السبت - 27 تموز 2024
close menu

إعلان

حياة جرحى فلسطينيّين في غزة مرهونة بإعادة فتح معبر رفح... أوجاع وانتظار "على الفاضي"

المصدر: رويترز
جرحى يتلقون العلاج داخل خيمة أقيمت أمام مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة (15 ايار 2024، أ ف ب).
جرحى يتلقون العلاج داخل خيمة أقيمت أمام مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة (15 ايار 2024، أ ف ب).
A+ A-
ترجو الأم الفلسطينية نعمة علي عماد من الله أن تستطيع الخروج بابنها الجريح محمد من غزة لتلقي العلاج الطبي الذي يقول أطباء إنهم لا يستطيعون تقديمه في القطاع الفلسطيني.

وفقد محمد (5 أعوام)، بصره وأصيب في رأسه أثناء قصف إسرائيلي. لكنه، مثل كثيرين غيره من الجرحى الفلسطينيين، تقطعت به السبل في مستشفى بقطاع غزة بسبب إغلاق معبر رفح على الحدود مع مصر.

وتلقي مصر بمسؤولية الإغلاق على العمليات العسكرية الإسرائيلية في محيط رفح. وقالت إسرائيل، التي سيطرت على المعبر الأسبوع الماضي، أمس الثلثاء إن الأمر متروك لمصر لإعادة فتح المعبر في تصريحات وصفتها القاهرة بأنها محاولات "يائسة" للتنصل من المسؤولية.

ولم يقتصر الأمر على أن الإغلاق أدى لتراكم المساعدات الإنسانية من الخارج على الجانب المصري من الحدود مع تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، لكنه أدى أيضا إلى إغلاق طريق حيوي لإجلاء من يريدون الحصول على رعاية طبية عاجلة في الخارج.

ويقول شهود إن النظام الطبي في غزة انهار فعليا تحت القصف الإسرائيلي، ويقول أطباء فلسطينيون إنه ليس في أيديهم ما يقدمونه لمساعدة محمد عماد على استعادة بصره وعلاج إصابة رأسه.

وقالت الأم نعمة علي في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة "محمد اتعرض لقصف في الرأس زي ما انتم شايفين (كما ترون) والإمكانيات ضعيفة... هما الأطباء هنا عملوا ما بوسعهم لكن بيظل بدنا (ما زلنا نريد من) الجهات الرسمية تتعاون معنا، تفتح المعبر لأن هذا طفل وبنحب أنه يعيش زيه زي (مثل) أطفال العالم، حقه في العلاج، حقه في الرعاية الطبية، فبنتمنى عليكم أنكم تفتحوا معبر رفح للحالات الإنسانية حتى يتمكنوا من العلاج وتوفير الدواء حتى بيرجع الولد يبصر ويشوف بعينيه لأنه فقد البصر... بسبب اللي صار والقصف اللي اتعرض له. فبنتمنى من الجهات الرسمية والمؤسسات الدولية وكل الدول اللي بتشوفنا أنها بتشفق بحالتنا وترأف بالأطفال".

وتقوم مصر بدور الوسيط في محادثات غير مباشرة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لكن علاقتها مع إسرائيل توترت بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر.

ولا توجد بوادر على انفراجة نحو توقف الحرب التي نشبت بعد هجوم حماس في السابع من تشرين الأول.

وقُتل نحو 1200 شخص واحتُجز 253 رهينة في هجوم حماس، وفقا لإحصائيات إسرائيلية. وتقول السلطات الصحية في غزة إن أكثر من 35 ألف فلسطيني قُتلوا وأُصيب 75 ألفا آخرين في القطاع منذ أن بدأت إسرائيل هجومها.

الشعور بالنبذ
من بين المرضى في مستشفى شهداء الأقصى الذين يأملون في الحصول على علاج في الخارج عبد الرحيم الأيوبي الذي قال إنه أُصيب في الساق والحوض واليد بنيران دبابة إسرائيلية.

وقال "أخدت عشر اطلاق (أصبت بعشر طلقات)، تمن اطلاق (ثماني طلقات من) دبابة في رجلي (ساقي) وطلق (طلقة) في الحوض وطلق في ايدي طبعا وحتى الآن أنا باتعذب من الوجع ومفيش العلاج في المستشفى، مفيش علاج عندنا وإحنا بنطالب الدول العربية، المعبر اتسكر (أُغلق) الآن والاحتلال على المعبر، مفيش حد بيطلع ولا بينزل (لا يخرج أو يدخل) وإحنا مدنيين، والألم من المفصل إلى الحوض وصار معايا تقرحات في المستشفى هون في ضهري ومفيش هنا علاج. إحنا بنطالب الدول العربية والأجنبية تساعدنا بس في السفر لنكمل علاجنا".

ومثل كثيرين من الجرحى الفلسطينيين الآخرين يشعر أحمد أبو عمرو الذي قال إنه أُصيب بجروح خطيرة عند نقطة تفتيش في منتصف شباط إنه يشعر بأنه منبوذ.

وقال في مستشفى شهداء الأقصى "أُصبت في 11 اتنين (11 فبراير شباط) على حاجز الزهراء وأُصبت بشظية في المفصل، في المفاصل الاتنين، محتاج إلى السفر والتحويلة من شهر تلاتة (آذار) ولحد الآن باستنى (منتظر)، وهاي الجيش قفل المعبر، يعني باستنى علاج على الفاضي (بلا جدوى)، يعني إحنا مرميين (منبوذين) هنا، قاعدين هنا، على الفاضي ولا حد بيعرف ولا حد بيعرف لفين (إلى متى). حلنا الوحيد أنه ينفتح المعبر ونسافر أكتر من هيك احنا ما بنطلبش".

وقال خليل الدقران، المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى إنه من الضروري جدا إعادة فتح الحدود.

وأضاف "أقدم جيش الاحتلال قبل ثمانية أو تسعة أيام على إغلاق معبر رفح وهذا يشكل خطر كبير على الجرحى وإحنا عندنا في قطاع غزة 11 ألف جريح ومصاب وهؤلاء يجب احالتهم على العلاج في الخارج ولدينا أيضا 10 آلاف مريض بالسرطان، هؤلاء جميعا يجب أن يتم احالتهم على الخارج وأيضا يجب منع جيش الاحتلال من منع تزويد مستشفيات قطاع غزة بالوقود وهذا يشكل خطرا كبيرا على المستشفيات. لذلك نؤكد المناشدة للعالم الحر والمجتمع الدولي أيضا بفتح المعبر وإرسال القوافل الطبية والأدوية والمستلزمات الطبية والوقود وفتح المستشفيات الميدانية في جميع محافظات قطاع غزة لإنقاذ المنظومة الصحية وتقديم الخدمة الصحية للمواطنين في قطاع غزة".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم