اشترِك في نشرتنا الإخبارية
يأكل بقايا "المنقوشة" وينام على الرصيف... مأساة هيثم بلان تُحاكي ألم الوطن (صور)
22-02-2022 | 13:47
المصدر: "النهار"
للوهلة الأولى، يبدو الرجل العجوز في ضواحي العاصمة بيروت، وتحديداً في محلّة الورديّة، ميّتاً وممدّداً على الأرض. لِمَ لا؟ فقد اتّخذ من الشارع ملجأً له بعدما ساءت الأحوال.
في الواقع، هناك روايات كثيرة عن أناس دمّرتهم الأزمة الاقتصادية تماماً، لكن هذا العجوز المشرّد يبدو عليه التعب قبل أن تتكلّم معه؛ فمعالم التعب والحزن ظاهرة بوضوح على وجهه الأشدّ سواداً من ذلك الفحم، الذي يستعمله لإشعال النار للتدفئة، ولتسخين "منقوشة الزعتر"، أو لشواء البطاطا، التي يأكلها بشراهة عوضاً من البقاء جائعاً.
هيثم بلّان واحد من كُثر أو من أغلبيّة، تُعاني ما يُعانيه جرّاء الأزمة الراهنة، التي لا يبدو أن لها أيّ انفراج قريب، وسط إهمال الدولة، وعجز المؤسّسات الخيريّة والجمعيّات المختصّة عن إعالة كلّ المشرّدين، ممّا يحوّل بيروت إلى بؤرة استقطاب لهم، بخاصّة بعد انفجار مرفأ بيروت.
حكايات وويلات كثيرة تجتاج المجتمع اللبناني اليوم، بعد كانت الأغلبيّة بالأمس تعيش حياة مقبولة نوعاً ما، وباتت اليوم تبحث عن فتات الخبز أو المناقيش للبقاء على قيد الحياة والاستمرار في مشوارها الطويل.
النزول إلى ضواحي بيروت، والتجوال في أزقّتها كفيل بكشف معاناة الأكثرية اليوم، حيث الفقر والنفايات والأمراض في كلّ مكان، وكلّ ما يرتبط بالإنسانية مفقود تحت شعار "الحال من بعضو".
(الصور بعدسة الزميل نبيل إسماعيل)
