السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

إثيوبيا: متمرّدو تيغراي يستعيدون السيطرة على مدينة لاليبيلا شمالاً

المصدر: رويترز - أ ف ب
مقاتل من ميليشيات أمهرة فانو يقف قرب كنيسة القديس جورج في لاليبيلا (7 ك1 2021، أ ف ب).
مقاتل من ميليشيات أمهرة فانو يقف قرب كنيسة القديس جورج في لاليبيلا (7 ك1 2021، أ ف ب).
A+ A-
استعاد متمردو تيغراي، الأحد، السيطرة على مدينة لاليبيلا في شمال إثيوبيا، والتي تضم موقعا مدرجا على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، وذلك بعد أحد عشر يوما من إعلان الحكومة الاثيوبية السيطرة عليها، وفق ما أفاد سكان وكالة فرانس برس.

يمثل الإعلان منعطفًا مفاجئا آخر في النزاع المستمر منذ 13 شهرا والذي أودى بالآلاف وتسبب بأزمة إنسانية عميقة في شمال ثاني أكثر دول أفريقيا سكانا.
 
وقال أحد السكان في اتصال هاتفي بوكالة فرانس برس، بعد ظهر الأحد، إن متمردي جبهة تحرير شعب تيغراي "موجودون في وسط المدينة، لم تقع معارك". 

وقال آخر: "لقد عادوا. إنهم هنا"، مضيفا أنهم جاؤوا على ما يبدو من الشرق من جهة مدينة ولديا.  

وتابع أن "معظم السكان خائفون. البعض يهرب. معظم الناس غادروا بالفعل لأنه قد يكون هناك انتقام، وقد عبرنا عن سرورنا قبلا" عندما انسحبت قوات الجبهة.
 
كذلك، قال أحد الشهود، لرويترز، إن القوات الخاصة من إقليم أمهرة وميليشيات متحالفة معها، وكلاهما حليفتان للحكومة الإثيوبية، بدأت مغادرة لاليبيلا مساء أمس السبت.

وأضاف الشاهد، وهو موظف استقبال بأحد الفنادق، عبر الهاتف: "الدفعة الأخيرة غادرت هذا الصباح. سمعنا طلقات نارية من مسافة بعيدة الليلة الماضية. لكن قوات تيغراي استعادت لاليبيلا من دون إطلاق نيران داخل البلدة".

وقال شاهد آخر لرويترز إن السكان بدأوا الفرار من البلدة. وأضاف: "أصابنا الذعر، لم نشهد هذا من قبل. وتقوم قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي في زيها الرسمي بدوريات في البلدة الآن".
 
 وفي وقت سابق الأحد، أعلن بيان للقيادة العسكرية لجبهة تحرير شعب تيغراي نشرته وسائل إعلام موالية للجبهة، أن مقاتليها "شنوا هجمات مضادة شاملة" في نقاط عدة، وخصوصا على طول الطريق التي تربط بين غاشينا ولاليبيلا في اقليم أمهرة.

وأورد البيان أن "قواتنا دافعت أولا ثم شنت هجمات مضادة على القوة الهائلة التي كانت تهاجم جبهة غاشينا والمناطق المجاورة لها، ونجحت في تحقيق انتصار مجيد".

تقع لاليبيلا على مسافة 645 كيلومترا شمال أديس أبابا، وفيها 11 كنيسة كهفية من العصور الوسطى محفورة في الصخور الحمراء وهي محجّ رئيسي للمسيحيين الإثيوبيين.

- نزوح جماعي -
قطعت الاتصالات في مناطق المعارك ولا يتمكن الصحافيون من الوصول إليها، الأمر الذي يجعل التأكد المستقل من التطورات على الأرض متعذرا.

ولم ترد الحكومة حتى الآن على اتصالات فرانس برس.

لكن في تغريدة في وقت متأخر من مساء السبت، قال مكتب رئيس الوزراء أبيي أحمد إنه "توجه إلى الجبهة مرة أخرى" وأن القوات بقيادته استولت على عدة مواقع استراتيجية في عفر وأمهرة بينها بلدات أرجو وفوكيسا وبورين.

واندلعت الحرب في تشرين الثاني 2020 بعدما أرسل رئيس الوزراء الجيش إلى إقليم تيغراي للاطاحة بالسلطات المحلية المنبثقة من جبهة تحرير شعب تيغراي التي هيمنت على السياسة في البلاد لثلاثة عقود سبقت وصوله للمنصب.

وبرر أبيي أحمد الخطوة بأن قوات الجبهة هاجمت معسكرات للجيش الفدرالي، وتعهد تحقيق نصر سريع. 

لكن بعد تكبدهم خسائر، حقق المتمردون انتصارات مفاجئة، واستعادوا السيطرة على القسم الأكبر من تيغراي بحلول حزيران قبل التقدم إلى إقليمي أمهرة وعفر المجاورين.

ودفعت المخاوف من زحف المتمردين على العاصمة أديس أبابا دولا مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى حضّ مواطنيها على مغادرة إثيوبيا في أقرب وقت، رغم أن حكومة أبيي أكدت أن المدينة آمنة.

أدى القتال إلى نزوح أكثر من مليوني شخص ودفع مئات الآلاف إلى ظروف تشبه المجاعة، وفق تقديرات الأمم المتحدة، مع ورود تقارير عن مذابح واغتصاب جماعي ارتكبها طرفا النزاع. 

ويقود الاتحاد الأفريقي جهودا ديبلوماسية مكثفة لمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكنها فشلت حتى الآن في تحقيق أي اختراق ملموس.

وقالت الأمم المتحدة إن النزاع المستمر منذ أكثر من 13 شهرا جعل 9,4 ملايين شخص في حاجة ماسة إلى مساعدات غذائية في مناطق تيغراي وعفر وأمهرة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم