السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

سجالات الفجر بين جنرالات الحرب في إسرائيل... اليوم التالي في غزة لا يزال مجهولاً

المصدر: "النهار"
دمار في غزة نتيجة الغارات الإسرائيلية. (أ.ف.ب/ أرشيفية)
دمار في غزة نتيجة الغارات الإسرائيلية. (أ.ف.ب/ أرشيفية)
A+ A-
انفض اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، قبيل فجر اليوم الجمعة، في أعقاب سجال حادّ بين الوزراء بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير وميري ريغيف ودافيد أمسالم وبين رئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، على خلفية قرار هليفي تشكيل فريق تحقيق في مجرى الحرب على غزة والإخفاق الأمني الذي سمح بشنّ حركة حماس هجوم "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول الماضي.
 
وانبرى وزير الأمن، يوآف غالانت، ووزراء كتلة "المعسكر الوطني" يدافعون عن هليفي. ودام اجتماع الكابينيت قرابة ثلاث ساعات ونصف الساعة، تخلّله سجال صاخب؛ وفي نهايته، نهض رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وأعلن عن فضّ الاجتماع، قائلاً إنه "سنواصل في وقت لاحق". لكن المقرّر كان أن يناقش الكابينيت موضوع "اليوم التالي" للحرب، وهو الموضوع الذي يرفض نتنياهو إجراء أيّ مداولات حوله.
 
وقال أمسالم لهليفي خلال الاجتماع: "أريد أن أفهم، بدلاً من أن تحاربوا، هذا ما تفعلونه؟ الانشغال بتحقيقات؟". وردّ الوزير حيلي تروبير من "المعسكر الوطني" على أقوال أمسالم، بأنه "ليس واضحاً لماذا تصرخ! رئيس هيئة الأركان أوضح الموضوع".
 
بدوره، قال سموتريتش إنّه "لديّ غضب شديد على الجيش، وأنا صامت وأنتظر نهاية الحرب". وردّت الوزيرة يفعات شاشا – بيطون: "أنت غاضب على الجيش وليس على المستوى السياسي؟". وأجاب سموتريتش: "يجب أن يُملي المستوى السياسي منذ الآن السياسة للجيش".
 
واستمرّ السّجال بينهما إلى حين تدخّل غالانت، قائلاً: "أنتم تجلسون هنا في ذروة حرب مقابل ضباط يديرون حرباً، وبهذا تنشغلون؟". وردّ عليه بن غفير قائلاً: "أنتم تحضرون الأشخاص الذين أيّدوا خطة الانفصال (عن غزة في العام 2005) من أجل التحقيق بالإخفاق".
 
وقال هليفي حول لجنة التحقيق إن "هذا تقصّي حقائق مهنيّ، ليس حول السياسة وإنما كيف عمل الجيش الإسرائيلي. وهذا أشبه بعدم إعطائكم جدولي الزمني للغد. وإذا كان ينبغي أن أجري تحقيقاً عملياتيّاً، فإنّي لست مضطراً إلى الحصول على مصادقة".
 
ويقول المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، إن انتشار الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة "أعمق وأوسع من تقارير سابقة. وقيادة المنطقة الجنوبية للجيش تعتزم توسيعها. والعمليات التي بدأت في أحياء شمال شرق خانيونس تمتدّ جنوباً إلى المدينة كلّها. وخلال أيّام، ستكون المنطقة كلّها، التي تقع شمال وادي غزة، تحت سيطرة إسرائيلية. ولن يُسمح للسكّان الذين اتّجهوا جنوباً بالعودة. والجيش الإسرائيلي سيتقدّم نحو سيطرة على مخيمات الوسط، البريج والنصيرات".

وأشار إلى أن ثمة ثلاث طرق لوصف النوايا الإسرائيلية من وراء هذه العمليات؛ "الأولى هي التطهير: الجيش الإسرائيلي سيتوجّه إلى أيّ مكان تتواجد فيه كتائب حماس، ليقتل ويفجّر مقارّ قياديّة وفتحات أنفاق. و
الطريقة الثانية هي الانتقام، أي إن الجيش الإسرائيلي يهدم على مراحل كلّ المنطقة المبنية في القطاع ويحوّل سكانها إلى مهجّرين، في الخيام أو الشوارع. وكان في رفح في 7 أكتوبر 200 ألف نسمة، واليوم يوجد هناك 800 ألف نسمة. والطريقة الثالثة هي الاحتلال، أي إن الجيش الإسرائيلي يحتلّ القطاع ويُنشئ فراغاً سيستدعي لاحقاً إقامة حكم عسكريّ، واستيطاناً يهودياً".
 
ووفقاً لبرنياع، فإن "الجيش يتمسّك بالطريقة الأولى، التطهير، وهذه مهمّة عسكرية صرف؛ العالم، وضمنه حكومات حليفة لإسرائيل، مقتنع بأن الحديث يدور عن الإمكانية الثانية، أي حملة انتقام عمياء ووحشيّة، وتطهير عرقيّ؛ هذه هي الرسالة من مشاهد الدمار واللجوء التي انكشف عليها العالم في القنوات التلفزيونية والشبكات الاجتماعية، وهذه هي الاقتباسات المنشورة على لسان وزراء في الحكومة الإسرائيلية".

ولفت برنياع إلى أن "الجيش يأمل بواقع في غزة يسمح بقواعد لعبة مثلما هي في شمال الضفة، حيث يمكن أن يدخل الجيش الإسرائيلي إلى المدن والقرى حين يشاء؛ وأن يدير الفلسطينيّون الناحية المدنية بتعاون جزئيّ مع إسرائيل. لكن غزة ليست جنين. وانهيار نظام حماس المدنيّ سيحوّلها إلى ثقب أسود، تماماً مثلماً تظهر غزة وأخواتها في الصور الجويّة".
 
وعَرَض وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف #غالانت، مساء الخميس، خطته "لما بعد الحرب" في #غزة، والتي بموجبها لن تكون هناك في القطاع الفلسطيني بعد انتهاء القتال "لا #حماس" ولا "إدارة مدنية إسرائيلية".

وكان غالانت كشف أمام الصحافيين عن الخطوط العريضة لهذه الخطة قبل أن يقدّمها إلى المجلس الوزاري الحربيّ برئاسة رئيس الوزراء.

وفي الأسابيع الأخيرة، انقسم المجلس الوزاري الحربي حول المسار الواجب اتّباعه في القتال الدائر منذ ثلاثة أشهر.

وقال الوزير للصحافيين إنّه وفقاً لهذه الخطة، التي لم تقرّها الحكومة بعدُ، فإنّ العمليات العسكرية "ستستمرّ" في قطاع غزة إلى حين "عودة الرهائن"، و"تفكيك القدرات العسكرية والحكومية لحماس"، و"القضاء على التهديدات العسكرية في قطاع غزة".

وأضاف أنّه بعد ذلك تبدأ مرحلة جديدة هي مرحلة "اليوم التالي" للحرب، والتي بموجبها "لن تسيطر حماس على غزة".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم