الجمعة - 17 أيار 2024

إعلان

هل تنجح مساعي توحيد لائحة المعارضة في الدائرة الثالثة جنوباً؟

المصدر: النبطية- "النهار"
مدخل مدينة بنت جبيل ضمن دائرة الجنوب الثالثة ("النهار").
مدخل مدينة بنت جبيل ضمن دائرة الجنوب الثالثة ("النهار").
A+ A-
سمير صبّاغ 
 
مع قرب انتهاء مهلة تسجيل اللوائح، نشطت "هيئة تنسيق انتفاضة النبطيّة ومنطقتها"، المؤلّفة من حزبَي "الشيوعيّ" و"الطليعة" و"منظمة العمل اليساريّ" الى "مجموعات تشرينيّة مستقلّة"، باتّجاه تذليل "العقبات" الحائلة دون انضواء "التغييريين" بلائحة واحدة، سيّما مع اتّجاه "وجوه مستقلة" أبرزهم الناشطة نعمت بدرالدين مع مرشّحين آخرين باتّجاه تشكيل لائحة معارضة ثانية في حال "تعثّر" ضمّهم للائحة موحّدة للمعارضة. فأيّ مشهد انتخابيّ معارض ترسمه الساعات الأخيرة؟
 
من هنا شهدت دائرة الجنوب الثالثة التي تضمّ أقضية النبطيّة وحاصبيا - مرجعيون وبنت جبيل "حركة مكوكيّة" للمرشّحين المستقلّين المحامي حسن بزّي ووسيم غندور للحؤول "دون إيجاد مقوّمات تشكيل لائحة معارضة ثانية"، بحسب ما نقلته مصادر متابعة لـ"النهار". وأكّدت المصادر بأنّ بزّي وغندور ينطلقان بحركتهما من"رفضهما المطلق لتشكيل أيّ لائحة معارضة ثانية في دائرة الجنوب الثالثة لأنّ أحداً لا يستطيع تحمّل اتّهامه بسعيه لتشتيت الأصوات المعترضة خدمة للائحة السلطة، وإن كان تشكيل لائحة واحدة مستحيلاً، فالانسحاب أفضل". 
 
ومن جهتها أكّدت مصادر في الهيئة لـ"النهار" أنّها "اتّبعت آليّة انتخابيّة عبر مكاتب الهيئة، التي تضمّ ممثّلين عن الأحزاب والمجموعات المستقلّة المنضوية. وعليه تمّ التصويت في كلّ قضاء لتحديد أيّ من المرشّحين يمكن اعتماده على اللائحة المدعومة من الهيئة". 
 
وجزمت المصادر أنّها "ليست حزباً واحداً وتحديداً ليست بصدد تشكيل لائحة محض "شيوعيّة" أو "يساريّة" بل هي في تحالف مبنيّ على خطّ سياسيّ معارض لكلّ أركان السلطة، وواضح بأهدافه النضاليّة والانتخابات النيابية، محطّة من هذه المحطّات النضاليّة المستمرّة". 
 
وردّ الدكتور جمال بدران بصفته عضواً في الهيئة، وعضواً في اللجنة المركزية لـ"الشيوعيّ" على اتّهامهم بالحصول على التمويل "المشبوه" بالتأكيد:"نحن نرفض التمويل من أيّ منصّة أو غيرها، بل نعتمد على مصادرنا الذاتيّة كأشخاص. ونحن في تحرّكنا على الدوام  إبّان 17 تشرين رفضنا كلّ العروض التمويليّة ولم نقبل بأيّ قرش "مشبوه"، ومخابرات الجيش تعرف ما عُرض علينا وماذا رفضنا. وهنا نطالب الآخرين بأن يخبرونا لماذا الإعلام التلفزيونيّ مفتوح لهم وليس لنا؟ نحن نتحدّى إثبات حصولنا كحزب على أموال مشبوهة؟ وحتّى عند تشكيل اللائحة وإعلانها، سنفتح باب التبرّعات عبر لجنة حزبيّة تقبل الأموال من الرفاق والأصدقاء فقط ، فيما اللائحة فسيكون لها حسابها المصرفيّ ومحاميها ومدقّقها الماليّ، واشترطنا كشيوعيين على جميع حلفائنا عدم قبولنا أيّ تمويل غير معروف المصدر. لذا لا نستغرب الحملة علينا في هذا الصدد، من أطراف السلطة ومن "معارضة - السلطة".
 
أمّا لجهة البيان الانتخابيّ وما رافقه من ضجّة إعلاميّة حول تضمينه مطالب "كتائبيّة" ضدّ "المقاومة"، ضحك بدران قائلاً:"من المعيب بل من المخزي أن تتّهم هيئة تضمّ  "الشيوعي" و"الطليعة" و"منظمة العمل" بأنّهم ضدّ المقاومة، فهم من أسّسوا المقاومة الوطنية بالمفهوم الوطني الساعي للتحرير أوّلاً والتغيير ثانياً. اليوم  نحن في معركة التحرّر وبناء دولة المواطن ولسنا في تحالف لا فوق الطاولة ولا تحتها مع أيّ طرف كان شريكاً ولو بنسبة محدودة بالانهيار الحاصل على مستوى الوطن. نحن مواقفنا واضحة من الفاخوري الى ترسيم الحدود ولا نجامل أحداً في موقفنا. فكيف لنا أن نكون جزءاً من أيّ مشروع غير واضح الأهداف والانتماء". 
 
وكذلك تقاطعت مصادر "الطليعة" و"منظمة العمل" مع موقف بدران برفضها أيّ "تمويل مشبوه عبر أيّ منصّة أو جهة غير ذاتية، كما ترفض أيّ تحالف علنّي أو ضمنيّ لا يتقاطع مع الوثيقة السياسية للهيئة الرافضة لكلّ السلطة بكلّ أركانها والمتعاقبين عليها". 
 
وعلمت "النهار" أنّ البيان الانتخابيّ الذي لا يزال يناقش بين الحلفاء مرتكز في شقّه السياسي على "واجب الدولة في الدفاع عن أرض الوطن وفق السياسية الدفاعية الاستراتجية والوطنية، ممّا يتطلّب تعزيز قدرات وإمكانات الجيش اللبناني. كما يكرّس حقّ الشعب اللبنانيّ كاملاً بالدفاع عن أراضي الوطن ومقاومة أيّ محتلّ للتراب الوطني بكلّ الوسائل، بما لا يتعارض مع وحدة البلاد وسيادة الشرعية على كامل الأراضي اللبنانية".  
 
وعلمت "النهار" أنّ اللمسات الأخيرة بدأت توضع على "لائحة الهيئة" التي ستسجّل في غضون 24 ساعة وستكون مكتملة من 11 مرشحاً، وستضمّ كلّاً من الدكتور علي وهبي والدكتور وفيق ريحان ووسيم غندور في قضاء النبطيّة. وستضمّ المحامي حسن بزّي والدكتور علي مراد والنقابيّ خليل ذيب في قضاء بنت جبيل. وستضمّ الطبيب الياس جراده (أرثوذكسيّ) والناشط فراس حمدان (درزي) ومحمد قعدان (سني) وابراهيم العبدالله (شيعي). أمّا المقعد الشيعيّ الأخير فلا يزال مصيره مربوطاً بمصير المفاوضات مع لائحة "مواطنين ومواطنات" التي رشّحت 5 أشخاص هم رباب يحيى وجميل فارس ونزار رمّال وحيّان عبدالله وريّان شرارة تحت عنوان "قادرين نخلّي الأزمة فرصة"، دون أيّ تنسيق مسبق مع أيّ جهة من المعترضين جنوباً. 
 
وفي المقابل، اعتبرت الناشطة نعمت بدرالدين أنّها لم تسعَ لتكون ضمن مرشّحي"الهيئة"، لكنّها "التقت مع ممثّلي الهيئة بهدف توحيد الجهود للوصول الى لائحة واحدة ضمن معايير أهمّها البيان السياسيّ وآليّة اختيار المرشّحين دون أيّ استئثار من الأحزاب المنضوية في الهيئة. أنا أساساً مرشّحة حركة "وعي" ومجموعات أخرى من الحراك الشعبيّ". 
 
وشدّدت على أنّ "هذه المعايير لم تتوفّر، فآليّة الاختيار للمرشّحين يطغى عليه الطابع الحزبي والاستئثاريّ سيّما من الحزب "الشيوعي"، فضلاً عن اعتراضيّ على البيان السياسي كونه يتعارض مع حقّ المقاومة، ناهيك عن حديث مجموعتي "نبض و نجم" (اليسار الديمقراطي سابقاً)، علناً أنّهم متحالفون مع  "الكتائب اللبنانية" وينسّقون مع منصّة "كلّنا إرادة"، وغيرهم من قوى السلطة الأخرى بهدف الحصول على أصواتهم في وجه لائحة "أمل - حزب الله". فأيّ تغيير يعكسه هؤلاء؟ وهل حقّاً هذا يعكس روحيّة 17 تشرين الرافضة لكلّ من تعاقب على السلطة".
 
وكشفت لـ"النهار" أنّها على تشاور مستمرّ مع حلفائها في المجموعات "التشرينيّة" و"المرشّحين الأصدقاء" للخروج بموقف موحّد تشكيل لائحة تغييرية حقيقيّة على نقيض "لائحة الهيئة"، أو إعلان المقاطعة تاركين المسرح الانتخابيّ للأحزاب التقليديّة التي لم يعكس سلوكها في هذه الانتخابات أيّ تغيير، فبدل أن يكونوا مسهّلين للتغيير وداعمين للمستقلّين، كانوا مستأثرين ورافضين للحوار الصريح". 
 
وأكّدت أنّهم كـ"منتفضين" لا يريدون لهذه الانتخابات أن تكون "استفتاءاً على شعبيّة الأحزاب المنضوية في الهيئة، بل استفتاءاً على شعبية الخيار التغييري الذي مثّلته ثورة 17 تشرين". 
 
صحيح أنّ الانقسامات واضحة على صعيد المعارضة "التغييرية" جنوباً، لكن إذا قاطع المعترضون أو خاضوا المعركة بلائحتين، فهل يكون هدفهم "الرقم الوازن" في وجه "لائحة السلطة" أم في وجه بعضهم بعضاً!؟ 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم