الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"كلنا ضدّ الفساد" مع طلّاب اليسوعية... بين الهجرة والبقاء رغبةٌ هائلة في التغيير

المصدر: "النهار"
من الاحتفال بفوز النادي العلماني في اليسوعية ("النهار"، تعبيرية).
من الاحتفال بفوز النادي العلماني في اليسوعية ("النهار"، تعبيرية).
A+ A-

ترايسي دعيج
 
يتغلّل الفساد تقريباً في كلّ القطاعات الخاصة والرسمية في لبنان، ولكن بنسبٍ مختلفة. فعندما يرتفع مؤشّر الفساد في دولةٍ ما، يدُل ذلك على غياب دولة القانون. فالفساد بمفهومه يعني التعسّف في استخدام المال العام بهدف تحقيق مكاسب ذاتية لمصلحة فرد أو أفراد بشكل مباشر أو غير مباشر. فخلال إنجاز معاملةٍ رسمية مثلاً، يضطر البعض إلى دفع رشوة لتسريع العملية، أو استخدام بيانات سرّية معيّنة لاستخدامات خاصّة. البيروقراطية تلعب دوراً أساسياً في خلق جو ملائم لتقشّي الفساد، بالإضافة إلى غياب مفهوم فصل السلطات، ما يؤدي إلى تعطيل جودة العمل لجهتي الرقابة والمحاسبة.
 
وفي هذا الإطار، أُطلقت حملة وطنية لمكافحة الفساد بعنوان "ضد الفساد" بالتعاون مع جامعة القديس مار يوسف والجمعية اللبنانية لحقوق ومصالح المكلفين (ALDIC)، حيث تتولّى وكالة EXPERTISE FRANCE تنفيذ المشروع، والاتحاد الأوروبي تمويله. 
 
وعن هذه المبادرة، أشار الأستاذ الجامعي ومستشار الإعلام والتسويق في الجامعة اليسوعية ناجي بولس في حديثه لـ"النهار"، إلى أنّها "دعوة لكل مواطنٍ للتعهّد على عدم ممارسة الفساد وذلك بالتوقيع على عقد بينه وبين نفسه". وتندرج هذه المبادرة في إطار التوعية حول القوانين اللبنانية الموجودة وغير المطبّقة بشكل فعلي لإيجاد حركة مناهضة للفساد تسعى إلى تحسين الوضع الراهن، بالإضافة إلى تعزيز إمكانات أجهزة الرّقابة للحؤول دون الفساد ومكافحته، ودعم الجهود الوطنية لتعزيز الشفافية. 
 
الجديد هو مشاركة الطلاب الجامعيين للترويج لهذه الحملة. فهم من سيذهبون شخصياً ويدعون شخصيات معروفة لتوقيع هذا الإعلان. يضيف بولس: "كلنا ضد الفساد، لكنّ أحداً لا يقوم بخطوة فعلية تجاه هذا الموضوع"، مشدداً على "وجود قوانين لمكافحة الفساد، غير مطبّقة بشكلٍ فعلي، بالإضافةٍ إلى توقيع لبنان على معاهدات دولية تعزز مكافحة الفساد".
 
لن تكتفِ هذه الحملة بجمع التوقيعات، ولكن سيكون لطلاب اليسوعية حضور ميداني على الأرض أمام الإدارات العامة لتعزيز الحوار بين المواطنين حول موضوع الفساد وتثقيفهم في شأنه. بالإضافة إلى ذلك، ستكون هناك مخيّمات تدريبية لطلاب المدارس بهدف نشر التوعية، كما سيتم تنظيم مؤتمرات ودعوة خبراء في المجال. 
 
 
وأخيراً، قلبت نتائج الانتخابات الجامعية المقاييس، وفرضت جواً مستقلاً بعيداً من الأحزاب السياسية النمطية، محدثةً ثورةً ذات دلالات كبيرة. وعن دور الطلاب في الفترة الأخيرة، تقول طالبة الحقوق في السنة الرابعة في الجامعة اليسوعية ماريا قصاص لـ"النهار": "نحن محمّسون لهذه المبادرة، ونلمس رغبة الناس في توقيع هذا الإعلان، لأنّ الطلاب يروجون له. سنتخرّج هذه السنة، وثمة خياران أمامنا: الهجرة أو البقاء. ليس هدفنا البقاء غارقين باليأس، بل أريد البقاء مؤمنةً أنّه سيحدث شيء وسيتغيّر البلد".

أحدث انفجار 4 آب صحوةً عند اللبنانيين وعزّز مناخاً مشحوناً بالغضب، فبرأي قصاص، وجب استغلال هذه الفرصة وتوحيد الجهود للبدء بمكانٍ ما للتغيير. "الكل مقتنع أنّه هناك فساد ومن الضروري محاربته، ولكن المشكلة هي فقدان الآلية التطبيقية لذلك، فالشعب يفتقد إلى الثقافة اللازمة حول هذا الموضوع وسنسعى إلى نشر التوعية بقدر الإمكان".
 
القوانين موجودة والآلية متاحة فماذا ينتظر المسؤولون؟ وهل يجرؤ أحد منهم على الاعتراف بأخطاه؟
 
 
البنود الواردة في الإعلان
 

أعلن أن مكافحة الفساد هو واجب وطني وفردي. وفي هذا الصدد، لديّ دور رئيسي ألعبه وألتزم بالتالي بالآتي:

1- الاطلاع على قوانين مكافحة الفساد واحترامها.

2- نشر الأهمية التي أوليها لمكافحة الفساد في محيطي.

3- المساهمة في تعزيز ممارسات وسبل مكافحة الفساد في محيطي المهني.

4- الامتناع عن طلب أو تقديم أو تلقي الهدايا والتبرعات والإكراميات والخدمات وأي مزايا من أي نوع كانت من/الى الأشخاص الذي يتولون وظيفة و/أو خدمة عامة أو مسؤولية خاصة وذلك، بهدف التأثير على قرار ما.

5- تجنب حالات تضارب المصالح، والإعلان عنها عند تعذّر تجنبها.

6- إدراك أن كاشفي الفساد حسني النية، هم أشخاص يلعبون دور أساسي في مكافحة الفساد ويستحقون الاحترام والحماية.

7- ممارسة حقي في الحصول على المعلومات المتعلقة بمالية الدولة كما والمساءلة، لأن هذا واجب وطني ويسهم في مكافحة الفساد.

8- تأييد جميع الإجراءات التي تسمح للبنان باستعادة الأموال والأصول العامة المكتسبة بطريقة غير مشروعة أو المنهوبة، نظراً لما تشكله من أولوية وطنية.

9- دعم، بمناسبة أي انتخابات، المرشحين الذين يتمتعون بمناقبية عالية وأخلاق رفيعة والذين يحاربون الفساد بفعالية، والتصويت لصالحهم.

10- تأييد المبادرات الهادفة إلى إرساء قواعد وآليات مكافحة الفساد في بلدي من خلال توقيعي على هذا الإعلان.

 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم