السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

تقاليد الاحتفال برأس السنة لدى الشعوب القديمة

المصدر: النهار
إحتفال أكيتو
إحتفال أكيتو
A+ A-

تعود تقاليد الاحتفال ببداية العام الجديد إلى حوالى عام 2000 قبل الميلاد، ويُعتقد أن هذا العيد الذي كان يرتبط بداية بحلول الربيع، اعتُمدت فيه ممارسات وطقوس منبثقة من الدين والأساطير.

 

احتفال "أكيتو" عند البابليين

ارتبط عيد رأس السنة عند البابليين بولادة الطبيعة. فتعدّ ولادة أول قمر جديد بعد حدوث الاعتدال الربيعي في أواخر شهر آذار/مارس، من المناسبات التي كان يحتفل بها الشعب البابلي في بلاد ما بين النهرين، لتكريم ولادة الطبيعة من جديد من خلال مهرجان يستمر لعدة أيام يُطلق عليه اسم "أكيتو".

خلال "أكيتو"، كان يتم عرض تماثيل الآلهة في شوارع المدينة، وتتم ممارسة الطقوس الدينية التي ترمز إلى الانتصار على الفوضى. وكانت تعتبر هذه الاحتفالات بالنسبة إلى البابليين فرصة لتطهير العالم من السيئات والشر لأن الآلهة في هذا اليوم، ستعاود خلق العالم من جديد.

من الطقوس المميزة بهذا العيد، مثول الملك البابلي أمام تمثال للإله مردوخ، مجردًا من شعاراته الملكية ليشهد أمام الإله على حسن إدارته لمدينته. ويقوم رئيس الكهنة بالتالي بصفع الملك وسحبه من أذنيه على أمل أن يتمكن من إبكائه. فإذا ذُرفت دموع الملك، هذا يعني أن مردوخ راضياً، فيمدد حكمه لسنة إضافية. اعتبر بعض المؤرخين أن احتفال أكيتو كان يستغل لتأكيد سلطة الملك الإلهية على شعبه.

 

 

الاحتفال الروماني لتكريم الإله يانوس

كانت السنة الرومانية الجديدة تبدأ مع موسم الاعتدال الربيعي، ولكن وبعد اعتماد التقويم الشمسي بدأ الاحتفال بالسنة الجديدة في الأول من كانون الثاني (يناير). بالنسبة للرومان، كان لشهر كانون الثاني (يناير) أهمية خاصة. فاسم هذا الشهر مشتق من اسم الإله يانوس Janus ذي الوجهين، وهو إله التغيير والبدايات. أما وجها يانوس فكانا يرمزان الى أنه ينظر إلى الماضي وإلى المستقبل في آن واحد، وأصبحت هذه الفكرة مرتبطة بمفهوم الانتقال من عام إلى آخر.

في الأول من كانون الثاني (يناير) كان يحتفل الشعب بتقديم القرابين لـ "يانوس" على أمل كسب الأرباح في العام الجديد. وكان من الشائع أن يقوم الأصدقاء والجيران بتبادل الهدايا المؤلفة من التين والعسل لضمان بداية إيجابية. وكان معظم الشعب الروماني يقوم بالعمل لوقت قصير في يوم رأس السنة الجديدة، لأن التكاسل في هذا اليوم كان يُنظر إليه على أنه نذير شؤم لبقية العام.

 

 

 

 

مهرجان Wepet Renpet عند المصريين

ارتبطت الثقافة المصرية القديمة ارتباطًا وثيقًا بنهر النيل، ويبدو أن العام المصري الجديد كان يتوافق مع فيضان النيل السنوي. وكان يتم التنبؤ بالعام المصري الجديد، عندما يظهرSirius - وهواكثرالنجوم سطوعًا في السماء - لأول مرة بعد غياب يدوم مدة 70 يومًا. هذه الظاهرة كانت تعرف بالارتفاع الشمسي، وكانت تحدث عادة في منتصف شهر تموز/يوليو اي قبل الفيضان السنوي لنهر النيل، الامر الذي يساعد على بقاء الأراضي الزراعية خصبة للعام المقبل. كان يحتفل المصريون ببداية العام الجديد بمهرجان يُعرف باسم Wepet Renpet، والذي يعني "افتتاح العام". كان يرمز العام الجديد الى الولادة الجديدة او تجديد الشباب، وكانت طقوسه ترتبط بالأعياد والطقوس الدينية الخاصة.

خلال الاحتفال بهذا العيد كان المصريون يكثرون الشرب من الخمر الى حد السكر. وأظهرت الاكتشافات في معبد موت، أنه في عهد حتشبسوت، كان يقام مهرجان السكارى لاستقبال الشهر الأول من العام الجديد. وارتبط هذا الحفل الضخم بأسطورة سخمت، إلهة الحرب التي خططت لقتل البشرية جمعاء حتى خدعها إله الشمس وأجبرها على شرب الكحول بكثرة الى أن فقدت وعيها.

 

 

السنة الصينية الجديدة

واحدة من أقدم التقاليد التي لا تزال قائمة حتى اليوم هي السنة الصينية الجديدة. يُعتقد أن هذه الاحتفال نشأ منذ أكثر من 3000 عام خلال عهد أسرة شانغ. كانت الاحتفالات مرتبطة بداية بالموسم الزراعي الجديد خلال الربيع، وكانت تتأثر أيضًا بالقصص الخيالية والاساطير. وفقًا لإحدى الاساطير الشهيرة، كان هناك كائن متعطش للدماء يُدعى "نيان" اي "سنة"، كان يفترس القرى في كل عام جديد. من أجل تخويف الوحش الجائع، أخذ القرويون يزينون منازلهم بالزركشة الحمراء وحرق الخيزران وإصدار أصوات عالية. نجحت الحيلة، وأصبحت الألوان الزاهية والأضواء المرتبطة بإخافة نيان في النهاية من رموز الاحتفال بالعام الجديد.

كانت تستمرالاحتفالات بالعيد لمدة 15 يومًا، وهي ترتكزعلى المنزل واجتماع الأسرة. يقوم الناس حينها بتنظيف منازلهم للتخلص من سوء الحظ ويقومون بتزيين أبوابهم بلفائف ورقية كرمز لبداية سعيدة. مع اختراع البارود في القرن العاشر، كان الصينيون أول من أطلق الألعاب النارية في العام الجديد. نظرًا لأن السنة الصينية الجديدة لا تزال تعتمد على التقويم القمري الذي يعود تاريخه إلى الألفية الثانية قبل الميلاد، فإن الاحتفال يقع في أواخر كانون الثاني (يناير) أو أوائل شباط (فبراير) في القمر الجديد الثاني بعد الانقلاب الشتوي.

 

 

احتفال نوروز الفارسي

بينما لا يزال يُحتفل به في إيران وأجزاء أخرى من الشرق الأوسط وآسيا، تعود جذور نوروز أو "اليوم الجديد" إلى العصور القديمة. يصادف الاحتفال بالعام الجديد والذي يستمر 13 يومًا، مع حلول الاعتدال الربيعي في شهر آذار (مارس). يعتقد معظم المؤرخين أن الاحتفال بعيد النوروز يعود إلى القرن السادس قبل الميلاد على الأقل اي خلال حكم الإمبراطورية الأخمينية. ولقد استمر الاحتفال بعيد نوروز حتى بعد غزو الامبراطوية الفارسية من قبل الإسكندر الأكبر في عام 333 قبل الميلاد وبداية الحقبة الإسلامية في القرن السابع بعد الميلاد.

ركزت الاحتفالات القديمة للنوروز على العناصر المرتبطة بعودة الربيع. كان يقوم خلاله الملوك بتقديم الولائم الفخمة ، وتوزيع الهدايا على رعاياهم، اضافة الى الاحتفالات العائلية، وتبادل الهدايا مع أفراد الأسرة والجيران، وإشعال النيران، وصبغ البيض، ورش المياه التي ترمز إلى الحياة.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم