الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مسلمون ومسيحيون يروون للبابا معاناتهم وسط أطلال الموصل

المصدر: النهار
البابا فرنسيس-في الوسط- أمام أنقاض كنيسة الطاهرة الكبرى للسريان الكاثوليك في الموصل أمس.   (أ ف ب)
البابا فرنسيس-في الوسط- أمام أنقاض كنيسة الطاهرة الكبرى للسريان الكاثوليك في الموصل أمس. (أ ف ب)
A+ A-
روى سكان مسلمون ومسيحيون في مدينة الموصل العراقية أمس، للبابا فرنسيس معاناتهم تحت الحكم الوحشي لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وبارك البابا عزمهم على النهوض من وسط الرماد وقال لهم إن "الأخوة أقوى من قتل الإخوة".
 
ووصل البابا فرنسيس، في إطار زيارته التاريخية للعراق، إلى الموصل بطائرة هليكوبتر بهدف الحض على تضميد الجروح الطائفية وللصلاة من أجل من فقدوا أرواحهم من جميع الأديان.
 
وسار البابا (84 سنة) مارا بأطلال بيوت مهدمة وكنائس إلى ساحة كانت في يوم من الأيام قلبا نابضا للمدينة القديمة هناك. وجلس محوطا بأنقاض المباني وبقايا الدرجات الخرسانية والكنائس العتيقة المهدمة، وهي مبان معظمها محفوف بالمخاطر.
 
وقال المطران نجيب ميخائيل رئيس أساقفة أبرشية الموصل وعقرة الكلدانية للبابا "معا نقول لا للتطرف. لا للطائفية... ولا للفساد".
 
ودمرت معظم مدينة الموصل القديمة بسبب معارك شرسة شنتها القوات العراقية وقوات التحالف الدولي لطرد "داعش".
 
وصلى البابا، الذي بدا عليه التأثر بحجم الدمار المحيط به، لكل من فقدوا أرواحهم الموصل.
 
وقال :"إنها لقسوة شديدة أن تكون هذه البلاد، مهد الحضارات، قد تعرضت لمثل هذه العاصفة اللاإنسانية التي دمرت دور العبادة القديمة، وألوف الألوف من الناس، مسلمين ومسيحيين ويزيديين وغيرهم، هجروا بالقوة أو قتلوا".
 
ومضى  قائلا :"اليوم وعلى الرغم من كل شيء، نحن نؤكد من جديد قناعتنا بأن الأخوة أقوى من قتل الإخوة، وأن الرجاء أقوى من الموت، وأن السلام أقوى من الحرب. تنطق هذه القناعة بصوت أكثر بلاغة من صوت الكراهية والعنف. ولا يمكن أن يُخنق وسط الدماء التي تسبب في إراقتها هؤلاء الذين يشوهون اسم الله ويسيرون في طرق الدمار" في إشارة مباشرة في ما يبدو الى "داعش".
 
وأحيطت زيارته بإجراءات أمنية مكثفة. ورافقت موكبه شاحنات عسكرية مزودة بمدافع آلية واختلط رجال أمن بملابس مدنية بالناس في الموصل بينما برزت مسدساتهم من حقائب على صدورهم.
 
ثم تلا البابا صلاة كرر خلالها التركيز على أحد أهم أهداف زيارته، وهي أول زيارة بابوية إلى العراق، وهو أن من الخطأ على الدوام الكراهية أو القتل أو شن الحرب باسم الرب.
 
واجتاح مسلحون متشددون من "داعش"، الذي حاول تأسيس دولة خلافة في أنحاء المنطقة، شمال العراق في الفترة بين عامي 2014 و2017 وقتلوا مسيحيين وأيضا مسلمين ممن عارضوا نهجهم.
 
خائفون من العودة
عانت الطائفة المسيحية العراقية، وهي من بين الأقدم في العالم، بشكل خاص من سنوات الصراع وصار تعداد أفرادها نحو 300 ألف انخفاضا من نحو 1.5 مليون قبل الغزو الأميركي للعراق في 2003 وما تلاه من عنف وحشي من المتطرفين الإسلاميين.
 
وروى الأب رائد عادل كلو مسؤول كنائس الموصل للسريان الكاثوليك وراعي كنيسة البشارة، التي دمرت في الموصل كيف نزح في 2014 مع نحو 500 أسرة مسيحية بينما لم يبق الآن سوى أقل من 70 أسرة.
 
وقال :"غادرت المدينة في... 2014 مع رعية متكونة من نحو 500 عائلة مسيحية هاجرت معظمها إلى خارج القطر والبقية الباقية تخاف العودة والذين يسكنون المدينة اليوم من المسيحيين لا يتجاوزون السبعين عائلة".
 
واستطرد قائلا :"لكني اليوم أسكن مع مليوني مسلم ينادوني أبونا رائد، أعيش رسالتي معهم وأعمل مع مجلس أسر وعوائل الموصل من أجل تعزيز رسالة التعايش السلمي".
 
وحض قتيبة الآغا وهو عضو مسلم يرأس  مجلس أسر وعوائل الموصل الاجتماعي الثقافي، المسيحين الذي فروا على "العودة إلى مدينتهم وأملاكهم وأعمالهم".
 
وتوجه البابا بعد ذلك بطائرة هليكوبتر إلى قرقوش. 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم