السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

بالأرقام والتفاصيل - حرائق عكار 2021: أسباب وتحدّيات ومقترحات

المصدر: "النهار"
مشهد من حريق سابق في عكار (جمعية درب عكار لمكافحة حرائق الغابات).
مشهد من حريق سابق في عكار (جمعية درب عكار لمكافحة حرائق الغابات).
A+ A-
واجهت عكّار خلال عام 2021 أقسى وأطول موسم حرائق في تاريخها الحديث، بدأت منذ مطلع أيّار وما زالت مستمرّة حتى اليوم، ضمن فترة قياسية تعدّت سبعة أشهر، وخلّفت الحرائق خسائر فادحة في الغابات والأرواح والممتلكات والثروة الحيوانية، بمجموع أضرار تخطّى ألفين و600 هكتار، وهو ما أفقد عكار 15 بالمئة من غاباتها، وفق تقرير عامّ أعدّته "جمعية درب عكار لمكافحة حرائق الغابات".
وذكر التقرير أنّ "الغابات العكارية تتألف من حزام أخضر مُتّصل يضمّ أكثر من 18 ألف هكتار من الغابات، وتتداخل فيها أراضٍ زراعية وأنشطة بشرية عدّة"، مشيراً إلى أنّه "بسبب الطبيعة الجغرافية ووعورة التضاريس قد يتحوّل أيّ حريق إلى كارثة في حال التأخر في معالجته".

يُذكر أنّ في عكار ثلاثة أقاليم للدفاع المدنيّ تضمّ نحو 22 مركزاً، وأوضح التقرير أنّ "الاستعانة بالطوافات العسكرية التابعة للجيش اللبنانيّ، على الرغم من أهمية تدخّلها، لم تكن بالفاعلية المطلوبة نظراً لعدم اختصاص الطوافات المشاركة في عمليات إخماد الحرائق واعتمادها على نظام تقليديّ في حمل المياه ورميها على النيران، وفاعليتها الوحيدة كانت في الوصول إلى الأماكن التي يتعذّر على فرق الإطفاء بلوغها كما في حريق وادي جهنم أو حريق وادي عودين وأكروم والقبيات، إضافة إلى ارتفاع تكاليف مشاركتها وتأخرها في بعض الأحيان نظراً للإجراءات المتّبعة في بروتوكول استدعائها".
 
أسباب الحرائق في عكار
رأى تقرير "درب عكار" أنّ "الحرائق قطعاً ليست حرائق طبيعية، بل بفعل فاعل"، مصنّفاً إياها كالتالي:

- حرائق متعمّدة سلبية: وهي الحرائق المتعمّدة لمساحات وأراضٍ ضمن ما يندرج تحت بند الأنشطة الزراعية التقليدية (حرق مخلفات التشحيل، مشاحر...) أو حرق نفايات، ينتج عنها تفاقم الحرائق وانتقالها إلى داخل الأحراج والغابات، ويُعدّ الإهمال وفقدان السيطرة أحد أسباب تفاقمها، وما ذكر أعلاه تشكّل الغالبية العظمى من أسباب الحرائق الحاصلة في عكار.

- حرائق متعمّدة إيجابية: أي الحرق المتعمّد لمساحات واسعة من الأراضي وتحدث داخل الأحراج مباشرة، وتعتمد على وسائل عدّة منها حرق مواد ملتهبة داخل الأحراج أو استعمال الرصاص الحارق (كما حدث في حريق وادي جهنم بتاريخ 15/9/2021)، ويهدف مفتعلو هذه الحرائق إلى التخريب المتعمّد أو تغيير وجهة استعمال الأراضي للبناء مثلاً أو الزراعة، أو حتى لإثارة الفتنة بين البلدات المجاورة لمواقع الحرائق.


أبرز التحدّيات
- النقص الكبير في التجهيزات المخصّصة لحرائق الغابات لدى فرق الدفاع المدني في عكّار، وخاصة الآليات الصغيرة الرباعية الدفع القادرة على الولوج الى عمق الغابات.

- غياب أيّ خطّة محلية للاستجابة لأخطار الحرائق لدى البلديات والسلطات المحلية.

- النقص في البنية التحتية لمكافحة حرائق الغابات: شبكات المياه والبرك، منافذ الإطفاء، أبراج المراقبة، الطرقات والممرّات داخل الغابات.

- حاجة فريق "درب عكار" لمكافحة حرائق الغابات إلى مصدر تمويل دائم وتحديث مستمرّ في العدة والعتاد والعديد.

- النقص في التدريب، إذ ينبغي أن تلحظ برامج التدريب جميع الفرق المعنيّة بموضوع مكافحة حرائق الغابات والإنقاذ.

- غياب الوعي البيئي لدى المواطنين، وعدم توافر بدائل في بعض الأحيان لاستثمار الغابات ممّا يؤدّي في كثير من الأحيان إلى حرقها.

- عجز القوانين الحالية وعدم تطويرها وتبنّيها سياسة حماية صارمة أسهمت إلى حدّ بعيد في زيادة الأخطار المحدقة بالغابات بعيداً عن سياسة الإدارة المستدامة للغابات.


حرائق 2021 بالأرقام والتفاصيل
- مُجمل المساحة المتضررة: 2670 هكتاراً

- نسبة الحرائق من المساحات الحرجية في عكار: 15 في المئة

- متوسط الارتفاع عن سطح البحر لمجمل الحرائق: 650 متراً

- خسائر بشرية: شخص واحد

- خسائر في المساحات الزراعية: مئات الهكتارات من الأشجار المثمرة وخاصّة الزيتون

- أبرز الأشجار المتضرّرة: الصنوبر، السنديان، الشوح، اللزاب والبطم

- متوسط درجات الحرارة للأيام التي حدثت فيها حرائق: 27 درجة

- متوسط سرعة الرياح: 29 كلم/س

- متوسط نسبة الرطوبة: 66 بالمئة

- الفرق المشاركة في عمليات إخماد الحرائق: الدفاع المدني، الجيش اللبناني، "فريق درب عكار لمكافحة حرائق الغابات"، البلديات واتحاداتها، وزارة الزراعة عبر مراكز الأحراج، فريق المستجيب الأول في اتحاد بلديات جرد القيطع، متطوّعون من الأهالي والجمعيات المحلية.

- عدد المهمّات التي شارك فيها فريق درب عكار لمكافحة حرائق الغابات بلغ حتى الآن 36 مهمة توزعت على أكثر من 27 بلدة وقرية في مختلف أنحاء عكار.

- معظم الحرائق التي حدثت في عكار طالت مواقع ذات أهمّية طبيعية وإيكولوجية، يضمّ بعضها أنواعاً مُكتشفة حديثاً ولأول مرّة لأنواع نادرة ومهدّدة من النباتات.

- معظم الحرائق حدثت في أراضٍ زراعية وانتقلت إلى داخل الأحراج.

- الخسائر المباشرة وغير المباشرة تُقدّر بعشرات ملايين الدولارات.

- البلدات الأبلغ تأثراً بالحرائق من حيث فداحة الأضرار والخسائر هي عندقت، أكروم، القبيات، مشمش عكار، بزال. والبلدات الخمس المذكورة أعلاه تشكل وحدها أكثر من 75 بالمئة من مساحة الأضرار الحاصلة في عكار.

- الفترة المقدّرة للتعافي هي من 40 الى 80 سنة.


طريقة عمل فريق "درب عكار"
- منذ بداية السنة الحالية وضع فريق "درب عكار" مسوّدة خطة لمكافحة الحرائق، وأسّس مجموعة للرصد والإنذار المبكر لحرائق الغابات في محافظة عكار عبر تطبيق "واتسآب"، وأسهم بتعميم النشرات الإرشادية لخطر الحرائق الصادرة عن المجلس الوطني للبحوث العلمية، والنشرات الصادرة عن مختبر الحرائق التابع لجامعة البلمند، وأقامت محاضرات ونشرات توعية، كل ذلك أسهم برفع مستوى الوعي وزيادة دقة وكفاءة التبليغات عبر هذه المجموعة، وحقق سرعة تدخل عالية في الحرائق للحد من انتشارها.

- بعد رصد هذه الحرائق وتقييم خطرها، يتحرّك فريق "درب عكار" بالتنسيق مع الدفاع المدني إلى موقع الحريق ويعمل على معالجته.

- يتم التنسيق مع الجهات المعنية لطلب أيّ مساعدة في عملية إخماد الحريق.

- يضع الفريق تقريراً بالأضرار مع الظروف التي أدّت إلى اندلاع الحريق ويأخذ في الاعتبار كلّ نقاط الضعف والثغرات لتفاديها مستقبلاً.


أسس تفعيل خطّة الاستجابة
- الوقاية والتوعية بمخاطر الحرائق

- الإنذار المبكر والتبليغ الفوري عن الحرائق

- التدخل السريع لمكافحة الحرائق

- المساندة والدعم والإخلاء وإخماد الحريق الاساسي وأيّ حرائق فرعية

- تقييم الوضع النهائي وإحصاء الخسائر والأضرار

- التعافي الجيّد ووضع خطط على المدى القصير والمتوسط والطويل.

يضمّ الفريق حالياً نحو 10 متطوعين، ويملك آليتين رباعيتي الدفع قام بتجيهزهما محلياً عبر تبرّعات ومساهمات الأصدقاء في لبنان والعالم، وتعود ملكية هذه الآليات لجمعية "درب عكار" وهي تتولّى كلّ ما يتعلق بها من صيانة أو تحديث أو تطوير أو تشغيل.

تحتوي كلّ آلية على تجهيزات مختلفة ومعدّات يدوية للتعامل مع الأحراج والغابات الكثيفة، واستُعملت أعلى المعدات المتوافرة في السوق المحلية من حيث الجودة وكفاءة الأداء.

وقد بلغت كلفة المشروع حتى تاريخه ما يوزاي 50 ألف دولار أميركي فقط، ضمنها تكاليف التشغيل والصيانة وبدل التالف من المعدات لموسم حرائق كامل، ويُذكر أنّ تكاليف التشغيل صارت مرتفعة جداً للارتفاع الكبير جداً في تكلفة المحروقات.
 
المقترحات
أولاً- على المدى الطويل
- تحديث القوانين وتطويرها: إلغاء القانون رقم 85 تاريخ 7/9/1991 والاستعاضة عنه بقوانين جديدة تسمح للإنسان بالتدخل ضمن الغابات بشكل مستدام وضمن ضوابط رقابية محددة، وتطبيق قانون الغابات خاصة لمعرفة مضرمي النار ومنعهم ومحاسبتهم، وتطبيق الاستراتيجيات ذات الصلة.

- تعزيز الوعي لدى المواطنين عبر حملات توعية هادفة تركز خاصة على الجيل الصاعد ضمن المدارس والجامعات.


ثانياً- على المدى المتوسّط:
- تحضير وتدريب فرق تدخل واستجابة سريعة عبر العمل مع اتحادات البلديات وبلدياتها والجهات المانحة وتجهيز هذه الفرق بآليات صغيرة وخفيفة تُساند الدفاع المدني.

- تعزيز دور وزارة الزراعة عبر مراكز الأحراج التي من صلب مهامها تطبيق قانون الغابات والرقابة على الأحراج.

- دعم الدفاع المدني بالتجهيزات المناسبة لمكافحة حرائق الغابات.

- إنشاء مركز تدريب متقدم لمكافحة حرائق الغابات.

- إنشاء غرفة عمليات مشتركة على مستوى اتحاد بلديات تضمّ فرق الإطفاء المحلية والمتطوعين والجمعيات البيئية والأجهزة الأمنية.

- تعزيز قدرة طوافات الجيش اللبناني عبر تجهيزها بأنظمة حديثة لرشّ المياه.

- الاستطلاع الجوي عبر القدرات المتوفرة عند الجيش اللبناني أو المركز الوطني للبحوث العلمية أو حتى التنسيق مع قيادة الجيش للسماح بدخول واستعمال طائرات الاستطلاع المسيرة الكبيرة الحجم مثل الـDJI Matrice المزودة بكاميرات حرارية، ووضع نتائج المراقبة عبر غرفة العمليات مباشرة بتصرف فرق الاطفاء المنتشرة عملانياً.


ثالثاً- على المدى القصير
- السماح بالتشحيل وخاصة في الأحراج المتداخلة مع الطرقات أو الاراضي الزراعية: وفق ضوابط ورقابة وزارتي الزراعة والبيئة.

- فرض رقابة صارمة على الأحراج خلال موسم الحرائق عبر دوريات مراكز الأحراج أو الدوريات الأمنية ومعاقبة مضرمي النار المخالفين لقانون الغابات.

- تحسين نظام الاستجابة للحرائق عبر وضع خطط مناسبة لذلك، والطلب من البلديات وضع لوائح بأرقام الصهاريج ومصادر المياه في البلدة للاستفادة منها عند أيّ طارئ.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم