الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

العراق يسعى لتخفيف العداء بين إيران والسعودية في قمة تستضيفها بغداد

المصدر: "رويترز"
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
دعا العراق إيران وخصومها من دول الخليج العربية لحضور قمة في بغداد بهدف تهدئة التوترات التي دفعت بالجانبين إلى حافة الصراع الصريح في السنوات الأخيرة.

ويقول مسؤولون إنّ "الاجتماع الذي سيبحث الحرب الدائرة في اليمن وانهيار لبنان وأزمة المياه على مستوى المنطقة، ربما يخطو خطوة صوب تقارب سعودي إيراني رغم أنّ الدولتين لم تعلنا بعد مستوى تمثيلهما في الاجتماع".

وكانت التوترات بين السعودية وإيران قد تزايدت بعد اعتداء وقع عام 2019 على منشآت نفطية سعودية أدّى إلى توقف نصف الإنتاج النفطي السعودي لفترة وجيزة. وحمّلت الرياض إيران مسؤولية الهجوم غير أنّ طهران "نفت صحة هذا الاتهام".

ويؤيّد كلّ من البلدين طرفاً مختلفاً في الحرب الدائرة في اليمن وقد قطعا العلاقات في 2016، لكنّهما استأنفا المحادثات المباشرة في العراق في نيسان الماضي.

وتشعر السعودية بالقلق من إحياء إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن المحادثات النووية التي قد تفضي إلى تخفيف العقوبات المفروضة على طهران وترى في التواصل وسيلة لاحتواء التوترات دون التخلّي عن مخاوفها الأمنية من الهجمات التي تحمّل مسؤوليتها لإيران وحلفائها.

ويأمل المسؤولون العراقيون أن "يحضر الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي الذي ينتمي لغلاة المحافظين الاجتماع المقرّر عقده السبت"، كما يتوقعون حضور وزراء من دول خليجية من بينها السعودية والإمارات.

وقال مسؤول مقرّب من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إنّه "حتّى إذا جمعنا وزراء الخارجية على طاولة واحدة فمن الممكن أن يعتبر ذلك انفراجاً لإنهاء التوترات بين الإيرانيين وعرب الخليج".

المحادثات المباشرة
قال سياسي مقرّب من رئيس الوزراء إنّ "العراق الذي استضاف اجتماعات خاصة بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين في وقت سابق من العام الحالي تلقى إشارات إيجابية من طهران ودول الخليج تفيد باستعدادها لمزيد من المحادثات المباشرة".

وقالت ثلاثة مصادر إقليمية أخرى إنّها "تتوقع جولة أخرى من المباحثات المباشرة بين المسؤولين الإيرانيين والسعوديين على هامش القمة لكن المصادر لم تتوقع تحقيق انفراجة".

وقال أحد المصادر وهو مسؤول إيراني رفيع "لقد رحبنا دوماً بتحسين العلاقات مع دول المنطقة مثل السعودية وهذه أولوية في السياسة الخارجية للرئيس رئيسي، ولدي شكوك كبيرة فيما إذا كان ذلك سيحدث في العراق الأسبوع المقبل".

بدأت الرياض وطهران المباحثات المباشرة في نيسان لاحتواء التوترات، بينما أجرت القوى العالمية مفاوضات لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران.

وتعارض السعودية وحلفاؤها هذه المفاوضات لأنّها لا تتناول برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني والجماعات الإقليمية التي تعمل لحسابها.

وقد قالت السعودية إنّها "تريد أفعالاً يمكن التحقّق منها من إيران". وفي وقت سابق من الشهر الجاري قال الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وزير الخارجية السعودي إنّ "إيران ازدادت جرأة وإنّها تتصرّف بطريقة سلبية في الشرق الأوسط بما في ذلك اليمن ولبنان وفي بحار المنطقة".

ومن الممكن تكثيف هذه الجهود إذ تنظر دول الخليج العربية، التي تعتمد على واشنطن منذ أمد بعيد في ضمان أمنها، بعين القلق لتجدّد المحادثات النووية مع طهران والنهاية الفوضوية للحرب في أفغانستان.

وحتّى الآن كانت الكويت هي الدولة العربية الوحيدة التي أكّدت مشاركتها وأنّها سترسل رئيس وزرائها.

وتمّ توجيه الدعوة أيضاً لمصر والأردن لحضور اجتماع بغداد مع تركيا والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وقالت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير نشر أمس إنّ "احتمالات نشوب صراع إقليمي واقترانها بتصوّر السعوديين والإماراتيين أنّه لا يمكن التعويل على واشنطن بالسعي إلى تهدئة محدودة تكتيكية ثنائية مع طهران".
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم