السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

كامد اللوز... في أرجائها تختبئ معالم من العصور البرونزيّة

المصدر: النهار
ريم قمر
معالم كامد اللوز الأثرية (ريم قمر)
معالم كامد اللوز الأثرية (ريم قمر)
A+ A-
يقع موقع كامد اللوز الأثريّ في البقاع الغربي على بعد 4 كم تقريباً شمال بلدة جب جنين، وهو من المواقع الأثرية الاستثنائية في العالم التي تعود الى العصور الحجرية والبرونزية. أظهرت الحفريات الأثرية التي قامت بها البعثة الألمانية في الموقع، انّ تل كامد اللوز الأثري كان يشكّل نقطة مهمّة شاهدة على الانتقال المباشر من العصر الحجري الحديث إلى العصر الفارسي، أي بين الألف الخامس والقرن الرابع ق.م.
 
كان الموقع عبارة عن تلّ شبيه بالتلال، ذات القمم المسطّحة التي يمكن مشاهدتها في مختلف أنحاء لبنان. هذه التلال هي اصطناعية نشأت ببطء على مدى آلاف السنين، نتيجة تشييد شعوب مختلفة مستوطناتها في المكان نفسه.
 
تصوير ريم قمر
 
لطالما شكّل هذا التلّ الموجود شمال قرية كامد اللوز كنزاً من كنوز البقاع الأثرية المدفونة، الى أن قام علماء الآثار الألمان بالتنقيب عنها، ودراستها بين عامي 1963 و1981.
 
فتبيّن حينها أنّ التلّ في كامد اللوز له أهمية كبيرة، لأن ما عُثر عليه في الموقع كان عبارة عن مستوطنات وطبقات سكنية بدأت قبل 7000 عام، أي في فترة العصر الحجري الحديث. فلقد اكتشف علماء الآثار في الموقع العديد من المباني الرائعة التي تعتبر مهمّة للغاية، على صعيد تاريخ المنطقة وعلاقاتها بالخارج. فتمّ الكشف عن مجموعة مختلفة من البنى الحضرية التي تعود بمعظمها الى العصر البرونزيّ القديم، مثل أنظمة الدفاع والمعابد والقصور والمساكن الخاصة والمحترفات والمقابر. كما وعثر علماء الآثار على أدوات ومتاعات الحياة اليومية مثل الفخار، بالإضافة إلى المجوهرات وغيرها من الأشياء الفاخرة.
 
تصوير ريم قمر
 
ربما كانت أهم الاكتشافات هي الوثائق المكتوبة بالخطّ المسماري على ألواح من الطين المشويّ. ساعدت هذه النصوص في اظهار انّ كامد اللوز هي نفسها مدينة "كوميدي" الشهيرة، التي ورد ذكرها في "رسائل تل العمارنة"، العائدة الى القرن الرابع عشر قبل الميلاد. ويبدو من هذه الكتابات أن كوميدي كانت مدينة مهمّة، وعاصمة المستعمرة المصرية التي استقرّت في المنطقة منذ 3400 عام على الأقل. وكانت تشكّل أيضاً مقراً للقائد المصري آنذاك.
 
 
تصوير ريم قمر
 
في حلول فترة الحكم الفارسي في القرن الرابع قبل الميلاد ، انحسر السكن في الموقع، ولأسباب غير معروفة، انتقل السكان جنوباً واستقروا على مسافة قريبة من موقع القرية الحديثة. لذلك من المحتمل أن تكون قرية كامد اللوز اليوم تقع على قمّة مستوطنات أقيمت في الفترات الفارسية والهلنستية والرومانية. في جنوب قرية كامد اللوز وفي الموقع المعروف بالمغرّ يمكن مشاهدة مدافن محفورة في الصخر ومقابر يعود تاريخها إلى هذه العصور.
 
في الجوار يوجد مقلع حجارة، استخدمه لاحقاً البنّاؤون الذين بنوا مدينة عنجر الأمويّة، التي بنيت بأمر من الخليفة الأموي الوليد الأول في أوائل القرن الثامن. لا يزال الموقع يضمّ بعض الكتابات التي تؤرّخ لهذا الحدث.
 
تصوير ريم قمر
 

تصوير ريم قمر
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم