السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

قرارات الرئيس التونسي بين ترحيب ورفض في سيدي بوزيد مهد "الربيع العربي"

المصدر: أ ف ب
سيارات تمر بالقرب من ساحة محمد البوعزيزي وسط مدينة سيدي بوزيد وسط تونس (27 آب 2021، أ ف ب).
سيارات تمر بالقرب من ساحة محمد البوعزيزي وسط مدينة سيدي بوزيد وسط تونس (27 آب 2021، أ ف ب).
A+ A-
رحب عدد من سكان منطقة سيدي بوزيد التي انطلقت منها شرارة "الربيع العربي"، بقرار تولي الرئيس التونسي قيس سعيّد السلطة في البلاد، معتبرين أن ذلك "شرّ لا بد منه"، إلا أن عددا منهم عبّر عن خشية من العودة إلى زمن الديكتاتورية.

ففي نهاية تموز الفائت قرّر سعيّد تجميد أعمال البرلمان وإقالة رئيس الحكومة وتولي السلطة التنفيذية ما أثار ردود فعل متباينة في البلاد.

انطلقت شرارة "الربيع العربي" من منطقة سيدي بوزيد (وسط-غرب) حين اضرم بائع الخضر محمد البوعزيزي النار في نفسه في 17 كانون الأول 2010 احتجاجا على تعامل السلطات معه ما أثار انتفاضة اجتماعية واسعة في البلاد انتهت بسقوط نظام الرئيس الأسبق الراحل زين العابدين بن علي.

وخلال السنوات العشر الماضية تراجع منسوب التفاؤل لدى سكان المنطقة بحياة كريمة في مقابل ارتفاع الاحساس بالغضب على طبقة سياسية لم تنجح في تحقيق أهداف الثورة ومن أهمها التنمية والتشغيل.

وعادت شعارات الثورة من "شغل" و"كرامة" لترفع من جديد خلال الاحتجاجات التي تجددت في السنوات الأخيرة في المنطقة وظهر مطلب جديد ينادي بحلّ البرلمان.

يقول أحمد العوني (36 عاما) وهو عاطل عن العمل ويجلس في مقهى: "السنوات ال11 الأخيرة كانت أصعب من 23 عاما  حكم خلالها بن علي أغرقنا البرلمان والحكومة في الفقر فليذهبوا".

- "على المقاس" - 
ويؤكد العوني أن "التونسيين اختاروا سعيّد...لدينا ثقة فيه".

يأمل سكان منطقة سيدي بوزيد المهمشة بالرغم من ظهور الكثير من المنشآت والمتاجر، في أن يتمكن سعيّد من تحسين أوضاعهم المعيشية.

يطلب أحمد من سعيّد أن "يمضي قدما" لأن "الشعب معك".

ويرى عبد الحليم حمدي (47 عاما)، وهو عامل في قطاع البناء يحمل ماجيستير في التاريخ أنها "عملية جراحية ضرورية لوقف النزف".

ويشير المنسق للحركات الاحتجاجية في المنطقة لوكالة فرانس برس إلى أن "السياسيين في الحكم سرقوا أحلامنا وآمالنا".

كذلك، يعتبر عبد الحميد أن الدستور "صيغ على المقاس ليخدم المصالح الضيّقة".

وبقدر محللون أن تعليق العمل بدستور 2014 الذي لقي ترحيبا دوليا، او تعديلة أصبح "ضروريا".

في وسط مدينة سيدي بوزيد، وبالقرب من تمثال العربة حيث كان البوعزيزي يبيع الخضار، الذي كتبت عليه كلمة "حرية"، يقف سامي العبدلي (38 عاما) ويردد: "هذا شرّ لابد منه لانقاذ البلاد بالرغم من أن ذلك قد يجرنا نحو نظام سلطوي".

عادة ما يتحدث سكان سيدي بوزيد بتلقائية وبكل حرية في المسائل السياسية في البلاد، لكن الكثير  منهم رفض الحديث عن قرارات سعيّد حين طلبت فرانس برس منهم ذلك.

وتقول المدوّنة والمنسقة في مكتب "المرصد الدولي للاعلام وحقوق الانسان" في سيدي بوزيد منيرة البوعزيزي: "نلاحظ أن هناك عودة للرقابة الذاتية لم يعد للناس رغبة في التعبير بحرية في ما يفكرون فيه".

- "خطاب عنيف" -
وتوضح أن أنصار قيس سعيّد "يستخدمون خطابا عنيفا" و"لا يقبلون نقد الرئيس" على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتقول يسرى عمدوني (25 عاما): "تثير فكرة أن شخصا واحدا يحتكر السلطة التنفيذية، الخوف في نفسي".

وتوضح طالبة الهندسة أن سعيّد "حافظ على الغموض ولم يقدم أي برنامج".

وتتابع: "بالرغم من أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي تراجع وانقسمت الطبقة السياسية، كنّا على الأقل ننعم بالحرية والديمقراطية".

منذ اعلان سعيّد قراراته الاستثنائية منع السفر على الكثير من السياسيين ورجال الأعمال كما صدرت أوامر بالاقامة الجبربة في حق آخرين ضمن حملة "تطهير" لمقاومة الفساد، ما أثار مخاوف حول امكانية تراجع مكسب الحريات في تونس.

ويقول المسؤول في مكتب الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان رابح الزعفوري إن "سعيّد يتجه نحو نظام... ديكتاتوري لا يسمع سوى صوته".

ويضيف: "لم يتخذ إلى الآن سوى قرارات شعبوية وفوضوية والتي تهدد بعمق المسار الديمقراطي وتوقف الحياة السياسية".

ويتابع: "لن نسمح بالرجوع إلى ما قبل 17 كانون الأول 2010 و14 كانون الثاني 2011".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم