتي ذلك بعد ظهور شائعات في الأشهر الماضية تتحدث عن أن الفيروس أنشئ في مختبر ووهان، ثم خرج عن السيطرة وانتشر.

دونالد ترامب نفسه أعلن في نيسان الماضي أنّ بحوزته "دليلاً" على ذلك، لكنّه لم يقدّمه يوماً.

إلا أن لا دليل يؤكّد هذا الادعاء، بحسب هذا التقرير الذي أعدّته فرق تقصي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس.

أما بشأن العلاقة بين المختبر الصيني ومجموعة "غلاكسو سميث كلاين"، فلم تعثر وكالة فرانس برس على أي دليل أو مؤشّر عليها. 

فهذا المختبر نشأ في العام 2003 بعد حصوله على موافقة الأكاديمية الصينية للعلوم. وشُيّد بمساعدة فرنسيّة في إطار اتفاق تعاون لمكافحة الأمراض المعدية الجديدة والسيطرة عليها،  بحسب هذا المقال المنشور عام 2017 في مجلة "نيتشر" العلميّة عن أنشطة المختبر.

أما بخصوص تمويله، فيشير بيان نشرته الأكاديمية الصينية للعلوم أن اللجنة الوطنية الصينية للإصلاح والتنمية هي من موّله، "وعملت على تصميمه فرنسا والصين".

ولا يأتي البيان على ذكر مجموعة غلاكسو.

وكذلك، لا يأتي الموقع الرسمي لمختبر ووهان على ذكر أية مساهمة أجنبيّة. وهو يعتمد على الأكاديمية الصينية للعلوم المرتبطة مباشرة بالحكومة الصينية.

من جهة أخرى لا يأتي الموقع الإلكتروني الرسمي لمجموعة غلاكسو في الصين على ذكر أي مشاركة لها في إنشاء مختبر ووهان. ويشير إلى أن المجموعة تنتشر في الصين في كلّ من شانغهاي وبيجينغ وتيانجين.

وحاولت وكالة فرانس برس التواصل مع الأكاديمية الصينية للعلوم لكنّها لم تلق رداً حتى تاريخ إعداد هذا التقرير.

هل تملك مجموعة غلاكسو شركة فايزر؟
يتابع نص المنشور أن مجموعة غلاكسو تملك شركة فايزر المنتجة للقاح كوفيد-19، فما حقيقة الأمر؟

بحسب موقع CNN Business، تسيطر مجموعة "ذا فانغارد" على غالبية أعمال فايزر وتصل نسبة مشاركتها فيها إلى 7,67%. وتعدّ شركة بلاك روك التي يأتي على ذكرها المنشور أيضاَ من المساهمين في فايزر. لكنّ مجموعة غلاكسو لا تدخل ضمن لائحة المساهمين في الشركة.

وأكد المتحدث باسم فايزر ديرفيلا كين في رسالة إلكترونية لوكالة فرانس برس أن المعلومة التي تفيد بأن غلاكسو تملك الشركة "لا أساس لها من الصحة". وأضاف: "شركة فايزر ليست مملوكة من غلاكسو! فايزر شركة مدرجة في بورصة نيويورك".

هل هناك أي نوع من الشراكة بين المجموعتين؟
نعم، عقدت المجموعتان شراكة في العام 2018 تقتصر على تسويق الأدوية التي لا تتطلّب وصفات طبيّة مثل بانادول وفولتارين وأدفيل، لكن المنافسة بينهما ما زالت شرسة في مجال إنتاج الأدوية الأخرى.

- خلط العلاقة بين "بلاك روك" و"أكسا" و "وينترثور" و "أليانز"-
ينتقل نص المنشور بعدها إلى التأكيد أن "مختبرات فايزر على علاقة بـ "بلاك روك" التي شاءت الصدف أنها تدير شبكة "أوبن سوسايتي فاوندايشنز" التي أنشأها الملياردير الأميركي جورج سوروس  المقرّب من شركة التأمين الفرنسية "أكسا" وشركة "وينترثور" السويسرية التي شيّدت المختبر الصيني.

لا شكّ في أن رجل الأعمال جورج سوروس يشكّل مادة دسمة تغذي الأخبار الكاذبة. وكانت خدمة تقصّي صحّة الأخبار في فرانس برس قد تحققت من عدد منها.

هل هناك علاقة حقاً بين هذه الأطراف؟
 
"بلاك روك" و"فايزر"
بلاك روك هي أول شركة مديرة للأصول في العالم. وبالتالي فهي مساهمة في آلاف الشركات، بينها فايزر، كما تضمّ آلاف المستثمرين، بينهم جورج سوروس.

"أوبن سوسايتي" وأكسا"
لا يأتي موقع "أوبن سوسايتي فاوندايشن" على ذكر شركة آكسا للتأمين باستثناء تقرير واحد يشير إلى ملاحقات قامت بها الشركة ضدّ أشخاص تتهمهم بمطالبات تأمين زائفة.

"وينترثور" و"أكسا" ومختبر الصين
أما شركة التأمين السويسرية وينتيرثور فقد اشترتها شركة آكسا عام 2006. ولم يعثر صحافيّو تقصي صحة الأخبار في فرانس برس على أية معلومة تكشف مشاركة المجموعة في مشروع بناء مختبر في الصين.

أليانز
كذلك، يأتي المنشور على ذكر أن شركة "أليانز" للتأمين اشترت المختبر الصيني. الأمر الذي يتناقض مع ما ذكره المنشور بادئ الأمر بأن المختبر مملوك لشركة غلاكسو.

وتقول أليانز على موقعها الإلكتروني أنها تمتلك مكاتب في بيجينغ وشنغهاي وغوانغجو، ولكن ليس في ووهان.

بيل غيتس ليس مساهماً رئيسياً في فايزر
يشير نص المنشور المضلل أيضًا إلى علاقة بين "بلاك روك" وبيل غيتس الذي أصبح بحسب المنشور "عرّاب منظمة الصحة العالمية".

وعلى غرار سوروس تطال الأخبار الكاذبة بيل غيتس على نطاق واسع منذ ظهور فيروس كوفيد-19.

وفي الحقيقة، حصلت مختبرات فايزر على أموال من مؤسسة بيل غيتس التي استثمرت لتوسيع نطاق وصول دواء "سايانا" لمنع الحمل إلى بلدان نامية. وأعلنت المؤسسة في أيلول 2020 أنها ستاسهم مع شركات أخرى تعمل على تطوير لقاح ضد كوفيد-19.

إلا أن لا بيل غيتس ولا زوجته ميليندا هما من المساهمين الرئيسيين في شركة فايزر.

تجدر الإشارة إلى أنّ مؤسسة بيل وميليندا غيتس هي بالفعل إحدى أكبر الشركات المساهمة في منظمة الصحّة العالمية بحيث تبلغ مساهمتها 11,65% من ميزانية المنظمة الأممية، وتأتي في المرتبة الثانية بعد الحكومة الألمانية المساهمة بـ12,18% من الميزانية.
خدمة تقصي صحة الأخبار، وكالة فرانس برس 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم