الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لهذه الأسباب عادت جرائم الثأر إلى الواجهة في لبنان

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
 جريمة الثأر الاخيرة التي نفذها شاب من آل زعيتر بشاب من آل حجولا.
جريمة الثأر الاخيرة التي نفذها شاب من آل زعيتر بشاب من آل حجولا.
A+ A-
جريمة ثأرية في وضح النهار راح ضحيتها علي حجولا قبل أيام، بعدما أقدم أحد شبان عشيرة آل زعيتر على قتله في الليلكي، ثأراً لمقتل شقيقه. من دون أن يرف لابن زعيتر جفن أطلق النار على "غريمه"، برصاصتين في الرأس نزع الروح من جسده، ليفر من المكان ويتباهى بعدها بفعلته على مواقع التواصل الاجتماعي.
 
المشهد نفسه شهدته الضاحية الجنوبية في شهر شباط، هذه المرة الضحية شرطي بلدية. طبّقت على علي إبراهيم شريعة الغاب من قبل شاب من عشيرة آل زعيتر على خلفية إشكال وقع في شهر آذار من السنة الماضية في برج البراجنة، حينها تجمهر عدد كبير من الناس وحصل إطلاق نار ذهب ضحيته حسين زعيتر، وإن كانت التحقيقات أظهرت أنّ لا علاقة لعلاء به، إلا أن أهل الضحية لم يقتنعوا بذلك، وبعد الثأر نشر مقطع فيديو يظهر فرحتهم بقتل الشاب.
 
لهذا السبب ارتفعت جرائم الثأر
 
مسلسل الجرائم الثأرية لا يتوقف عن بث حلقاته، وإن كان في الفترة الأخيرة كثف منها، ما يطرح السؤال عن الأسباب التي تقف خلف ذلك، وكيف يمكن السيطرة عليها؟ عن ذلك شرح رئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقيس لـ"النهار" قائلاً: "إذا لم تدخل القوى الأمنية والقضاء عند ارتكاب أي جريمة ويضعان الحد الأدني من العدالة كي لا أقول الأقصى، سيشعر المواطن أن شقيقه أو أياً من أهله رحل مظلوماً في حين أن القاتل يسرح ويمرح أمامه"، مؤكداً أن "عمليات الثأر تمّ تخطيها في منطقة بعلبك الهرمل، ولكن تقصير قوى الأمن وعدم قيام القضاء بدوره كما يجب هو ما يجعلنا نشهد ردات الفعل من قبل أهالي المفقودين، ومن هنا الجرائم ارتفعت".
 
محاولات معالجة... هذا ما أحبطها
 
وعن وجود العقلية الثأرية في مناطق محددة فقط، علّق العميد اللقيس: "عادات الثأر المتأصلة عند العشائر قديمة جداً، ولكن كانت في طور المعالجة، وقد وضع ميثاق شرف أكثر من مرّة من قبل العشائر وحصل تدخل من رجال دين كبار على أيام الإمام المغيب موسى الصدر لمعالجة هذه القضايا، وقد نجح الأمر في حالات معينة عندما قامت الدولة بواجبها بمعاقبة المجرم، إذ عندها يعتبر أصحاب الدم أنهم أخذوا حقهم، لكن إن حصل تقصير يلجأون إلى ردات الفعل وأخذ الثأر بأيديهم".
 
الثأر لا يقف عند "ثوب"
 
وأسف العميد اللقيس أنه على الرغم من التطور الاجتماعي والنقلة النوعية في الفترة السابقة "إلا أننا أصبحنا نفقد ذلك الآن، حيث نرى متعلمين من دكاترة ومحامين على سبيل المثال يخلعون ثوبهم الرسمي ويأخذون بالثأر". وعن عدم اقتصار الأخذ بالثأر على القاتل بل امتداده إلى كل أفراد العائلة أجاب: "في السابق كان الأخذ بالثأر عائلياً وعشائرياً، أي قتل أي من أقرباء القاتل، إلا أن ذلك تراجع في الفترة الأخيرة وأصبح الأمر محصوراً في نطاق ضيق".
 
عقلية متعلقة بأمرين
 
من ناحية ثانية، كيف يشرح علم النفس اللجوء الى الجرائم الثأرية؟ عن ذلك أجابت اختصاصية علم النفس ريما بجاني بالقول: "يجب أن نقسّم الموضوع إلى قسمين، القسم الأول يتعلق بالتربية، فهو موضوع ممنهج، فكما تتم تربية الأولاد على عدم السرقة والقتل، تتم تربيتهم على أن الثأر أمر طبيعي، والقسم الثاني يتعلق بالثقافة، فالثأر ليس موجوداً في كل الثقافات، وهو يعتبر عند من يعتقد به بأنه شرف". وعن ارتفاع الجرائم الثأرية اعتبرت بجاني "ربما ذلك يعود إلى الضغط النفسي الذي يمر به اللبنانيون، أو عندما يشعر الإنسان أنه مضطهد ومستخف بقدرته، أو أنه لم يأخذ حقه. وبما أن الوضع في لبنان اليوم (كل مين إيدو إلو) تتم العودة إلى هذه الثقافة، أي أن كل إنسان يأخذ حقه بيده لعدم الثقة بالدولة".
وعن إمكانية السيطرة على هذه العقلية قالت: "هنا يجب العودة إلى التربية، إلا إذا قرر الشخص رفضه لهذه العادات، مع العلم أنه يصعب على الإنسان الخروج من بيئته، التي قد تضطهده إذا لم يأخذ بثأره واعتبار الأمر عاراً، فيجبر على ذلك". لافتة إلى أن "التربية والثقافة أقوى من العلم في هذه الحالات. لذلك نجد متعلمين يقدمون على الأخذ بالثأر".
...
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم