الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

لماذا يخشى الحريديم الحكومة الإسرائيلية المتوقعة؟

المصدر: "النهار"
يهود من الحريديم - "أ ب"
يهود من الحريديم - "أ ب"
A+ A-

يقترب رئيس حزب "يش عتيد" يائير لبيد (وسط) ورئيس حزب "يمينا" نفتالي بينيت (يمين) من تشكيل حكومة ائتلافية واسعة تنتهي باستبعاد حزب "الليكود" ورئيسه بنيامين نتنياهو عن السلطة للمرة الأولى منذ 2009. لكن يبدو أن هنالك فئة أخرى بدأت تخشى استبعادها من السلطة: الأرثوذكس المتطرفون أو الحريديم.

في هذا الإطار، نشرت صحيفة "نيويورك تايمس" تقريراً عن أبرز مخاوف هؤلاء خصوصاً أنهم كانوا موجودين في السلطة منذ أواخر السبعينات. والحريديم، وهي لفظة عبرية تعني "المرتفجون أمام الله"، أقاموا تحالفاً مع نتنياهو واستغلوا دورهم المحوري في الحكومات الائتلافية مما أدى إلى حصولهم على تمثيل سياسي أكبر من حجمهم وفقاً للنقاد. ورفضت مذاهب من الحريديم الالتزام بالقيود خلال الجائحة.

أثار نفوذ وامتياز الأرثوذكس المتطرفين الذين يشكلون 13% من السكان استياء في أوساط التيار الإسرائيلي السائد وهمش العديد من اليهود الممارسين لأشكال أقل تشدداً من اليهودية. الحاخامية الرئيسية التي يديرها الأرثوذكس المتطرفون، وهي السلطة الدينية للدولة، تسيطر على مراسم الزواج والطلاق والتحول إلى الديانة اليهودية ولا تعترف بشرعية حاخامات تيار الإصلاح أو تيار المحافظين.

ويروّج السياسيّون الحريديم لأجندة اجتماعية محافظة تعارض الزواج المدني وحقوق المثليين والعمل أو استخدام وسائل النقل أيام السبت، وغالباً ما يعرقلون أجندة الحقوق المدنية التي يفتخر بها العديد من أعضاء الائتلاف الجديد. ويدعمون نظاماً تعليمياً مستقلاً يركز على الدراسات الدينية كما يتجنبون التعليم العلماني للفتية بحسب الصحيفة.

وضمنت أحزاب الحريديم تمويلاً رسمياً كريماً لأفرادهم ومؤسساتهم، الأمر الذي مكّن العديد من الانخراط في دراسة موسعة للتوراة وتفادي التجنيد الذي يعدّ إلزامياً للآخرين. الآن، يدق حاخامات الحريديم جرس الإنذار بسبب الأخبار الواردة عن الائتلاف الحكومي الجديد. وحذّر مجلس حكماء التوراة الذي يقوده حزب "شاس" من أنّ "عالم التوراة والطابع اليهودي لأرض إسرائيل في خطر داهم ووشيك". لكنّ بينيت قال إنّ هذه الحكومة لن تعامل أي فئة معاملة سيئة، ومن بينها العرب والحريديم.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين حزبيين رفضوا الكشف عن اسمهم تخوفهم من التأثر بتخفيض الموازنة أو من القضايا الحساسة المرتبطة بعلاقة الدولة والدين. ثمة حديث عن إصلاحات كإدخال الزواج المدني وزواج المثليين والسماح بالنقل العام في المناطق العلمانية يوم السبت. قد لا يؤثر ذلك على نمط عيش الحريديم لكنه سيغير الأمر الواقع ويثير غضبهم.

ويشكل التعيين المتوقع لرئيس "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان قلقاً خاصاً للحريديم. فالحزب قومي علماني مناهض لهم ومن المتوقع أن يرأس نائب عن الحزب اللجنة المالية البرلمانية التي كانت في أيدي "يهودية التوراة المتحدة" (حريديم) لأكثر من عقد. ولطالما ناصر ليبرمان خفض تمويل المعاهد الدينية والمخصصات التي تمكّن رجال الحريديم من الدراسة إلى أجل غير مسمى بدلاً من شغل الوظائف.

لقد قام ليبرمان بحملة من أجل تمرير قانون للحد، ولو رمزياً، من الإعفاءات بالجملة من الخدمة العسكرية الممنوحة تقليدياً لطلاب المدارس الدينية بدوام كامل. ومع ازدياد عدد سكان الحريديم، يريد ليبرمان إجبار المدارس الأرثوذكسية المتطرفة على تدريس مواد علمانية مثل الرياضيات واللغة الإنكليزية من أجل إعداد الطلاب لسوق العمل.

ولفتت الصحيفة النظر إلى أن عدة معلقين تحدثوا عن إمكانية عثور الحريديم على حليف في الحزب الإسلامي المحافظ أيضاً حين يرتبط الموضوع بزواج المثليين. لكن يعتقد البعض بوجود فارق بين "أي محافظ ويهودي محافظ" في ما خص قدسية السبت والأعياد اليهودية.

لكن طبيعة تشكيل الحكومة تفرض الحكم عبر التوافق، كما يريد بينيت وأعضاء آخرون من الحكومة الحفاظ على علاقاتهم مع أحزاب الحريديم وترك الباب مفتوحاً أمام تعاون مستقبلي. وقال بينيت، إنّ ليبرمان قطع وعداً بعدم التحرك ضد الحريديم. لكن ذلك لم يلغ المخاوف العميقة بحسب الصحيفة.

وقال النائب إسحق بيندروس عن "يهودية التوراة المتحدة" إن القلق ليس مما سيحدث للحريديم "بل ما سيحصل لإسرائيل كدولة يهودية". وقال إن التوتر بين الحقوق المدنية الديموقراطية والطابع اليهودي للدولة هو "معضلة نعاني في مواجهتها طوال الوقت. سيكون علينا أن نقاتل".

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم