الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مصري يذبح صديقه ويتجوّل برأسه... "حالات عنف غير مسبوقة لهذه الأسباب"

المصدر: "النهار"
مروة فتحي
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
جريمة قتل بشعة شهدتها مدينة الإسماعيلية في مصر، إذ أقدم شاب على ذبح صديقه أمام المارّة، وأمسك برأسه متجوّلاً به في شارع طنطا، وسط صدمة وذهول لدى كلّ العابرين.

وانتقلت أجهزة الأمن إلى موقع الحادث، وفرضت طوقاً حول المكان، وتمكّنت من القبض على الجاني، وتمّ استدعاء شهود العيان وأصحاب المحالّ في المنطقة للاستماع إلى أقوالهم.
 
وأكّدت وزارة الداخلية، في بيان، أنّ القاتل، ويدعى محمد الصادق (42 عاماً) مهتزّ نفسيّاً، وسبق أن تمّ حجزه في إحدى المصحّات للعلاج من الإدمان.
 
وذكرت أنّ القاتل يعمل في محل أثاثّ خاصّ بشقيق المجني عليه، وقام بالتعدّي بساطور على القتيل، ممّا أدّى إلى فصل رأسه، وكان يهذي بكلمات غير مفهومة، وتمّ إخطار النيابة التي تولّت التحقيق.
 
من جانبه، قال الدكتور أحمد علام (استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية) لـ"النهار" إنّ هناك حالات عنف غير مسبوقة، ولم نسمع عنها بهذه الكثرة، فكلّها كانت فردية، تحدث مرّة أو مرّتين، لكنّها باتت تحدث بهذه الكثرة، ما يعني دقّ ناقوس الخطر في المجتمع، خاصة مع إمكانيّات التصوير التي نراها عبر السوشيل ميديا".
 
ولفت إلى أنّ زيادة العنف في المجتمع ترجع إلى الدراما التلفزيونية التي تدخل البيوت من غير استئذان بطريقة فجّة ودرامية، وتصوّر الشخصيات التي ترتكب العنف على أنهم أبطال ونجوم، وكذلك انتشار العنف لدرجة أننا أصبحنا نراه بطريقة عادية بعد أن كنا نشعر بالصدمة منه، لكن الآن نرى هذه المشاهد ونحن نمارس حياتنا العادية.
 
وأوضح أنّ مشاهد العنف لها تأثير في العقل الباطني الذي يخزّن هذه المشاهد، فتخرج عند الاحتياج إليها بسلوكيّات معيّنة، خاصة عند الأشخاص المهتزّين نفسيّاً أو في مراحل المراهقة ومرحلة الشباب، مشيراً إلى أن زيادة ضغوط الحياة والمشكلات والأمراض النفسية تؤدّي إلى ارتكاب جرائم العنف.
 
وتابع قائلاً: "من أسباب انتشار العنف أيضاً ضعف الوازع الدينيّ وانحدار مستوى الأخلاقيات، وبالتالي لا يوجد ما يخاف الشخص عليه فيرتكب جرائم، إلى جانب عدم اهتمام الأب والأم بالتربية، بسبب انشغالاتهما بعيداً عن العائلة".
 
واستطرد: "يجب على مؤسّسات الدولة أن تتكاتف، فيكون هناك عقاب رادع وسريع لمثل هذه الجرائم، من دون أن يستغرق وقتاً طويلاً، فلا نحتاج إلى إجراءات طويلة في التقاضيّ وتقديم أدلة وما إلى ذلك، ويتمّ إعلان العقوبة لردع الآخرين".
 
ونبّه استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية إلى ضرورة أن يكون هناك دور توعويّ للإعلام ولدور العبادة والمؤسّسات التعليمية المختلفة بخطورة العنف، ويجب على المؤسسات الدينية والبرامج التلفزيونية أن تنشر التوعية وتبرز حجم العقوبة التي يتعرّض إليها من يمارس ذلك.
 
كذلك شدّد على ضرورة وجود رقابة على الأفلام والمسلسلات، التي تدخل البيوت، وعدم وضع عبارة "فوق 18 أو 16"، ومنع مشاهد العنف.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم