الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

في بعلبك... الأحذية البالية وقوداً للمدفأة والمازوت الإيراني للميسورين

المصدر: بعلبك - وسام اسماعيل
ينقلون الحطب على دراجة نارية في بعلبك (تصوير وسام اسماعيل)
ينقلون الحطب على دراجة نارية في بعلبك (تصوير وسام اسماعيل)
A+ A-
يواجه المواطن البعلبكي أزمة تدفئة غير مسبوقة في تاريخ المنطقة، وسط ظروف اقتصادية قاهرة وانهيار في العملة الوطنية، وارتفاع حادّ في أسعار المادتين الأساسيّتين للتدفئة (المازوت والحطب).
 
لقد باتت التدفئة الهمّ الأول للمواطن البقاعي إلى جانب تأمين سعر ربطة الخبز في أيّامنا هذه. ومع تدنّي درجات الحرارة اشتدّ خناق الأزمة عليه، وما كان مقبولاً ومؤجّلاً بالأمس لم يعد كذلك اليوم، إذ لا يُمكن قضاء ساعة واحدة من دون تدفئة.
 
 
لا صرخة اليوم يُمكن أن تعبّر عن مدى المعاناة التي يواجهها المواطن في بعلبك، حيث سرقة الأشجار وتقطيعها بات مشهداً غير مسبوق، وأمراً واقعاً؛ وهو ما حصل مع ابن بلدة نحلة محمد قيس بعدما استفاق صباحاً ليجد بستان اللوز الذي يملكه في محلّة "الشعب"، ويزيد عمره عن 25 عاماً، مقطّعاً ومسروقاً تحت أسنان المناشير لأجل التدفئة. وهذا حال عددٍ كبير من المزارعين، الذين عملوا على تقطيع جزء من بساتينهم بأنفسهم بعدما وصل سعر طنّ الحطب، والذي يكفي لشهر واحد فقط، أربعة ملايين ليرة؛ وهو أعلى رقم سجّله في تاريخه، فيما سعر برميل المازوت وصل إلى 140$ على سعر سوق الصّرف السوداء، أي ما يعادل 3600000 ليرة لبنانية من دون احتساب تكلفة النقل، في وقت لا يتعدّى دخل العائلة المليون ونصف المليون ليرة شهرياً.
 
فكيف لراتب شهر لهؤلاء أن يساهم في تأمين إحدى المادّتين الأساسيّتين، وهو لا يكفي لعشرة أيّام فقط؟ فأين ذلك من تسديد الأقساط وشراء المؤنة وغير ذلك في حياة بلغت أشدّها؟
 
 
المازوت الإيراني
المازوت الإيراني الذي يعمد "حزب الله" إلى بيعه بسعر يقلّ عن مليون ليرة من سوق السوداء، والذي بدأ بتوزيعه منذ أيام قليلة ساهم في تخفيف جزء من المعاناة، لكن من دون حلّها، وهو ما لم يرضِ الكثير من أهالي المنطقة، باستثناء الميسورين منهم والقادرين على دفع ثمنه، حيث لا يزال السّعر يفوق القدرة، في وقت تقف الدولة على الحياد وغائبة كليّاً عن حاجات مواطنيها.
 
المواطن خليل (طاعن في السنّ) رفض خجلاً ذكر اسم عائلته أو تصوير وجهه، اكتفى بإعلامنا أنّه فرح بشراء كمّية كبيرة من الأحذية البالية، حين توجّه إلى سوق السّبت، رغبةً في استعمالها وقوداً للمدفأة.
 
أبو أحمد (ربّ عائلة من ثمانية أفراد) يعيش عند سفوح بلدة نحلة، التي يزيد ارتفاعها عن 1400 متر، حيث بدأ الثلج يلامس أعاليها، قال: "حاولنا طوال الصّيف والأشهر المنصرمة شراء المازوت، وكانت الصفيحة لا تزال بأسعار مقبولة، إلا أنّ المحطات لم تكن تسلّمنا أيّة كميّة، ولا المادة كانت متوافرة لجمعها على مراحل. كذلك، فإنّ تعبئة العبوات كان ممنوعاً بسبب عمليات الاحتكار وتجّار السّوق السوداء. اليوم، بتنا أمام واقع صعب ومرير، ونعمل على شراء ما أمكن بشكل شبه يوميّ لنتدبّر أمورنا ليلاً".
 
البقاع من أكثر المناطق اللبنانية حاجة إلى التدفئة في فترة تمتد ما بين 5 و6 أشهر بسبب موقعها الجغرافي، وارتفاع قراها الجبليّة، التي تتخطّى ارتفاع الـ1400 متر فوق مستوى سطح البحر، لتصبح التدفئة في هذه المناطق ضرورة من ضروريّات الحياة، وشرطاً من شروط البقاء التي لا يمكن الاستغناء عنها خلال الشتاء.
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم