حمية غذائية تطيل العمر ثلاث سنوات... إليكم أسرارها!

أظهرت تجربة سريرية، تعتبر الأولى من نوعها، أنه يمكننا تقليل العمر البيولوجي أكثر من ثلاث سنوات في ثمانية أسابيع فقط مع اعتماد نظام غذائي صحي محدد. وتعود هذه النتيجة إلى أنّ الشيخوخة هي المحرك الأساسي للأمراض المزمنة، وبالتالي، إن الانخفاض في العمر البيولوجي يساعد في العيش بشكل أفضل لفترة أطول. ماذا تتضمن هذه الحمية الغذائية؟ وما الرأي العلمي لاتباع حميات كهذه؟

ما هو العمر البيولوجي؟

إنّ العمر البيولوجي أو الشيخوخة البيولوجية هو مصطلح يستخدم لوصف تراكم الضرر وفقدان وظائف الخلايا والأنسجة والأعضاء مع التقدم في العمر. وتعدّ مثيلة الحمض النووي (DNA Methylation) هي عملية بيولوجية يتم من خلالها إضافة مجموعات الميثيل  (Methyl)إلى الحمض النووي. وبالتالي، يمكن لأنماط معينة من مثيلة الحمض النووي التنبؤ بالعمر البيولوجي للخلايا والأنسجة والأعضاء، ما يوفر لنا فرصة لقياس العمر البيولوجي من خلال قياس نسب مثيلة الحمض النووي. وعليه، موازنة مثيلة الحمض النووي قد تساهم في تقليل العمر البيولوجي للخلايا، ما ينعكس على الجسم أيضًا.

إذاً، ما الجديد في هذه المسألة؟

برأي الباحث في علوم البيولوجيا الجزيئية في الجامعة الأميركية في بيروت، محمد الشقور، أنّ الدراسة الجديدة استندت إلى تجربة سريرية عشوائية، أجريت على 43 من الذكور البالغين الأصحاء الذين تراوح أعمارهم بين 50-72، وأجراها معهد الأبحاث Helfgott ، بمساعدة عملية من مركز جامعة يال Yale لتحليل الجينوم، وتم تحليل النتائج في جامعة McGill والجامعة الوطنية للطب الطبيعي.

وتتضمن التجربة وضع المشاركين ضمن برنامج علاج لمدة 8 أسابيع، يشمل الالتزام بنظام غذائي، وانتطام في النوم، وممارسة تمارين رياضية، وإرشادات الاسترخاء، والبروبيوتيك التكميلي والمغذيات النباتية. وأظهرت النتائج انخفاضًا كبيراً في العمر البيولوجي، ما يعادل ثلاث سنوات.

وبناءً على هذه النتيجة، أشارت المؤلفة الرئيسية للدراسة، كارا فيتزجيرالد، إلى أنّ "برنامج العلاج تم تصميمه لاستهداف آلية بيولوجية محددة تسمى مثيلة الحمض النووي، وهذا البرنامج هو فريد من نوعه في استخدامه لبرنامج غذائي ونمط حياة آمن وغير دوائي". ويتم حاليًا تسجيل المشاركين في دراسة أكبر يتوقع أنها ستؤيد نتائج هذه التجربة.

ماذا يحتوي برنامج العلاج الغذائي؟

وذكر الشقور أنّ برنامج العلاج الغذائي، يحتوي على الأسس التالية:

• الرياضة: 30 دقيقة كحدّ أدنى من التمارين في اليوم لمدة 5 أيام على الأقل في الأسبوع.
• النوم: متوسط ما لا يقل عن 7 ساعات من النوم في الليلة.
• إدارة الاجهاد: تمرين التنفس (مرتين يوميا). 
•  

أما بالنسبة إلى الوصفة الغذائية، فتشمل:

أ_ التوجيه الأسبوعي:

3 حصص من الكبد: (حصة واحدة = 3 أونصات)، يفضل أن تكون عضوية

• 5-10 بيضات: عضوية ، غنية بالأوميغا 3.

ب - التوجيه اليومي:

_ كوبان من الخضر الورقية الداكنة (اللفت ، والسلق السويسري، والكرنب، والسبانخ، والهندباء، والخردل الأخضر)

_ لا يشمل السلطة الخضراء مثل الخس، آيسبيرج، سبرينج ميكس

_ كوبان من الخضار الصليبية يشمل البروكولي، والملفوف، والقنبيط، وبراعم بروكسل، والملفوف الصيني، والجرجير، واللفت، الخردل، الجرجير، اللفت، الكرنب، الفجل، والسلق السويسري.

_ 3 أكواب إضافية من الخضراوات الملونة من اختيارك (باستثناء البطاطس البيضاء وذرة حلوه)

_ 4 ملاعق كبيرة (1/4 كوب) بذور اليقطين

_ 4 ملاعق كبيرة (1/4 كوب) بذور عباد الشمس: 1+ اختر من بين:

نصف كوب من التوت (يفضل البرية)

نصف ملعقة صغيرة إكليل الجبل

 نصف ملعقة صغيرة كركم

2 فص ثوم متوسط الحجم

 كوبان من الشاي الأخضر (تخمير لمدة 10 دقائق)

ثلاثة أكواب شاي أولونغ (تختمر لمدة 10 دقائق)

ستة أونصات من بروتين حيواني، تتغذى على العشب، وعضوية ، وخالية من الهرمونات/ المضادات الحيوية.

حصتان من الفاكهة قليلة السكر

وفي ما يتعلق بالتوجيهات العامة، تتمثل على الشكل التالي:

_ تفضل المواد العضوية

_ حافظ على رطوبة الجسم (شرب المياه)

_ لا تأكل بين الساعة 7 مساءً و 7 صباحًا

_ أضف الزيوت "الصحية"

_ تجنّب إضافة السكر أو الحلوى ومنتجات الألبان والحبوب والبقوليات أو الفاصولياء

_ قلل من حاويات الطعام البلاستيكية.

ماذا بعد؟

علّق الشقور على هذه الدراسة باعتبارها أمراً مثيراً للغاية، وذلك أن ممارسات الغذاء الصحية ونمط الحياة الآمن لفترة قصيرة، قد يكون لهم تأثير مباشر على أنماط مثيلة الحمض النووي التي تتنبأ بالشيخوخة والعمر والأمراض المزمنة ويغيرها للأفضل. ويعتقد أن هذا يفتح الكثير من الابواب مستقبلياً لقياس وتتبع عمر مثيلة الحمض النووي والتحكم فيه أكثر فأكثر، ما سيوفر فرصًا جديدة مهمة للوقاية من الأمراض وتأمين حياة اطول وأفضل.