السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

لليوم الثالث...احتجاجات في مدن تونسية عدة وسط تجاذبات سياسية وأزمة اقتصادية مستفحلة

المصدر: النهار
الرئيس التونسي قيس سعيد –الى اليمين-يتحدث إلى متظاهرين في حي المنيهلة بالعاصمة التونسية أمس .   (أ ف ب)
الرئيس التونسي قيس سعيد –الى اليمين-يتحدث إلى متظاهرين في حي المنيهلة بالعاصمة التونسية أمس . (أ ف ب)
A+ A-
 
اشتبك مئات الشبان مع الشرطة في مدن تونسية عدة ليل الاثنين-الثلثاء، ورشقوها بالحجار والقنابل الحارقة في العاصمة، فيما استخدمت قوى الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه في محاولة لتفريق المحتجين. والاشتباكات العنيفة مستمرة منذ ثلاثة أيام وسط تجاذبات سياسية وأزمة اقتصادية غير مسبوقة في تونس.
 
وقال صحافيون من "رويترز" إن ما يصل إلى 300 شاب اشتبكوا مع الشرطة في حي التضامن بالعاصمة، بينما تحدث مقيمون في القصرين وقفصة وسوسة والمنستير عن أعمال عنف بشوارع تلك المدن.
 
ودارت مواجهات محدودة أيضا في نابل وباجة إضافة إلى مناطق أخرى من العاصمة مثل الكرم والعمران والملاسين.
 
تأتي أحداث الشغب والاحتجاجات عقب الذكرى العاشرة للثورة التي جلبت الديموقراطية، لكنها لم تجلب سوى القليل من المكاسب المادية لمعظم التونسيين وسط تزايد الغضب من البطالة المزمنة وتردي الخدمات العامة. وارتفعت معدلات البطالة من نحو 12 في المئة في 2010 إلى نحو 18 في المئة حاليا. ومع عدم وجود خطة واضحة للاحتجاجات أو قيادة سياسية أو دعم من الأحزاب الرئيسية، ليس من الواضح ما إذا كانت ستكتسب زخما أم ستخمد كما حدث في العديد من جولات الاحتجاجات السابقة منذ عام 2011.
 
ولم يردد المتظاهرون أي شعارات خلال اشتباكاتهم مع أفراد الشرطة الذين كانوا يرتدون السترات الواقية من الرصاص ويحملون الهراوات. ونفذت قوى الأمن دوريات في المنطقة في عربات تشبه العربات العسكرية. ودعت منظمة العفو الدولية  التي تتخذ لندن مقراً إلى ضبط النفس. واستشهدت بلقطات مصورة تظهر أفرادا من الشرطة يضربون ويجرّون أشخاصا بعد احتجازهم، وقالت إن على السلطات أن تفرج فورا عن حمزة نصري جريدي، وهو ناشط حقوقي اعتقل الاثنين.
وبعد عقد من التخلص من أغلال الحكم الاستبدادي، سقطت تونس في أتون أزمة اقتصادية كبرى حتى قبل تفشي جائحة فيروس كورونا العام الماضي، والتي فاقمت الصعوبات مع ضربة قوية لقطاع السياحة وإغلاق بعض القطاعات الأخرى.
 
وصرح الناطق باسم وزارة الداخلية خالد الحيوني إن الشرطة اعتقلت 632 الاحد، بعد ما وصفه بأعمال شغب في أنحاء البلاد شملت أعمال نهب وهجمات على الممتلكات. وقالت الوزارة إن معظم المعتقلين تتراوح أعمارهم بين 15 و20 سنة. وفي شارع الحبيب بورقيبة الذي تصطف على جانبيه الأشجار ومكاتب حكومية ومبان تعود لحقبة الاستعمار بوسط العاصمة تونس حيث اندلعت أكبر الاحتجاجات في 2011، طالب المتظاهرون بإطلاق المعتقلين في أحداث الأيام الماضية. وقالت شابة تدعى سنية وهي عاطلة عن العمل منذ أعوام بعد حصولها على شهادة جامعية في الآداب: "إنهم يصفون كل من يحتج على النظام بأنه لص... لقد جئنا بوجوه مكشوفة في النهار وليس بالليل لنقول إننا نريد وظائف... نريد الكرامة... لنقول يكفي احتقارا... يكفي تهميشا يكفي جوعا". وهتف المحتجون "لا خوف لا رعب! الشارع ملك الشعب!"
 
وفي بلدية المنيهلة التي يقع فيها بيت الرئيس قيس سعيد، خاطب الرئيس عشرات تجمعوا أمام مقر حكومي قائلا :"أؤكد مجددا على حق الشعب التونسي في الشغل والحرية وفي الكرامة الوطنية... في المقابل هناك من يسعى بكل الطرق إلى توظيفهم والمتاجرة بفقرهم وبؤسهم وهو لا يتحرك إلا في الظلام وهدفه ليس تحقيق مطالب الشعب بقدر سعيه لبث الفوضى". وتجمع محتجون أيضا في منطقة منزل بوزيان التابعة لولاية سيدي بوزيد، حيث أدى حرق بائع فاكهة في أواخر 2010 إلى اندلاع الثورة. 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم