السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

سكان غزة يعودون ببطء إلى حياتهم ويتفقدون حجم الدمار ومجلس الأمن يدعو إلى "إحترام تام" لوقف النار

المصدر: النهار
شخصان يمران قبالة ركام مبنى الجلاء في مدينة غزة.   (أ ب)
شخصان يمران قبالة ركام مبنى الجلاء في مدينة غزة. (أ ب)
A+ A-
يحاول سكان قطاع غزة العودة ببطء إلى حياتهم الطبيعية رغم هول الدمار والركام، بعد تصعيد مع إسرائيل استمر لأحد عشر يوما وأدى إلى نقص حاد في الإمدادات الأساسية في القطاع المحاصر
 
أعادت المقاهي فتح أبوابها وعاد الصيادون إلى البحر، بينما بدأ أصحاب المحال التجارية بتنظيف محلاتهم من الركام والغبار المتراكم جراء القصف.
وبدأت السلطات المحلية السبت بتوزيع الخيم والفرش والمساعدات الغذائية على السكان الذين فقدوا منازلهم بسبب القصف، بحسب مراسل "وكالة الصحافة الفرنسية".
 
وستعود كل المكاتب الحكومية في قطاع غزة إلى العمل بدءا من صباح الأحد، بحسب ما أعلن ديوان الموظفين في غزة.
ليل الجمعة- السبت، خرجت عائلات في مدينة غزة من منازلها وتوجهت الى المقاهي المطلة على البحر من أجل تدخين الشيشة واستنشاق بعض الهواء النقي.
 
وفي حي الرمال في غزة، بالقرب من برج من عشرة طوابق حولته غارة إسرائيلية إلى ركام، غطى الغبار المعروضات في المحال التجارية.
وقال بائع الملابس بلال منصور (29 سنة) "الغبار في كل مكان. غبار القنابل الإسرائيلية غطّى الملابس كليا. لن نتمكن من بيع هذه البضائع".
 
في متجر آخر قريب، وقف وائل الشرفا يتفقد الأضرار في محله الذي ملأته شظايا الزجاج. وقال بحسرة :"ضاع كل شيء ... خسرت نحو 250 ألف دولار من البضائع. من سيدفع ثمن كل هذا؟ من؟".
 
وبالنسبة لأحمد الخطيب الذي دخل متجره للمرة الأولى منذ العاشر من أيار، تاريخ بدء التصعيد، تضاعفت الخسائر بسبب عدم البيع خلال موسم عيد الفطر. 
وأضاف :"يا للأسف، فقدنا موسم العيد وفقدنا البضائع وكل شيء تدمر. حتى المحلات المجاورة لنا تضررت. نحمد الله أننا ما زلنا على قيد الحياة".
 
وقدّر مسؤولون فلسطينيون تكاليف إعادة الإعمار بعشرات الملايين من الدولارات في قطاع غزة حيث قال مسؤولون طبيون إن 248 شخصا لقوا حتفهم في القتال.


"دعم نفسي-اجتماعي" 
تفيد أرقام صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (اوتشا)، أن نحو 6000 مقيم في قطاع غزة فقدوا منازلهم جراء القصف، بينما تضررت أكثر من ألف وحدة سكنية أو تجارية بفعل الغارات.
وقالت رئيسة (اوتشا) في الأرض الفلسطينية المحتلة سارة ماسكروفت: "هناك أضرار جسيمة في أنحاء غزة".
 
وأوضحت "يمكن إعادة بناء المدارس وإصلاح الطرق- ولكن الأولوية هي توفير الدعم النفسي الاجتماعي وهو أمر ضروري لسكان غزة".
وتضررت أيضا البنى التحتية في قطاع غزة خاصة خطوط الكهرباء، في حين أن 800 ألف شخص في القطاع "لا يحصلون على المياه بشكل منتظم"، بحسب "أوتشا".   
 
وتسبب القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي على قطاع غزة بمقتل 248 شخصا، بينهم 66 طفلا ومقاتلون، وفق السلطات في القطاع. بينما قتل 12 شخصا بينهم طفلان وجندي في الجانب الإسرائيلي بصواريخ أطلقت من القطاع، وفق الشرطة الإسرائيلية.
 
ونظمت حركة "حماس" استعراضا عسكريا لمقاتليها في غزة بعد ظهر السبت حضره مئات، وفق مصور ل"وكالة الصحافة الفرنسية". 
وعُلقت في شوارع القطاع صور كبيرة لمقاتلين كتب عليها "فلسطين تنتصر". 


إعادة البناء 
ويبقى وقف إطلاق النار الذي أعلنه الطرفان مساء الخميس بعد رابع نزاع عسكري بينهما منذ 2008، هشا. 
ومنذ مساء الخميس، أعلن كل من الطرفين "انتصاره".
من جهته، دعا مجلس الأمن السبت إلى احترام "تام" لوقف إطلاق النار، في أول بيان يحظى بموافقة جميع أعضائه منذ بدء النزاع في العاشر من أيار، وفق ما افادت مصادر ديبلوماسية.
 
واستقبل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله وفدا مصريا لمناقشة متابعة وقف إطلاق النار. وينتظر وصول وفد مصري آخر إلى إسرائيل. 
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن بلاده "حققت أهدافها من العملية" في قطاع غزة، في ما وصفه بأنه "نجاح استثنائي". وأضاف: "اكثر من مئتي إرهابي بينهم 25 من الكوادر" قُتلوا خلال الهجوم على القطاع الفلسطيني الذي تسيطر عليه حماس منذ 2007 ويعيش فيه نحو مليوني فلسطيني. 
 
في المقابل، تحدثت "حماس" عن "انتصار تاريخي".  وقال رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية "نعتبر هذه المعركة قفزة نوعية بتاريخ الصراع ونقطة تحول كبيرة جدا، سيقرأها كل صناع القرار بداخل العدو".
 
وتمكنت قوافل من المساعدات الإنسانية الطارئة من دخول غزة الجمعة.
 
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إنه تلقى اتصالا من نظيره الإسرائيلي غابي أشكينازي بحثا خلاله في الإجراءات الكفيلة بتسهيل عملية إعادة إعمار غزة. 
 
ويشكل موضوع إعادة الإعمار في القطاع الذي تحكمه "حماس" أحد محاور الجهود الديبلوماسية الأميركية، إذ إن "حماس" مدرجة على لوائح المنظمات الإرهابية في إسرائيل والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
 
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض الجمعة، إنه يعتزم تأمين مساعدة مالية "كبيرة" بالتعاون مع الأسرة الدولية "لإعادة إعمار غزة"، لكن "من دون إعطاء حماس الفرصة لإعادة بناء نظام أسلحتها". 
 
وجدّد بايدن التأكيد على ضرورة إيجاد حل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي يشمل إقامة دولة فلسطينية إلى جانب الدولة العبرية. وقال: "إنه الحل الوحيد الممكن".
 
ويتوقع أن يصل وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن إلى الشرق الأوسط "خلال الأيام المقبلة". 
 
والمفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية معلقة منذ 2014، بعد أن تعثرت حول قضايا عدة بينها وضع القدس الشرقية والاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
 
واندلع النزاع الأخير بعد إطلاق "حماس" صواريخ في اتجاه الدولة العبرية تضامناً مع الفلسطينيين الذين كانوا يخوضون منذ أيام مواجهات مع الإسرائيليين في القدس الشرقية وباحات المسجد الأقصى، مما تسبّب بإصابة أكثر من 900 منهم بجروح. وجاءت تلك المواجهات على خلفية التهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح لمصلحة مستوطنين يهود.
 
ووقعت صدامات جديدة الجمعة بين المصلين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى في القدس الشرقية التي تحتلها الدولة العبرية منذ 1967.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم