السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

استدعاء الناشط الدكتور رامي فنج للتحقيق بـ"جرم تقديم وجبات طعام للمحتاجين"

جودي الأسمر
جودي الأسمر
الدكتور رامي فنج.
الدكتور رامي فنج.
A+ A-

تلقى الناشط في طرابلس الدكتور رامي فنج، استدعاء من مخفر التل للمثول أمام التحقيق، غدا الخميس الساعة 11 صباحًا، بتهمة تقديم الطّعام للثوّار في ساحة عبد الحميد كرامي (النور)، كما يقول المتابعون للقضية. 


وفور انتشار الخبر، أعلنت مجموعات ثوار ونشطاء تضامنها مع الناشط رامي فنج، طبيب الأسنان وأمين سر المكتب التنفيذي في تجمّع "نقابيون أحرار" الّذي أنشأه مهنيّون ونشطاء خلال ثورة 17 تشرين، وتداعت مجموعات ثورية ومواطنون للاعتصام صباحًا في ساحة التّل بالتزامن مع التحقيق.


وأفادت معلومات "النهار"، أنّ رامي فنج المعروف بانخراطه في النشاطات التطوعية والخيرية، شارك بتوزيع حصص غذائية تلقّاها من جمعية خيرية في فرنسا، على أسر متعففة من أحياء طرابلس وعلى مشاركين كانوا يفدون الى الساحة من أحياء مهمشة.

تضامن واستنكار
وتلفّ الرأي العام في طرابلس ردود فعل مستنكرة بسبب استدعاء رامي فنج، وهو طبيب الأسنان المثقف الذي تجمع الآراء على نظافة سجلّه واندفاعه لإغاثة المحتاجين منذ سنوات طويلة سواء من خلال عمله التطوعي أو على صعيد شخصي.


وفي مواقف تضامنية، دعا تجمع نقابيون أحرار لوقفة "مع الحق بوجه الباطل" غدا، للتضامن مع "الثائر الحر د. رامي فنج"، على خلفية "التحقيق بجرم تقديم وجبات طعام للمحتاجين".


وأصدرت نقابة المحامين في طرابلس في سابقة لها منذ بدء الثورة، قرارًا بالتضامن مع فنج دعا لمشاركة محامين في الوقفة الاحتجاجية.


كما أعلنت نقيبة أطباء الأسنان في الشمال رولا ديب خلف تضامنها مع فنج، مطالبة بـ"ضم مؤسسة
Arc-en ciel" (التي أسسها نسيبها نجيب خلف) إلى قائمة إرهاب طعام للمحتاجين". وأضافت "سامحك الله دكتور رامي... ما هذا الجرم الفظيع؟". 

 
وكتبت الباحثة في علم الاجتماع الدكتورة مهى كيال على صفحتها: "عيب كل العيب استدعاء الدكتور رامي فنج للتحقيق معه بتهمة توزيع طعام على الفقراء، في مجتمع أصبحنا فيه كلّنا فقراء جراء سمو قيمهم ورقي أخلاقهم".


وعلّقت الصحافية روعة الرفاعي بالآتي: "الدكتور رامي فنج حقًا جريمتك لا تغتفر! ممن تستمد سلطتك كي تقوم بتوزيع الخبز على الشعب المسكين؟ (...) تهمة الدكتور رامي معروفة من قبلنا وواضحة كوضوح الشمس لكن الغايات المرجوة ورائها تبقى رهن الأيام المقبلة".


وانتقد الناشط مارك عاقوري "دولة مفلسة أخلاقيا ومعنويا وماديا.  من المؤكد أن هذا الاستدعاء مفروض على أهلنا في مخفر التل".

ترهيب للثورة؟
وحيث يدور تحقيق يوم غد في فلك "سؤال وردّ غطاه"، وبعد تذكير المخفر الدكتور فنج بحقه في توكيل محامٍ، يستبعد المتابعون أن يسلك الاستدعاء منحى شديدًا، معتبرين أن معرفة مصدر المساعدات التي يوزعها الناشط أمر في غاية البساطة وفي مقدور أجهزة الأمن التحري عنه بسهولة بدون حاجة للتحقيق في مخفر.


ويندرج التحقيق مع طبيب ناشط نظيف السجل، تحت خطوة هي الأولى من نوعها منذ بداية الثورة في طرابلس. وتتوارد في الرأي العام تأويلات شتى تدور حول "أجراء استفزازي" أو محاولة لتفكيك كلّ فعل يساهم في صمود الثورة ولو بشكل رمزيّ، أو أنها خطوة ضمن استمرار أجهزة السلطة في ترهيب النشطاء والمدونين المعارضين بدون خوف لممارساتها، وهو ما تظهره بجلاء صفحة رامي فنج على مواقع التواصل.  


ويرتفع اليوم أيضًا سؤال حول أولويّات التوقيفات ومفهوم التّجريم لدى أجهزة الدّولة، في ظلّ الفلتان الأمني المتضخّم وانتشار جرائم بلا عقاب. وفي طرابلس خصوصًا، يقرن هذا الجوّ بسؤال حول تطور التحقيقات المتعلقة بإحراق سرايا طرابلس والمحكمة الشرعية والبلدية الّتي لم تنفرج عن بصيص حقيقة حتى الساعة.



 



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم