السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

السودانيون في الشوارع مجدّداً احتجاجاً على الانقلاب وقوات الأمن تطلق الغاز المسيل للدموع

المصدر: "أ ف ب"
من المظاهرات في السودان (أ ف ب).
من المظاهرات في السودان (أ ف ب).
A+ A-
نزل آلاف السودانيين مجدّداً الى الشوارع احتجاجاً على انقلاب الخامس والعشرين من تشرين الأول الذي قاده قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وذلك على الرغم من سقوط 24 قتيلاً في التظاهرات حتّى الآن.

وقال شهود لوكالة "فرانس برس" إنّ "قوات الأمن أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع في وسط الخرطوم ما أدّى إلى سقوط جرحي في العاصمة التي قطعت عنها كل خدمات الاتّصالات الهاتفية كما قطع عنها الإنترنت منذ 24 ساعة".

وانتشرت قوات شرطة وجيش بكثافة في العاصمة السودانية وكانوا مسلّحين ببنادق آليه وأغلقوا الطرق المؤدّية إلى مقر القيادة العامة للقوات المسلّحة وإلى قصر الرئاسة ومقر الحكومة.

بدأ المئات في التدفق بعد الظهر في أحياء عدّة في الخرطوم وهم يهتفون "لا لحكم العسكر"، "السلطة سلطة الشعب" و"الشعب يريد المدنيين".

حمل المحتجون صور "الشهداء" الذين سقطوا خلال الاحتجاجات ضدّ الانقلاب وكذلك الذي قتلوا أثناء التظاهرات التي استمرت خمسة أشهر وأدّت إلى إسقاط عمر البشير في نيسان 2019.

وقامت نائبة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية مولي في خلال الأيام الأخيرة بجولات مكوكية بين المدنيين، ومن بينهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الذي أقاله الجيش ووضعه قيد الاقامة الجبرية، وبين العسكريين في محاولة للتوصل إلى تسوية تتيح العودة إلى المرحلة الانتقالية المفترض أن تقود إلى سلطة منتخبة ديموقراطياً في العام 2023.

ولكن قائد الجيش لا يعتزم على ما يبدو العودة إلى الوراء: فقد أعاد الأسبوع الماضي تعيين نفسه على رأس المجلس السيادي، أعلى سلطة خلال المرحلة الانتقالية، بعد أن أعاد تشكيله مستبعداً منه ممثلي قوى الحريّة والتغيير وهو تحالف المدنيين المنبثق عن الانتفاضة ضدّ البشير.

وسبق أن نزل عشرات الآلاف من السودانيين الى الشوارع مرتين في 30 تشرين الأول وفي 13 تشرين الثاني احتجاجاً على الانقلاب.

اعتقالات حتّى في المستشفيات
ولتقويض الاحتجاجات، تتواصل الاعتقالات التي شملت مئات من السياسيين والناشطين والصحفيين بل والمارة.

وأوقفت السلطات الأحد مدير مكتب الجزيرة في السودان المسلمي الكباشي قبل أن تطلق سراحه أمس.

ووفقاً للجنة الأطباء المركزية، قامت قوات الأمن التي قتلت 24 شخصاً وأصابت مئات بجروح منذ الانقلاب، بتوقيف أطباء وناشطين حتّى داخل المستشفيات في الخرطوم.

على الصعيد السياسي، لم يعلن العسكريون بعد تعيين رئيس جديد للوزراء رغم إعلانهم أكثر من مرة أن تشكيل حكومة جديدة صار "وشيكاً".

وأعلنت عدّة شخصيات برزت أسماؤهم ليحلوا محل حمدوك اعتذارهم عن قبول منصب رئيس الوزراء.

وطالبت مولي في من جهتها بعودة حمدوك إلى موقعه.

ثلاثة مراهقين بين الضحايا
وأوقف البرهان في 25 تشرين الأول غالبية المسؤولين السياسيين المدنيين الذين كان يتقاسم معهم مؤسّسات السلطة الانتقالية وحلّها كلّها.

وإذا كان أطلق في ما بعد أربعة وزراء، فإنّه اعتقل في المقابل وجوها أخرى للقوى المدنية والغى من الوثيقة الدستورية التي تمّ الاتفاق عليها بعد إسقاط البشير أيّ إشارة لقوى الحريّة والتغيير.

وسقط 24 قتيلاً منذ بداية الاحتجاجات على انقلاب البرهان من بينهم 3 مراهقين، بحسب منظمة اليونيسف التي أعربت عن قلقها من الاستخدام "المفرط" للقوة ضدّ المتظاهرين السلميين. وسبق أن سقط 250 سودانياً ضحايا لقمع التظاهرات المطالبة بإسقاط البشير.

الفريق أول البرهان يتعهدّ أكّد مجدّداً للديبلوماسية الأميركية أنّه "يعتزم إجراء انتخابات عامة عام 2023"، ويؤكّد أنّه "لم يفعل سوى تصحيح مسار الثورة لإعلان دستوري".
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم