الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

قصة حزينة جديدة سببها انفجار المرفأ... مينارفا رحلت بعد صراع مع الألم

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
الشهيدة بانفجار المرفأ مينارفا .
الشهيدة بانفجار المرفأ مينارفا .
A+ A-
ضحية جديدة دفعت حياتها ثمن انفجار بيروت، لم يُلقِ الإعلام الضوء على قصتها، ربما لأنها لفظت آخر أنفاسها بعد أيام من العذاب على سرير المستشفى قبل أن يطلب الطبيب نقلها إلى المنزل لتواجه مصيرها... هي مينارفا فخير شرتوني، الوالدة لشاب وفتاة خسرا أغلى من لديهما في الحياة بسبب خطأ لم يدفع ثمنه إلى الآن أي من مسؤولي لبنان.

لحظات الفاجعة

قبل أن يدوي الانفجار كانت مينارفا (69 سنة) في منزلها المواجه للمرفأ، أرسلت مقاطع صوتية لابنتها وشقيقاتها أطلعتهن على الحريق، كما اتصلت بابنها جوزف فطلب منها الدخول عن الشرفة والاختباء في مدخل المنزل لتقع بعدها الكارثة. وبحسب ما قالته ابنتها ساندرا لـ"النهار": "حينها كانت وحدها في المنزل، طارت امتاراً بسبب عصف الانفجار، قبل أن تقع أرضاً، غابت عن وعيها نحو 40 دقيقة، في ذلك الوقت كنت قد سارعت من الجبل إلى بيروت، وما إن وصلت إلى منطقة الصياد حتى اتصلت بي وأطلعتني أنها جريحة، قائلة: ماما لحّقيني بجّ البيت فيني"، وأضافت: "سبقني شقيقي بالوصول إلى المنزل ليجدها غارقه بدمها، نقلها إلى مستشفى سيدة المعونات ـ جبيل، إذ أصيبت بكسور في أنحاء مختلفة من جسدها، إضافة إلى جرح في رأسها، كما أن نقطة دم تجمدت داخله حالت دون خضوعها لعملية جراحية لأيام". 
 
 
 
رحيل مؤسف

عانت مينارفا على سرير المستشفى. وبحسب ما قاله ابنها جوزف: "قبل الانفجار بلحظات كنت على اتصال معها، في طريقي من مستشفى الروم إليها، عبّرت لي عن خوفها من كارثة ستحصل بسبب الحريق، طلبت مني الاختباء وعدم المخاطرة بنفسي، فتحت نافذة السيارة وهذا ما أنقذني وعائلتي"، وأضاف: "عندما وصلت إليها كانت في وضع حرج، لا كلمات يمكنها التعبير عن حالها، دمها يسيل أرضاً، أوجاعها لا تحتمل، عدا عن حال المنزل حيث عمّ الدمار الشامل كل زاوية فيه". وأشار إلى أنه "كنا نأمل أن يشفيها الله وتعود إلى حياتها سالمة معافاة، إلا أنه للاسف كتب الانفجار علينا أن نخسر مَن وقفت إلى جانبنا طوال سنوات عمرها، ربّتنا بدموع العين، وحين آن الأوان لكي نبادلها الاهتمام خسرناها بغمضة عين، وذلك بعد 12 آب الماضي".

رحلت مينارفا تاركة ولديها في حالة من الألم والحسرة على فقدان أمّ كانت بالنسبة لهما فرحة الحياة وأملها. ولفتت ساندرا إلى أنّ "ما أحزنني إضافة إلى فقدان أغلى إنسان على قلبي، أنه لم يُذكر حتى الآن اسمها بأنها واحدة من ضحايا انفجار المرفأ لدى المعنيين".
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم