الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

كانا يعملان في المرفأ حين خطفهما الانفجار... كيف تواجه عائلتا الضحيّتين مأساة الفقد والانهيار المعيشي؟

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
الضحيتان إبراهيم ومحمد.
الضحيتان إبراهيم ومحمد.
A+ A-
لا تزال عائلة الشهيد ابراهيم الأمين الذي دفع حياته في انفجار المرفأ تصارع الألم بعد فقدان فلذة كبدها ابن الـ19 سنة، فلم تكد العائلة تفرح لعثور ابنها على وظيفة كحمّال في المرفأ حتى خطفه الموت منها. اليوم وقبل أيام من الذكرى السنوية على رحيله عبّر شقيقه حسن لـ"النهار" كم أن وجعهم كبير، "فقد خطفت فرحة البيت برحيله".

رحل عكاز والديه

يعود حسن بذكرياته الى اليوم المشؤوم الذي أنهى فيه شقيقه عمله وعاد إلى البيت، طلب من والدته إعداد الطعام له، وقبل أن يأكل تلقى اتصالاً أُبلغ خلاله أن هناك عملاً لساعات إضافية، وأنه سيحصل على 5 آلاف ليرة عن كل ساعة، سارع من أجل رزقه، وإذ بالانفجار يدوّي لنفقده، أربعة أيام ونحن نبحث عنه إلى أن عثرنا على جثته مدفونة تحت الحطام". وأضاف: "كان ابراهيم معيل عائلته، إذ كان همه تأمين الدواء لوالديه، وألا يحتاجا إلى أي شيء، باختصار كان عكازهما على الأرض والآن خسراه".

حقه لن يذهب هدراً

قبل المرفأ كان ابراهيم كما قال حسن يعمل في مطبخ الجامعة الأميركية إلى أن سُرّح كما مئات الأشخاص غيره، انطلق في رحلة البحث عن وظيفة، فرح كثيراً عندما بدأ العمل براتب مليون و13 ألف ليرة، وبعد وفاته بقينا مدة أربعة أشهر حتى صرفت الشركة لنا راتب شهر واحد له، في وقت لم يحضر أو حتى لم يتصل أي مسؤول لتعزيتنا، لا بل لم يقبل الطبيب الشرعي التابع للدولة التوقيع على التقرير لنقدمه لوزارة المالية لضمه إلى عوائل الشهداء قبل الحصول على المال"، وعبّر حسن عن غضبه من "السياسيين عديمي الضمير، ودولة الفساد"، موضحاً: "لو لم نصرّ لما أقر مجلس النواب في 27 تشرين الثاني 2020 قانون مساواة شهداء تفجير المرفأ بشهداء الجيش اللبناني خلال جلسة مجلس النواب التي انعقدت في قصر الأونيسكو، حيث أصبحت عائلة الشهيد تقبض شهرياً مليون و290 ألف ليرة". وأكدّ أن "حق شقيقي وباقي الشهداء لن يذهب هدراً وسنستمر في متابعة التحقيق خطوة بخطوة حتى ينال كل المتورطين بثاني أكبر انفجار في العالم عقابهم".

اشتياق موجع

ولدا محمد السباعي الذي كان يعمل في شركة خاصة في المرفأ مشتاقان إلى والدهما، ابنه الصغير وعمره سنة وسبعة أشهر يحمل صورته ويناديه، لكن من دون أن يجيبه، أما ابنه البكر ذو الثماني سنوات فيعلم أن من كان دائماً إلى جانبه يلاعبه ويؤمن له كل ما يحتاجه ويغدق عليه بعطفه وحنانه رحل مجبراً، يتمنى أن يراه ولو لمرة واحدة ليحضنه ويعانقه. زوجته بتول تروي كيف أن الزمن توقف برحيله، فقد كان السند، جسر المنزل وقلبه النابض، برحيله انتهى كل شيء، بات الحمل كبيراً، فقد تيتم ولدان، أعمل كل ما في وسعي لإسعادهما، لكن مهما حاولت هناك شيء لا يمكن أن يعوض مهما فعلت".

تتذكر بتول كيف أرسل لها محمد فيديو للحريق الذي اندلع قبل الانفجار، وبعدها اتصلت به من دون أن يجيب، وقالت "بحثنا عنه لنعثر عليه في اليوم التالي جثة، كم أن الوجع كبير، كان شاباً مفعماً بالحياة، من دون ذنب قتل وهو في عز الشباب حيث كان يبلغ من العمر ثلاثين سنة". وعما إن كانت الشركة التي يعمل فيها محمد وقفت الى جانبها قالت: "هي لا زالت مستمرة بدفع راتبه البالغ مليون و250 ألف ليرة، كما أن الجيش اللبناني بدأ بدفع رواتب عوائل الشهداء بمفعول رجعي".

وإلى المسؤولين توجهت بالقول "الله لا يوفقهم، أصبحنا نخاف على أولادنا، إذ لم يعد هناك أمان في هذا البلد".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم