الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل قوّضت صواريخ "حماس" القبة الحديدية؟

المصدر: "النهار"
حركة ‘حماس‘ تقصف الأراضي المحتلة - "أ ب"
حركة ‘حماس‘ تقصف الأراضي المحتلة - "أ ب"
A+ A-

يبدو أنّ صواريخ "حماس" فاجأت الإسرائيليين – من حيث الكثافة والنوعية. لهذا السبب، برزت تساؤلات في صحف إسرائيلية عما إذا كان يجب على القيادة العسكرية تغيير حساباتها في حال اندلعت مواجهة مع "حزب الله" أو حتى مع إيران.

استوقفت أرقام لافتة الكاتب السياسي في صحيفة "جيروزاليم بوست" يوناه جيريمي بوب. لطالما أسقطت منظومة "القبة الحديدية" بين 85 إلى 90% من الصواريخ التي أطلقتها "حماس" خلال الجولات السابقة من المعارك. وأضاف الكاتب أنه طالما كانت الحركة قادرة على إطلاق وابل صغير واحد من الصواريخ، مثّلت "القبة الحديدية" دفاعاً محكماً تقريباً.

لكن الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية حذرت طويلاً من إمكانية قصف "حزب الله" إسرائيل بأكثر من ألف صاروخ يومياً، حيث يعد هذا الكم قادراً على خرق "القبة". وكان هذا واحداً من الأسباب التي كان فيها الجيش الإسرائيلي "حذراً للغاية" حين يتعلق الموضوع بـ"حزب الله" الذي يملك أكثر من 150 ألف صاروخ من بينها المئات من الصواريخ المتقدمة. وتساءل الكاتب: "هل وجدت حماس وسيلتها الخاصة لتقويض القبة الحديدية؟".

خلال الحرب على غزة سنة 2014، أطلقت الحركة حوالي 4000 صاروخ لكنها وزعت قصفها لها على أكثر من 50 يوماً. في تلك المعركة، أطلقت "حماس" عشرات الصواريخ في اليوم بالحد الأقصى ووزعتها على مدار الساعات الأربع والعشرين. ذروة القصف تمثلت في إطلاق 200 صاروخ في اليوم الواحد. وضمن أيام الحرب الخمسين، قصفت الحركة 100 صاروخ يومياً، طوال أسبوعين فقط.

يوم الثلثاء والأربعاء، بدا أنّ "حماس" نجحت في إطلاق أكثر من 100 صاروخ خلال دقائق من ضمنها عدد ملحوظ نحو تل أبيب. وصف بوب هذا التطور بأنه قفزة في عدد الصواريخ المستخدمة ضد تل أبيب وفي قدرة الحركة على إطلاق هذا الحجم الكبير من الصواريخ بطريقة متزامنة.

بحسب الكاتب، كان معروفاً أن "حزب الله" يمتلك هذه القدرة، لكن أيضاً كان ثمة اعتقاد بأن بعض الوقت يفصل "حماس" عن امتلاك تلك الإمكانات. وفقاً لبوب، لا تزال "القبة الحديدية" قادرة على اعتراض غالبية الصواريخ الموجهة ضد التجمعات السكانية الإسرائيلية. لكن السؤال الأهم هو مدى صوابية التقديرات الإسرائيلية بأن "حماس" لا تملك سوى بضع مئات من الصواريخ التي يمكن أن تصل إلى تل أبيب.

إذا كانت هذه التقديرات صحيحة، فلا بد من أن الحركة قد استخدمت جزءاً كبيراً من ترسانتها حتى ولو أنها لا تزال تمتلك صواريخ قادرة على استهداف التجمعات الإسرائيلية القريبة من غزة. لكن إذا كان لدى حماس المزيد من تلك الصواريخ الطويلة المدى، فهذا يمكن أن يؤثر على خطط تل أبيب في المعركة الحالية وخصوصاً مدى نيتها في إطالة المعركة.

وإذا كانت "حماس" قادرة على خرق المنظومة الدفاعية بمئة صاروخ خلال دقائق ولمرتين يومياً، "ما هو حجم الضرر الذي يمكن حزب الله وإيران إحداثه مع الصواريخ الأطول والأكبر والأدق التي يملكانها؟"

بجسب بوب، سيكون على صناع القرار الإسرائيليين أخذ هذا التطور بالاعتبار عند اتخاذهم قراراً حول مدى إطالة الحرب ومدى سرعة الحاجة إلى التصعيد عسكرياً بحملة برية لتقليص قدرة "حماس" على إطلاق الصواريخ، أو سرعة التوصل إلى تسوية. ويرى بوب أن القصف المكثف للجيش الإسرائيلي لم ينجح بتقليص قدرة "حماس" بشكل كافٍ.

وختم الكاتب السياسي نفسه مقاله داعياً الجيش الإسرائيلي إلى التفكير مجدداً بسرعة التحرك في نزاع مع "حزب الله" ناهيك عن آخر مع إيران.

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم