الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"مسيرة الأعلام" للمستوطنين بالقدس تستفز الفلسطينيين

المصدر: النهار
شرطي اسرائيلي ينتزع علماً فلسطينياً من فتاة رفعته في باب العامود بالقدس الشرقية حيث كان المتطرفون الإسرائيليون يقومون بـ"مسيرة الأعلام" أمس.(أ ف ب)
شرطي اسرائيلي ينتزع علماً فلسطينياً من فتاة رفعته في باب العامود بالقدس الشرقية حيث كان المتطرفون الإسرائيليون يقومون بـ"مسيرة الأعلام" أمس.(أ ف ب)
A+ A-
تجمع أمس أكثر من ألف متظاهر من اليمين المتطرف يحملون الأعلام الإسرائيلية عند باب العامود خارج البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة بعد انطلاق مسيرة خاصة بيوم "توحيد القدس" وذلك بعد يومين فقط من منح الحكومة الجديدة الثقة. 
 
وتُعرف المسيرة بـ"مسيرة الأعلام" احتفالاً بإعلان إسرائيل القدس عاصمة موحدة لها إثر احتلالها وضمها عام 1967 ويشارك فيها عادة عشرات الآلاف وتصل إلى القدس الشرقية المحتلة وتمر بمحاذاة وداخل أسوار المدينة القديمة وفي السوق الرئيسي وفي الحي الإسلامي ويتخللها استفزاز لسكانها مما يثير غضب الفلسطينيين. 
 
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها دفعت بأكثر من ألفي عنصر لتعزيز الأمن في محيط البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة.
 
وبدأ المتظاهرون ومعظمهم من الفتية يرافقهم إيتمار بن غفير عضو الكنيست اليميني المتطرف الذي يترأس حزب "القوة اليهودية" المعادي للعرب وبتسلئيل سموتريتش رئيس حزب "الصهيونية الدينية"، بالرقص بالأعلام الإسرائيلية عند باب العمود. وحمل المتظاهرون بن غفير وسموتريتيش على الأكتاف. وقال بن غفير في بيان، إن رئيس الوزراء الجديد نفتالي "بينيت يسير مع حكومة اليسار بدلا من المشاركة في المسيرة". 
 
وحمل أحد المتظاهرين ملصقا خط عليه "بينيت كاذب" باللونين الأبيض والأحمر. ورصد مراسلو "وكالة الصحافة الفرنسية" مهاجمة الشرطة الإسرائيلية لشاب وامرأة فلسطينيين ممن تمكنوا من البقاء عند باب العامود، بعد رفعهما العلم الفلسطيني. 
 
وتعتبر إسرائيل رفع العلم الفلسطيني مظهراً من مظاهر سيادة السلطة الفلسطينية في القدس، وهو امر ترفضه جملة وتفصيلا. وأغلق تجار المدينة القديمة التي بدت شوارعها خالية تقريبا، محالهم بسبب عدم سماح الشرطة الإسرائيلية بالدخول أو الخروج. وتساءل أحد التجار" هل ستحمينا الشرطة إذا مرت مسيرة المستوطنين من هنا؟"  
 
وخارج البلدة القديمة، فرقت الشرطة الإسرائيلية نحو 150 محتجا فلسطينيا يعارضون تنظيم المسيرة ومرورها في شوارع المدينة، بالضرب بالعصي وباستخدام شرطة الخيالة ورش المياه العادمة. 
 
من جهتها، أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تسجيل 27 إصابة بالرصاص المطاطي والقنابل اليدوية واعتداء بالضرب على فلسطينيين خلال تفريق الشرطة للمحتجين. 


"يوم أورشليم"
كان من المقرر أن تجري المسيرة في 10 أيار في ظل توتر شديد مع تنظيم تظاهرات في حي الشيخ جرّاح حيث تواجه عائلات فلسطينية خطر إخراجها من منازلها لمصلحة جمعيات استيطانية، وصدامات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى.
 
غير أنه تم إلغاؤها مع إطلاق حركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة دفعة من الصواريخ يومها على الأراضي الإسرائيلية تضامنا مع الفلسطينيين في القدس الشرقية.
 
وأشعل القصف الصاروخي الذي تلاه رد قوي من إسرائيل حربا استمرت 11 يوما بين "حماس" وإسرائيل أسفرت عن مقتل 260 فلسطينيا في قطاع غزة بينهم أطفال وفتية ومقاتلون، و13 قتيلا في إسرائيل بينهم طفل وفتاة وجندي.
 
وبعد انتهاء الحرب وفي وقت تكثف مصر والأمم المتحدة المساعي في الكواليس من أجل تعزيز وقف إطلاق النار الهش، أعلن منظمو المسيرة أنهم يعتزمون القيام بها الخميس الماضي، ما اعتبرته "حماس" استفزازا.
 
وتم تحديد مسار المسيرة بعد مفاوضات بين المنظّمين والشرطة الإسرائيلية على أمل تجنّب وقوع صدامات مع فلسطينيين، على ما أفادت السلطات. وحذرت "حماس" من ردّ انتقامي إذا ما اقتربت مسيرة المستوطنين من "القدس والمسجد الأقصى". وقال الناطق باسمها في مدينة القدس محمد حماد "الوسطاء طلبوا من فصائل المقاومة عدم التصعيد بسبب مسيرة الأعلام".  لكنه أضاف :"نؤكد أن كل الخيارات مفتوحة أمامنا". 
 
ودعت فصائل "المقاومة" الفلسطينية ومن بينها "حماس" إلى "يوم غضب" للدفاع عن القدس. وفي قطاع غزة المحاصر أطلقت بالونات حارقة في اتجاه المستوطنات الإسرائيلية على الحدود بين الجانبين. وأبلغت خدمة الإطفاء والإنقاذ في جنوب إسرائيل عن عشرين حريقا اندلعت على الحدود مع غزة. 
 
وقال الجيش الإسرائيلي إن "نحو 30 متظاهرا ومشاغبا تجمعوا على طول السياج الحدودي جنوب قطاع غزة في موقعين". وأضاف في بيان مقتضب: "اقترب عدد من المتظاهرين من السياج الأمني وحاولوا قطعه"، مشيرا إلى "استعداد قواتنا في المنطقة وتستخدم وسائل تفريق أعمال الشغب" من دون تحديدها.


تحذيرات فلسطينية 
لكن إسرائيل طوت في هذه الأثناء صفحة نتنياهو الذي استمر 12 عاما في الحكم، مع منح الكنيست الثقة لائتلاف من ثمانية أحزاب بقيادة القومي اليميني نفتالي بينيت وشريكه الوسطي يائير لبيد.
 
وقرّر الوزير الجديد للأمن الداخلي عومر بارليف مساء الإثنين السماح بتنظيم المسيرة في موعدها على رغم دعوات نواب عرب وقادة فلسطينيين إلى إلغائها. وأعلنت أجهزة الوزير في بيان بررت فيه قرار الإبقاء على المسيرة، أن "الحق في التظاهر مكفول للجميع في بلد ديموقراطي ... الشرطة جاهزة وسنبذل كلّ ما بوسعنا لحماية نسيج التعايش الدقيق".
 
من جهة ثانية، قال رئيس القائمة العربية المشتركة في الكنيست الإسرائيلي أيمن عودة :"الهجوم على القدس في ظل هذه الحكومة سيكون أكثر من غيرها من الحكومات". وأشار في حديثه للصحافيين إلى أن "أول قرار للحكومة الإسرائيلية الجديدة ... كان السماح بوصول مسيرة الأعلام". 
 
بدوره أكد عضو الكنيست ورئيس الحركة العربية للتغيير أحمد الطيبي أن "هذه المسيرة مرفوضة". وأضاف "بينيت تبنى قرار نتنياهو نفسه (...) الرقص بالأعلام هنا مرفوض ... العلم الشرعي والوحيد في باب العامود والقدس الشريف هو علم فلسطين والعلم الإسرائيلي رمز للاحتلال". وأضاف "واضح أنه لا يوجد أي تغيير في حكومة التغيير".  
 
من جهته، اعتبر زعيم حزب القائمة العربية الموحدة منصور عباس الذي يعتبر حزبه جزءاً من الائتلاف الحكومي الجديد، أن مسيرة الأعلام تمثل "استفزازاً مبنياً على الكراهية والتحريض على العنف ومحاولة إشعال المنطقة لأهداف سياسية". ودعا الشرطة إلى إلغاء المسيرة و"الاستثمار في الجهود السياسية". 
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية حذر من "تداعيات خطيرة" قد تنجم عن المسيرة". 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم