الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

سيّدة الأسلاك المنمّقة المصنوعة يدوياً وصباح برمانا البارد

المصدر: النهار
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
سيّدة الأسلاك المنمّقة المصنوعة يدوياً وصباح برمانا البارد
سيّدة الأسلاك المنمّقة المصنوعة يدوياً وصباح برمانا البارد
A+ A-
سحر لا يُمكن تفسيره في هذه الخيوط المرنة التي تنساب يميناً وشمالاً، ومنزل عيّوق مُزخرف بالتفاصيل تماماً كهذه الخيوط المرنة. عفواً، هي أسلاك تأخذ أكثر من لون، وأكثر من شكل. قويّة، صلبة، وقابلة للتعديل. وفي حلّتها النهائيّة تبدو أنيقة، مستقبليّة الطلّة، ولها هويّتها المتمرّدة الخاصة. جميع أنواع المعادن، مع ميل واضح الى الألومنيوم. ومنزل مُنمّق لشابة تعشق عائلتها الصغيرة وتحوّل الأسلاك كماليّات متنوّعة وفاخرة. 
 
هذا الصباح برمانا باردة حتى الصقيع، والمتن غيومه مُتزعزعة. شابة بدأت قبل عامين اللهو بالأسلاك، فإذا بها تحوّلها دفتر يوميّاتها. وفي المنزل الأقرب إلى بيت لعبة "مزنطرة"، زاوية صغيرة معجوقة، صاخبة ومطرّزة، مليئة بالأغراض و"الكراكيب". هي زاوية جوليانا الخوري التي تلخّص جنونها. فوضى خلاقة تعرف الشابة جيداً "وين محطوطة أصغر إبرة" فيها، وصولاً إلى أكبر الشماعات المخصصة للملابس والتي تأخذ إطلالة فنيّة. جوليانا تسهر حتى ساعات الصباح الأولى لتنُجز الأشكال المُبهرجة. الطلبيّات تنهال من كل البلدان. الكل يُريد إقتناء جنون سيّدة الأسلاك المتخصصة في التسويق. جنون محكم التفصيل. ومنزل "مكنكن" مُسيّج بعشرات الألعاب واللوحات التي أتت بها من صربيا. كانت تعمل في شركة بريطانيّة مرموقة. ذات يوم زارت معرضا لم تعرف سلفاً أنه سيبدّل حياتها. هناك، لفتها أحدهم وهو مُنهمك في تطويع الأسلاك. قرّرت أن تختبر قدرات السلك في التحوّل مادة زخرفيّة تُنعش الفسحة التي تستقر فيها. وها هي اليوم تحوّلها إبداعات منجزة يدوياً، بإمكاننا أن نتعامل معها كأنها اللمسات الأخيرة للحلويات على أنواعها، والسلال التي تحضن أسرارنا، والشمّاعات التي نعلّق عليها ثيابنا وأحلامنا، ومختلف أنواع الديكور. الأوشام تُزيّن جسد سيّدة الأسلاك التي "بتحاسب باللبناني وأسعارها منطقيّة". تجوب العالم لتروّج لأسلاكها المرنة التي تأتي بعشرات الألوان. اليوم، "ما في ربح، في Survivor form". نحن نحاول البقاء على قيد الحياة. وهذا الشغف هو في الوقت عينه علاج نفسي للشابة التي تعبت لتوصل علامتها التجاريّة إلى العالميّة، وإحتفلت أخيراً بتعاون ضخم مع شركة "ديور" العالميّة في دبي حيث وضعت أسلاكها على أحد عطورات الشركة المرموقة. والأكيد أن "اللبنانيّة كتير بيشجّعوا بعض". يقفون جنباً إلى جنب. تطل جوليانا على العالم بإسم "Mrs Wire"، و"ما بعرف كيف طلع معي الإسم". تذكر أنها كانت تعمل وهي في سريرها، وأرادت أن يكون للإسم علاقة بعشقها لعائلتها، فكانت على يقين من أنها ستضيف لقب السيدة أو "المسز" على الإسم. "كان زوجي حدّي وقلّلي كتير حلو الإسم": Mrs Wire، سيّدة الأسلاك المبهرجة والمنمّقة بعشرات الألوان. صاحبة المنزل العيّوق وزاويتها الرائعة التي تتوقّع أن تُصاب بإنهيار ثلجي  في أي دقيقة، من كثرة الكماليّات فيها. مع ذلك، "بتعرف وين أصغر إبرة فيها ووين أكبر شمّاعات الملابس".
و... برمانا، هذا الصباح، باردة حتى الصقيع.
 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم