الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

تشاد: المجلس العسكري يصدر عفواً عاماً عن متمرّدين ومعارضين

المصدر: أ ف ب
ديبي (في الوسط) خلال حضوره عرضًا عسكريًا في نجامينا في الذكرى الـ61 لاستقلال تشاد (11 آب 2021، أ ف ب).
ديبي (في الوسط) خلال حضوره عرضًا عسكريًا في نجامينا في الذكرى الـ61 لاستقلال تشاد (11 آب 2021، أ ف ب).
A+ A-
في خطوة جديدة نحو المصالحة في تشاد، أصدر المجلس العسكري الحاكم الإثنين مرسوم "عفو عام" عن المتمردين والمعارضين المدانين خصوصا بارتكاب "جرائم رأي" أو "إرهاب" أو "المساس بوحدة الدولة"، وهي بادرة لحضّ الجماعات المسلحة على المشاركة في حوار وطني.

ويشمل الإجراء 296  مدانا بين معتقلين وغير معتقلين، ويلبي أحد مطالب مجموعات المتمرّدين الكبرى لإجراء مفاوضات بدعوة من الرئيس محمد ديبي الذي تولّى السلطة بعد مقتل والده في نيسان في معارك مع متمردين.    

وورد في القانون الذي أقرّه مجلس الوزراء: "بدا من الضروري محو الآثار الموروثة من الفترات المظلمة لبلدنا من خلال منح عفو عام لأولئك الذين اختاروا، لسبب أو لآخر، طريق المنفى و/أو العنف للتعبير عن خلافاتهم السياسية".

ويشمل العفو العام "39  شخصا محكوما بتهم المساس بوحدة الدولة أو جرائم الرأي والتعبير"، إضافة إلى "257 عضوا" من مجموعات مسلّحة ومعتقلين ومحكوم عليهم بعد هجوم شنته عناصر من المعارضة التشادية عام 2019 وكان يهدف إلى الإطاحة بالرئيس الراحل ادريس ديبي.

تشاد التي حكمها إدريس ديبي لأكثر من 30 عاما بعد انقلاب، تتعرض باستمرار لهجمات متمردين من ليبيا والسودان المجاورين، وصل بعضها إلى أطراف العاصمة نجامينا.

- "خطوة كبيرة إلى الأمام" -
أعربت المجموعات المتمردة التشادية الرئيسية في مطلع تشرين الثاني أنها "جاهزة" للمشاركة في حوار وطني "وفق بعض الشروط" بينها إقرار عفو عام.

وزاد محمد إدريس ديبي بوادر الانفتاح على الجماعات المسلحة لجعلها تشارك في حوار وطني يهدف للتوفيق بين التشاديين قبل انتخابات "حرة وشفافة" وعد بتنظيمها في غضون 18 شهرا قابلة للتجديد مرة واحدة منذ تاريخ توليه السلطة. 

وقال وزير الاتصال والمتحدث باسم الحكومة عبد الرحمن كلام الله إن الذين يشملهم العفو "تم ذكرهم بالاسم ولم ترد أسماء قادة المتمردين لأنهم سبق أن نالوا عفوا في 2018". 

وتابع أن "هذا الإجراء يتعلق بالسجناء وتنظيمات متمردة أخرى جرى توقيفهم ثم الحكم عليهم بعد 31 أيار 2018". 

وصرح المتحدث باسم جبهة "التناوب والتوافق في تشاد" (فاكت) كينغابي أوغوزيمي دي تابول لوكالة فرانس برس بأنه "إذا تم تأكيده وتجسيده في الممارسة العملية، فسيكون هذا العفو خطوة كبيرة إلى الأمام، نحو الحوار والمصالحة والسلام على النحو الذي يرغب فيه جميع التشاديين". 

وقتل إدريس ديبي في نيسان خلال معارك مع قوات "فاكت". 

- "بادرة لإضفاء الشرعية" -
وقال رئيس "اتحاد قوى المقاومة" تيمان أرديمي الذي يقيم في منفاه في قطر لوكالة فرانس برس عبر الهاتف: "هذا أحد شروطنا. انها خطوة أولى".
 
وأضاف أنه "لا يزال يتوجب إطلاق سراح توم إرديمي" شقيقه المعتقل في مصر بحسب أسرته و"أسرى حرب، بالإضافة إلى إعادة الممتلكات المصادرة".

من جهته، قال الباحث التشادي في العلوم السياسية بجامعة باريس-نانتير كيلما ماناتوما: "إنها خطوة مهمة نحو المصالحة، بادرة سياسية لإضفاء الشرعية على رئيس المجلس العسكري الذي تعرض لانتقادات بسبب وراثته السلطة".

وأضاف: "انه يعمل على استعادة رأس مال التعاطف، داخليا وخارجيا، بما في ذلك من أجل ترشح محتمل للانتخابات الرئاسية".

لم يندد أي بلد حتى الآن باستيلاء المجلس العسكري على السلطة، وفور إعلانه رئيسا انتقاليا تلقى محمد ديبي دعما ملحوظا من فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، ومن الاتحادين الأوروبي والإفريقي.

ويعد الجيش التشادي، إلى جانب القوات الفرنسية في عملية برخان، ركيزة تحالف يكافح التنظيمات المتشددة في منطقة الساحل.

وكانت منظمة العفو الدولية قد حضّت الإثنين المجلس العسكري الحاكم في تشاد على "وضع حدّ لحملة ترهيب الأصوات المعارضة" بعدما أصيب محتجّون وأوقف العشرات خلال تظاهرات نظّمت في نهاية الأسبوع.

وتقلد أعضاء البرلمان الانتقالي البالغ عددهم 93  شخصا مناصبهم الثلثاء، بعد أن عيّنهم رئيس المجلس العسكري محمد ديبي في نهاية أيلول.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم