الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"اجتماع في مجلس التعاون الخليجي وترحيل اللبنانيّين خلال أيّام"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
شعار مجلس التعاون الخليجي (ويكيبيديا).
شعار مجلس التعاون الخليجي (ويكيبيديا).
A+ A-
ينشغل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي بتقرير منسوب الى وكالة "الاناضول" التركية، عن قرار اتخذه "ممثلون لوزارات الداخلية في مجلس التعاون الخليجي، يقضي بترحيل اللبنانيين من دول مجلس التعاون الخليجي خلال ايام". غير ان هذا التقرير لم تنشره وكالة "الأناضول" التركية، ومصدره موقع اخباري لبناني نشره الأحد. وفي وقت لم يمكن ايجاد اي خبر عن اجتماع مماثل في موقع مجلس التعاون الخليجي، أكد مسؤولون لبنانيون لـ"النهار" "عدم تبلّغ لبنان حتى الساعة اي شيء مما يزعمه التقرير".   
 
"النّهار" سألت ودقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: منذ ساعات، تكثّف التشارك في التقرير المنسوب الى وكالة "الاناضول"، خصوصا عبر الواتساب، وايضا في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا...). ويزعم ان اجتماعا عقده "ممثلون لوزارات الداخلية في مجلس التعاون الخليجي، اطلعوا خلاله على لوائح تم اعدادها تشمل جميع اللبنانيين وعائلاتهم المقيمين في دول المجلس"، وانه "تم ابلاغ وزارات العمل انهاء العقود مع الفئات المستهدفة، وأنه تم ابلاغ الجهات المختصة ايقاف اصدار تأشيرات جديدة من لبنان ودخول غير المقيمين اراضي دول المجلس اعتبارا من منتصف شهر تشرين الثاني الجاري". 
 
 
 
 
 
التدقيق: 
يظهر البحث عن التقرير أن وكالة "الأناضول" التركية ليست مصدره او ناشرته في موقعها، ولا علاقة لها به (هنا، هنا). كذلك، أكد مسؤول في مكتب الوكالة في بيروت لـ"النهار" ان الوكالة لم تنشر هذا التقرير.  
 
في واقع الأمر، يتبين ان مصدر التقرير موقع اخباري لبناني (هنا)، نشر التقرير امس الأحد، بعنوان: "اجتماع لوزارات الداخلية في مجلس التعاون الخليجي... وترحيل اللبنانيين خلال أيام"، قبل ان تنسخه عنه مواقع اخبارية لبنانية اخرى (هنا، هنا...). وذكر الموقع أن "معلومات صحافية" هي التي ادلت بهذا التقرير. 
 
 
 
- لا خبر -
لكن مجلس التعاون الخليجي لم ينشر اي خبر عن هذا الاجتماع المزعوم الذي "عقده ممثلون لوزارات الداخلية في المجلس" بخصوص ترحيل اللبنانيين، وفقا لما يبينه البحث في موقع المجلس (هنا) وحسابه الرسمي في تويتر (هنا).
 
وغياب اي ذكر لهذا الاجتماع المهم، المتعلّق بدولة عربية هي لبنان، يثير علامة استفهام كبيرة حول صحته. 
 
- اجتماع لوزراء المال -
في حقيقة الامر، أعلن مجلس التعاون الخليجي، الأحد 7 ت2 2021 (هنا)، ان "وزراء المال عقدوا اجتماع لجنة التعاون المالي والاقتصادي بدول مجلس التعاون، الاجتماع الرابع عشر بعد المائة، في العاصمة المنامة، برئاسة الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، وزير المالية والاقتصاد الدولي الوطني في مملكة البحرين، رئيس الدورة الحالية، وبمشاركة الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي". 
 
وعرض الوزراء، وفقا لبيان المجلس، "العديد من المواضيع المتعلقة بتعزيز التعاون المالي والاقتصادي بين دول المجلس، بحيث اطلعت اللجنة على التوصيات المرفوعة اليها من لجنة محافظي البنوك المركزية بدول المجلس، وهيئة الاتحاد الجمركي، ولجنة رؤساء ومديري الإدارات الضريبية بدول المجلس، ولجنة السوق الخليجية المشتركة، ومستجدات برنامج تحقيق الوحدة الاقتصادية بين دول مجلس التعاون بحلول عام 2025. كذلك، اطلع الاجتماع على مستجدات الدراسات التي تتابع الأمانة العامة إعدادها".
 
كذلك، عقدت "لجنة التعاون المالي والاقتصادي اجتماعاً مشتركاً مع لجنة التعاون التجاري في دول مجلس التعاون"، في اليوم ذاته (هنا). و"عرض الاجتماع العديد من المواضيع المتعلقة بتعزيز التجارة البينية في إطار الاتحاد الجمركي لدول مجلس التعاون. كما استمع المجتمعون الى تقرير عبدالرحمن الحربي، المنسق العام للمفاوضات ورئيس الفريق التفاوضي لمجلس التعاون، حول سير مفاوضات اتفاقيات التجارة الحرة بين مجلس التعاون والدول والمجموعات الاقتصادية"، وفقا لما ذكر مجلس التعاون في بيان.
 
ولا ذكر اطلاقا للبنان او العمالة اللبنانية في دول مجلس التعاون الخليجي او اي قرارات بهذا الشأن.  
 
 - "لم نتبلغ" -
كذلك، لم يتبلغ لبنان الرسمي حصول الاجتماع المزعوم لـ"وزراء الداخلية في مجلس التعاون الخليجي" او قرارات مماثلة.  

وقال سفير لبنان في الامارات فؤاد دندن لـ"النهار": "لا، لم نتبلغ ولم نسمع باي شي من هذا القبيل". 

بدوره أبدى سفير لبنان في السعودية فوزي كبارة اعتقاده، في تصريح لـ"النهار"، أن "هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة، اذ أن المسؤولين السعوديين كانوا أصدروا بيانا يعكس حرصهم على الجالية اللبنانية في المملكة". 

كذلك، أكد وزير العمل مصطفى بيرم لـ"النهار" "عدم تبلغ لبنان حتى الساعة اي شيء مما يزعمه التقرير". وقال: "طالما لم يتبلغ لبنان رسميا اي شيء، نعتبر ان هذا التقرير شائعة". وتمنى على اللبنانيين "عدم تناقل معلومات غير موثوق بها، تثير مزيدا من الارباك". 

- مجلس التعاون يرفض تصريحات قرداحي - 
يشار الى ان مجلس التعاون الخليجي كان صريحا في موقفه تجاه تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي بشأن الحرب في اليمن. واصدر بيانا (هنا) في 27 تشرين الاول 2021، اعلن فيه أن الأمين العام للمجلس الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف "يرفض في شكل تام، جملة وتفصيلا، تصريحات قرداحي التي تعكس فهماً قاصراً وقراءة سطحية للأحداث في اليمن". 
 
واستنكر الحجرف "تعرّض قرداحي لكل من المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية، ودولة الإمارات العربية المتحدة خلال حديثه متهماً إياهم بالاعتداء على اليمن، في وقت يعمل التحالف العربي لدعم الشرعية على إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح قبل الانقلاب الحوثي على الشرعية في ايلول 2014".
 
وطالب قرداحي "بالرجوع إلى الحقائق التاريخية وقراءة تسلسلها ليتضح له حجم الدعم الكبير الذي تقدمه دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لدعم الشرعية للشعب اليمني في المجالات والميادين كافة، وذلك بهدف الوصول إلى حل شامل للأزمة اليمنية وفقا للمرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216". 
 
 
ومنذ تصريح الحجرف، في 27 ت1 2021، لم يصدر اي موقف آخر للمجلس بشأن لبنان. وبعد يومين على هذا الموقف، استدعت السعودية، الجمعة 29 ت1 2021 سفيرها لدى بيروت، وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض، وقرّرت وقف كل الواردات اللبنانية إليها. وتضامناً مع الرياض، قامت البحرين بالخطوة ذاتها، ولحقت بهما الكويت السبت قبل أن تقرّر الإمارات سحب ديبلوماسييها ومنع مواطنيها من السفر إلى لبنان (وكالة فرانس برس).
 
وقد أكدت السعودية "الحرص على المواطنين اللبنانيين المقيمين في المملكة، والذين تعتبرهم جزءاً من النسيج واللحمة التي تجمع بين الشعب السعودي وأشقائه العرب المقيمين في المملكة، ولا تعتبر أن ما يصدر عن السلطات اللبنانية معبراً عن مواقف الجالية اللبنانية المقيمة في المملكة والعزيزة على الشعب السعودي"، وفقا لما أوردت وكالة الانباء السعودية (هنا، 29 ت1 2021). 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم