السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

عوده: صوت اللبنانيين يجب أن يصدح في الانتخابات التي من الضروري حصولها في وقتها دون تهديد

المصدر: "النهار"
المطران عوده.
المطران عوده.
A+ A-
قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذوكس المطران إلياس عوده، في عظة الأحد: "لَــعَـــلَّ كَــثــيـــريـــنَ يَــحــلـــو لَــهُـــم الــقَـــولُ: «إِنَّ نِــعــمَـــةَ اللهِ لَـــمْ تَــفــتَــقِـــدْنـــي قَـــطّ، ولا اخــتَــبَـــرْتُ حَــيـــاةَ الـــرُّوحِ الــقُـــدُسِ حِــسِّــيًّـــا، فَــكَــيْـــفَ أَتَـــذَكَّـــرُ مـــا أَجــهَــلُـــه؟». يَــقـــولُ الآبـــاءُ الــقِـــدِّيــســـون: «عَــلَــيــنـــا أَنْ نَــفْــعَـــلَ مـــا نَــعـــرِفُـــهُ، وسَــيُــكْــشَـــفُ لَــنـــا مـــا نَــجْــهَــلُـــه». اللهُ يُــعْــطــيــنـــا نِــعْــمَــتَـــهُ بِــطَـــرائِـــقَ مُــتَــنَـــوِّعَـــة، لَــكِــنَّــنـــا نَــتَــجـــاهَــلُــهـــا بِــسَــبَـــبِ حَــيـــاتِــنـــا الــمُــفْــعَــمَـــةِ بـــالإِنــشِــغـــالات، فَــنَــتْـــرُكُـهــا غَــيـــرَ مُــســتَـــثْـــمَـــرَة. نَــهــتَـــمُّ ونَــنــهَــمِـــكُ بِـــأُمـــورٍ كَــثــيـــرَةٍ، ونَــصُـــمُّ آذانَــنـــا عَـــنْ صَـــوْتِ الــضَّــمــيـــر، وعَـــنْ إِلــهـــامـــاتِ الــنِّــعــمَـــة. لَــقَـــدْ قـــالَ الإبْـــنُ الــشَّـــاطِـــر: «أَقـــومُ وأَمــضـــي...»، فَـــوَجَـــدَ خَـــلاصَـــهُ فـــي ذَلِـــكَ الــقَـــرار. أَمَّـــا نَــحْـــنُ فَــلْــنَــسْــتَــجِـــبْ لِـــدَعْـــوَةِ اللهِ بِـــالــحَـــزْمِ نَــفْــسِـــه، لأَنَّ اللهَ يُـــريـــدُنـــا أَبــنـــاءً لِــمَــلَــكـــوتِـــه، لا عَــبــيـــدًا لِـــلأَهـــواءِ الــشِّـــرِّيـــرَة والــمــصــالــحِ ومُــغْــرَيــاتِ الــعــالــم".

وتوجّه عوده إلى الحضور بالقول: "يـــا أَحِــبَّـــة، مِــثــلَــمـــا يَــقِـــفُ الــمَــســيــحِـــيُّ أَحــيـــانًــــا مَــوقِــفًـــا مُـعـــادِيًـــا لله، يُـــريـــدُ أَنْ يَـــأخُـــذَ مِــنـــهُ نَــصــيــبَـــهُ، ولا يُـــريـــدُ أَنْ يُــحـــافِـــظَ عــلـــى الــمــيـــراث، كَـــذَلِـــكَ نَــجِـــدُ الــلُّــبــنـــانِــيِّــيـــن الــيَـــومَ يُــعـــادونَ بَــلَـــدَهُـــم، يُـــريـــدونَ مـنـه كُـــلَّ شَـــيءٍ، ولا يَــقـــومـــونَ بِـــأَيِّ شَـــيءٍ دِفـــاعًـــا عَـــنْ هَـــذا الــمــيـــراثِ الــعَــظــيـــمِ الَّـــذي دافَـــعَ عَــنْـــهُ الــكَــثــيـــرونَ قــبــلَــنــا وحــفــظــوه حَــتَّـــى وَصَـــلَ إِلَــيْــنـــا".

كما أكد عوده أنّ "الــلُّــبــنـــانِـــيّ مُــطـــالَـــبٌ الــيَـــوم، أَكــثَـــرَ مِـــنْ أَيِّ وَقـــتٍ مَــضـــى، بِـــأَنْ يَــتَـــذَكَّـــرَ أَنَّ بَــلَـــدَهُ لَـــه، ولَــيــسَ لأَيِّ غَـــريبٍ نَـــزيـــلٍ عــلـــى أَرضِـــه، أو مَــتَـــدَخِّــلٍ فـــي شـــؤونِــه. لِــهَـــذا، عَــلَــيْـــهِ أَنْ يَــتَــشَــبَّـــثَ بِـــوَطَــنِـــه الـــذي يــحــســدُه عــلــيــه كــثــيــرون، والَّـــذي ذُكِـــرَ أَكــثَـــرَ مِـــنْ سَــبــعِــيـــنَ مَـــرَّةً فـــي الــكِــتـــابِ الــمُــقَـــدَّس"، مضيفاً أنّه "عــلـــى الــلُّــبــنـــانِـــيّ أَلَّا يَــســتَــســلِـــمَ لِــمـــا يُــحـــاكُ لَـــهُ مِـــنْ شــرورٍ ومــكــائــدَ وتــســوِيـات، ومِــن مُـــؤامَـــراتٍ تَــهــجــيـــرِيَّـــة، وأَنْ لا يَــســكُـتَ عَـــمَّــن يـتـطـاولُ عـلـى هـــيـــبـةِ بــلــدِه أو ســيــادتِــه، أو يُــفَـــرِّطُ بــحــقــوقِــه، وأنْ يَــتَــمَــسَّـــكَ بِــكُـــلِّ حَــبَّــةٍ مِـــنْ تُـــرابِ بَــلَـــدِه ويـــدافــعَ عــنــه، لــكــي لا يَــفــقــدَه ويُــصــبِـــحَ كــالإبـــنِ الــضــالِّ مُــســتَــعــبَـــدًا فـــي بِـــلادٍ غَـــريــبَـــةٍ، لِــلــمـــالِ والــمَــلَـــذَّاتِ، الَّــتـــي يُــظــهِـــرُهـــا الــعـــالَـــمُ كـــأَنَّــهـــا هِـــيَ الــغـــايَـــةُ مِـــنَ الــحَــيـــاةِ".

وتابع قائلاً: "لُــبْــنـــانُ لا يَــقـــومُ إِلَّا بِـــأَبــنـــائِـــه، بــإيــمــانِــهــم بــه ووفــائِــهــم لــه، بــِــثَــمَـــرَةِ أَتــعـــابِــهِـــم، وبِــصَـــوتِــهِـــم الــمُـــدَوِّي وقـــرارِهــم الــحـــرّ. هَـــذا الــصَّـــوتُ يَــجِـــبُ أَنْ يَــصـــدَحَ عَــبـــرَ صَــنـــاديـــقِ الاقــتِـــراعِ، فـــي الإنــتــخــابــاتِ الــقــادمــةِ الــتـــي مِـــنَ الــضَّـــرورِيِّ أَنْ تَــحــصـــلَ فـــي وَقــتِـــهــا الــمُــحَـــدَّد، مِـــنْ دونِ تَـــأجــيـــلٍ أَوْ تَــمـــديـــدٍ أَو تَــهـــديـــد. بَــلَـــدُنـــا مَــهْـــدٌ لــلــحـــريــةِ والــحــضــارةِ والــــدِّيــمــقـــراطِــيّـــة، فـــلا تَــســمَــحـــوا بِـــأَنْ يُــحَـــوِّلَـــهُ الــبَــعـــضُ ســـاحَـــةً لــلــفــوضـــى أو الــتــعــصّــبِ أو الـــدِّكــتـــاتـــورِيَّـــةِ الــمُــقَــنَّــعَـــة، تــحـــتَ رايَـــةِ عِــشْـــقِ الـــزَّعــيـــمِ والــحِـــزْبِ والــطَّـــائــفَـــة".

وأضاف عوده: "حَــكِّــمـــوا ضَــمـــائِـــرَكُـــم، ولا تَــتَــخَــلَّـــوا عَـــنْ بَــلَـــدِكُـــم، فـــلا ذَنـــبَ لَـــهُ بِــخَــطــيــئَـــةِ زُعَــمـــائِـــهِ الَّـــذيـــنَ تَــخَــلَّـــوا عَــنــكُـــم وتــســبَّـــبــوا بـانهــيــارِ بــلــدِكــم، وفَــجَّـــروا عـــاصِــمَــتَــكُـــم، وهَــجَّـــروكُـــم وجَـــوَّعـــوكُـــم، وأَخــفَـــوا الـدَّواءَ عَــنْ مَـرضـاكُـم، وتـاجَـروا بِــالـمَـحــروقـــاتِ على حِــســـابِ مُـــدَّخَـــراتِــكُـــم، وحَـــوَّلـــوا حَــيـــاتَــكُـــم إلـــى جَــحــيـــمٍ مــظــلــمٍ. هـــؤلاء يــتــعــامــلــون بــخــفّــةٍ لا مــثــيــلَ لــهــا مــع هــمــومِ الــشــعــبِ ومــصــيــرِه، ومــع كــرامــةِ الــبــلــدِ وســيــادتِــه، ويَــجُــرّون الــشــعــبَ إلــى الــتــخــلّــي عــن فــكــرةِ الــدولــةِ واســتــبــدالِــهــا بــالــجــمــاعــة. لا يـلـتـفــتـون إلى الـقــلـوبِ الـمـحـروقـةِ والــبــيــوتِ الــمــهــدَّمــةِ والــنــفــوسِ الــمــكــســورةِ والــنــعــوشِ الــتــي أُغــلــقــتْ عــلــى حــشــا الــقــلــب. لــذا مــن واجــبِ الــمــواطــنِ أن لا يُــصَــفِّــقَ لــلــزعــيــمِ ويَــهــتِـــفَ بــاســمِــه عــوضَ الــهــتــافِ بــاســـمِ الـــوطــن، والإنــشــغــالِ بــبــنــاءِ الــدولــةِ واســتــعــادةِ ســيــادتِــهــا وقــرارِهــا الــحــر، والإقــتــراعِ لــمــن هــم قــادرون عــلـى ذلــك. إِنــقـــاذُ الــبَــلَـــدِ قـــائِـــمٌ عــلـــى تَـــذَكُّـــرِكُـــم لِــمَــحَــبَّــتِــكُـــم تُــجـــاهَ لُــبــنـــانِــنـــا الــجَــمــيـــل، والــعــمــلِ الــدؤوبِ عــلــى إنــقــاذِه مـــن بــراثــنِ الــشـــرِّ والأشــرار".

وختم عظته بالقول: "إنــجــيــلُ الــيَـــوم يــدعــونـــا أَلَّا نُــغـــادِرَ الــبَــيْـــتَ الأَبَـــوِيّ، مَــهْــمـــا اشــتَـــدَّت الــصِّــعـــاب، ومَــهــمـــا بَـــدَتْ بُــيـــوتٌ أُخـــرى أَكــثَـــرَ جـــاذِبِــيَّـــة. دَعـــوَتُــنـــا أَنْ نَــبــقـــى، وأن نُــحـــافِـــظَ عــلـــى تَــمـــاسُـــكِ بَــيــتِــنـــا، وعــلـــى ثَــبـــاتِ أَســـاســـاتِـــه، آمــيـــن".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم