اشترِك في نشرتنا الإخبارية
حادثة "جيت سكي" على شاطئ البوار: ابن الخمس سنوات في العناية الفائقة وصرخة لتفادي تكرار مثل هذه الكارثة
29-06-2023 | 14:29
المصدر: النهار
ساعات من المرح قضاها شربل، ابن الخمس سنوات، مع والده في شاطئ البوار قبل أن تتحوّل إلى كارثة طرحته أسير العناية الفائقة بعد كسرٍ في الجمجمة ونزف في الرأس تمّت السيطرة عليه.
لحظة واحدة كانت كفيلة بأن تقلب حياتهما رأساً على عقب وأن تحوّل الضحكة إلى دمعة والفرح إلى حزن وصدمة.
كان شربل ووالده يسبحان إلى جانب أصدقاء العائلة في جوّ هادئ ومرح، لكن لحظات الهدوء تعكّرت في ثوانٍ في حادثة مريبة تسبّب بكارثة، بعد اصطدام "جيت سكي" بهما. هي ساعة طيش، أو تخلٍّ، أو جنون تحت تأثير الكحول... لا يمكن الجزم بما حصل مع الشاب الذي كان يقود "جيت سكي" وستكشف التحقيقات السبب وراء هذه الحادثة.
سيناريوهات عديدة يمكن أن تُطرح، والأهم استخلاص الدورس ممّا حصل لأن الصرخة اليوم تتمثل بمدى سلامة الأنشطة البحرية على الشواطئ اللبنانية لتفادي مثل هذه الكارثة.
يصارع شربل في العناية الفائقة تداعيات هذه الحادثة، وتؤكد عمّته رين لـ"النهار" أن "ما جرى صادم وموجع، يعاني شربل من كسر في الجمجمة، وقد نجح الأطبّاء في إيقاف النزف الداخلي في الرأس، كما تعرّض شربل نتيجة حادث الاصطدام للغرق حيث ابتلع كمّية من المياه. يعاني من تداعيات صحّية كثيرة نتيجة هذا الحادث الذي لم يكن "لا على البال ولا على الخاطر".
وتصارح عمّته قائلة "ما حصل لا يمكن لأي انسان طبيعي بكامل قواه العقلية أن يفعله، فهو كان يقود "جيت سكي" بكل سرعته من شاطئ ميناء البوار إلى البحر فيما الناس يسبحون في المياه، ما أدّى إلى اصطدامه بشربل ووالده، فيما نجا الناس بقربهما لأنه مرّ من أمامهم و"فرقت معهم على شعرة".
المفاجأة أن "جيت سكي" خرجت من الشاطئ إلى البحر، وكان شربل ووالده يبعدان حوالى 6 أمتار عن الشاطئ عندما اصطدم بهما الشاب الذي يقود "جيت سكي". تلقى شربل الضربة الأساسية قبل أن يتلقى الوالد الضربة الثانية التي أصابت الرأس والظهر.
صورة تعبيرية
وعن المعلومات التي تشير إلى أن الشاب كان في حالة سكر شديد، تشدّد العمة على أننا "لم نرَ الشاب (الذي يبلغ من العمر 26 عاماً) ولم نتحدّث معه ولا نعرف حقيقة حالته (هل فعلاً كان في حالة سكر أم لا) ولكن ما حصل يؤكد لنا أنه لا يمكن لإنسان واعٍ أن يقوم بما قام به. لقد تقدّمنا ببلاغ وأهل الشاب معنا ولم يتركونا منذ الحادثة. لا أعرف مصير الشاب وما يهمّني اليوم هو صحّة شربل وأن يعود إلينا بكامل صحّته".
طمأن الأطبّاء عائلة فضول إلى توقف النزف وأنه ليس بحاجة إلى جراحة في الرأس وسيخفف البنج تدريجاً حتى يستيقظ ثم تزال أجهزة التنفس عنه.
وتقول رين بأن "اليوم ما يهمّنا هو شربل، والحمد لله وضع والده جيد بعد تعرّضه لرضوض لكنه خرج من المستشفى وننتظر شربل أن يصحو ويعود إلينا بصحته الكاملة".
هذه الحادثة تُعيد إلى الواجهة من جديد أهمية التوعية على الأنشطة البحرية وكيفية ممارستها بطرق آمنة تفادياً لأيّ كارثة لا تحمد عقباها.
وفي هذا الصدد، يشرح رئيس وحدة الإنقاذ البحري في الدفاع المدني سمير يزبك لـ"النهار"، "أهمية ممارسة الأنشطة البحرية بطريقة آمنة ومن دون مخاطر من خلال اتباع التعليمات الأساسية والأهم الالتزام بالقواعد والضوابط تفادياً لتكرار حوادث مأساوية وآخرها ما جرى مع الطفل شربل ووالده في البوار".
ويشدد يزبك على "أهمية أن يكون هناك ممر مائي لمرور الدراجات المائية من الشاطئ إلى وسط البحر وأن يبتعد الشخص الذي يقود "جيت سكي" حوالى 200 متر عن الشاطئ لتفادي الازدحام والاستمتاع بقيادته في مكان بعيد عن الناس. والأهم يجب تفادي القيام بحركات بهلوانية على الأمواج وعدم الاقتراب من أماكن السباحة والقيادة بوعي وبوضع قفازات خاصة تفادياً لأي انزلاق أثناء القيادة".
كذلك "على الشخص الذي يقود "جيت سكي" أن يرتدي الجاكيت الوقائية، وأن يكون شريط المفتاح معلقاً بيده حتى إذا وقع عليه ينطفئ محرك الدراجة الهوائية بلحظتها".
وينصح يزبك بتجنّب المراهقين الصغار قيادة الدراجة المائية ويجب أن يتمتّع الشخص بالخبرة والكفاءة والقدرة على القيادة لأن أي خطأ قد يؤدّي إلى كارثة.
أما بالنسبة إلى الزوارق السياحية، فيكرّر يزبك القاعدة الأولى والأساسية: عدم اقترابها من الشاطئ لسلامتهم وسلامة الأشخاص الذين في البحر، كما يجب الابتعاد عن الشاطئ حوالى 200 متر. كذلك يجب التأكد من الأغراض الأساسية التي يجب أن تكون متوفرة على متن الزورق كمعدات الإطفاء والأكل والشرب وجهاز الاتصال ودلو لتفريغ المياه في حال تسرّبها إلى الزورق.
وإذا واجه ركاب الزروق أيّ مشكلة الرجاء الاتصال على رقم الدفاع المدني 125.
