الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

لبنان يحترق... حرائق متنقّلة والدولة لم تتعلّم (صور وفيديو)

المصدر: "النهار"
الحريق في عكار.
الحريق في عكار.
A+ A-
"كل يوم كارثة بلبنان وهالمرة حريق"... هذه حال المواطن اللبناني اليوم وهو يراقب الحرائق تندلع  في مناطق عدة من وطنه الممزّق أصلاً بمئة همّ وهمّ، حتى تصدّر هاشتاغ "لبنان يحترق" الترند في "تويتر".
 
كارثة بيئية بكل ما للكلمة من معنى! إنّه مسلسل الحرائق الذي يعود إلى الواجهة، بعد عامٍ على حرائق مشابهة تعرّض لها الغطاء النباتي في لبنان، في غياب السياسات البيئية والخطط الشاملة لإدارة كوارث كهذه، كأنّ الجهات المعنية لم تتعلّم من المأساة السابقة. إذاً، شبّ حريق بعد ظهر اليوم، في أحراج بلدتي الشبانية والخريبة في منطقة المتن الأعلى، عملت طوافات الجيش على إطفائه، فيما عمدت فرق الدفاع المدني بمساعدة الأهالي في البلدتين على اخماده.
 
وتابع أمين سر "اللقاء الديموقراطي" النائب هادي ابو الحسن تطوّر الحريق ميدانياً، حيث طلب من أصحاب الصهاريج في بلدات قبيع والشبانية والخريبة "التوجه إلى مكان الحريق لمكافحته والعمل على
ووجّه أبو الحسن التحية لعناصر الدفاع المدني والجيش على "مؤازرتهم وجهودهم"، مطالباً "بتعزيز مراكز الدفاع المدني بالعناصر والآليات لتتمكن من الاستمرار بالقيام بمهامها".

وفي المنصورية، أخمد عناصر الدفاع المدني حريقاً شبّ في اعشاب يابسة وأشجار حرجية.

كما أخمدت فرق الإطفاء في مركز الدفاع المدني في العقيبة، حريقاً اندلع عصر اليوم داخل شقة في الطبقة الثالثة في مبنى سكني في البوار كسروان، حيث اقتصرت الأضرار على بعض الأثاث.
 
 
حرائق تلتهم مساحات واسعة في الجنوب
 
أمّا في صور، فقد شهدت قرى عدّة في القضاء، حرائق بالجملة، حيث اقتربت النيران من المنازل. ففي خراج بلدتي قانا ودير قانون رأس العين، اندلع حريق كبير، وأتت النيران على مساحات واسعة من الأعشاب اليابسة والأشجار المثمرة وعملت فرق الدفاع المدني وفرق كشافة الرسالة الإسلامية والهيئة الصحية بمؤازرة طوافات للجيش على إخمادها، فيما سجلت حالات إختناق لعدد من المسعفين، كما تم اجلاء عدد من القاطنين في الأبنية السكنية القريبة من موقع الحريق.

وفي بلدات جويا ودبعال ومعروب وباريش وجناتا ودير قانون النهر، اندلعت حرائق متفرقة واتت النيران على مساحات واسعة من أشجار الزيتون، وتعمل فرق الدفاع المدني وكشافة الرسالة الإسلامية والهيئة الصحية والأهالي على إخمادها وسط نداءات استغاثة ودعوة لاصحاب الجرارات الزراعية للمساعدة بإحضار المياه.
 
وفي هذا السياق، قال رئيس اتحاد بلديات صور لـ"النهار"، إنّ "الحرائق اندلعت في عشرة مواقع، وبعد جهود هائلة ويوم جحيمي طويل وصلنا الآن الى مرحلة التبريد والسيطرة".

وتابع: "شاركت اليونيفيل باطفاء حريقين كبيرين كادا يمتدان الى المنازل، بالاضافة الى جهود متضافرة للدفاع المدني، وفرق الاطفاء التابعة لبلديات صور، و"كشافة الرسالة" و"الهيئة الصحية"، مطالباً بفتح تحقيق بأسباب الحرائق التي اندلعت دفعة واحدة بشكل مريب.
 
كذلك، اندلع حريق بعد ظهر اليوم في خراج مغدوشة، كافحته سيارة اطفاء لبلديتها والدفاع المدني ومتطوعون من الأهالي.
 
كذلك في بلدة معركة، المشهد لا يختلف، حيث اندلع أكثر من حريق، أكبره في محيط مركز الكتيبة الماليزية العاملة في إطار اليونيفيل، حيث حاصرت النيران المركز المحاط بمساحات من اشجار الزيتون التي التهمت بمعظمها. وأدّت النيران إلى احتراق سيارة في بلدة دبعال، إضافة الى خسائر مادية جسيمة.
وبعد مناشدة الاهالي لعناصر اليونيفيل والجيش، عملت مروحية لقوة الطوارئ مع الجيش والدفاع المدني والأهالي على إخماد النيران.

وفي مرجعيون، عن نشوب سلسلة حرائق في بلدات دير سريان وخراج العديسة ومركبا وحولا وهونين، عند الحدود مع فلسطين المحتلة.
 
الشوف
 
 وفي الشوف، اندلع حريق كبير بين منطقتي باتر ونيحا من جهة، وجزين من جهة ثانية، انطلق من مساحة حرجية ووصل الى الطريق الرئيسي حيث طاول احدى السيارات المتوقفة على جانب الطريق. وترتفع ألسنة اللهب من جراء النيران المستعرة مع حركة الرياح الشديدة أحياناً ممّا يساهم في توسع رقعة
وناشد المعنيون من بلديات وأهالي التدخل السريع من الاجهزة المختصة لحصر النيران بعدما اتت على مساحة واسعة طالت أشجاراً من الصنوبر وأخرى زراعية.

 
 
خسائر فادحة في موسم الزيتون في عكار
 
يبقى الحريق الأكبر، الحريق الكبير الذي اندلع في الأشجار الحرجية والمثمرة وكروم الزيتون في خراج بلدة شيخلار الحدودية، وناشد الأهالي الجيش إرسال طوافة لللمساهمة في إطفاء النيران التي تتمدد بسرعة في الاراضي بفعل الرياح الشمالية الجافة.

وتمدّدت النيران التي اندلعت في خراج شيخلار في عكار، بشكل سريع جداً إلى كروم الزيتون في الأراضي المتاخمة في خراج بلدتي رماح وخربة الرمان.

واستقدمت مراكز الدفاع المدني في عيدمون وشدرا ومنجز سيارات إطفاء إضافية في محاولة لإخماد ألسنة النياران، ولمساعدة الأهالي على إنقاذ ما أمكن من بساتين الزيتون التي قضى الحريق على مئاتٍ من أشجارها، في البلدات الثلاث، ما يعني خسائر كبيرة في موسم الزيتون الذي لا تزال ثماره على الأشجار، وارتفعت أعمدة دخان سوداء جراء حريقها.

وفي هذا السياق، غرّد عضو كتلة "المستقبل" النائب طارق المرعبي، على "تويتر" قائلاً: "نتابع مع أهلنا في عكار بألم شديد ال#حرائق المتنقلة من بلدة لأخرى، وحوّلت النيران الاخضرار إلى رماد، وأوقعت خسائر فادحة في الاشجار المثمرة والحرجية، وحاصرت المنازل".

وأضاف: "نحيّى جهود الدفاع المدني و الأهالي والجيش الذين يجهدون لإطفاء النيران، ونتضرع إلى الله أن يجنب أهالينا الإصابات، ونطالب بتكثيف عمل الطوافات للإسراع بعمليات الإطفاء".
 
حريق المتن الأعلى.
 
حريق نيحا.
 
 
 
واندلع حريق في خراج بلدة شان العكارية حيث ارتفعت سحب دخان الحريق في قضاء المنطقة الذي لم تغب عنه طيلة الساعات الـ24 الماضية. وطالت النيران أحراج، بساتين، كروم الزيتون وأراض عشبية  في خراج أكثرمن 20 بلدة وقرية .
وتتجه سيارات الإطفاء التابعة للدفاع المدني إلى موقع الحريق الذي يتمدد بسرعة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والرياح الشمالية الجافة، وطال الحريق مساحات من الاشجار الحرجية و اشجار الزيتون.

 ويقوم الأهالي بالعمل على إبعاد النار من محيط ممتلكاتهم مستخدمين المخابط والرفوش والمعاول في محاولة لاخماد النار ريثما تصل سيارات الإطفاء.
 
 
 
 
وفي هذا السياق، أخمد عناصر الدفاع المدني حريقاً اندلع في أعشاب يابسة في منطقة تقع في خراج بلدتي بخعون والمطل في الضنية، على الطريق المؤدية إلى بحيرة عيون السمك، وقضى على مساحة واسعة من الأشجار الحرجية والأشجار المثمرة، وخصوصاً الزيتون واللوز. وحاصر عناصر الدفاع المدني الحريق ومنعوا تمدده واتساعه باتجاه مناطق اخرى.

كما اندلع حريق آخر في محلة حقليت في بلدة بخعون، بالقرب من مجرى نهر البارد المقابل لبلدة طاران، قضى على مساحة من الأشجار الحرجية والمثمرة.
 
 
وأيضاً، طلب قائمقام حاصبيا احمد الكريدي، من "البلديات والمخاتير التعميم على المواطنين في بلداتهم، خاصة المزارعين، أخذ الحيطة والحذر وعدم إشعال النار في اي مكان خلال الأيام المقبلة، وذلك منعا لنشوب الحرائق وما تسببه من أخطار وضرر، وإبقاء الشرطة البلدية في حالة استنفار ومراقبة، وإبلاغ الدفاع المدني في حال مشاهدة أي نار او حريق مهما كان صغيرا".
 
 
 
 
أسباب الحرائق
 
"كانت متوقّعة وفاقت المعدلات الطبيعية". هكذا يصف الدكتور جورج متري، الخبير في الحرائق والغابات، الحرائق التي شبّت أخيراً في مناطق لبنانية عدّة. ففي المناطق الجردية (عكار ومنجز و شيخلار الحدودية، وغيرها)، التهمت النار أشجاراً معمّرة ونباتات مستوطنة، بعضها نادر، في "مناطق حساسة بيئياً"، وفقاً لمتري.

حرائق الساعات الـ48 الماضية التي قضت على غابات واسعة في مناطق عدة، كالشوف والمتن الأعلى وعكار وجزين وصور، عنها أشار متري في حديث مع "النهار"، إلى أنّ بيانات مؤشر خطر اندلاع الحرائق "أظهرت احتمالاً كبيراً لارتفاع معدلاتها". ويعود ذلك إلى عوامل الطقس المسيطرة، والمتمثلة بالتدنّي في مستويات الرطوبة في المناطق الداخلية، وارتفاع الحرارة التي ترافقت وهواء الجاف.

وكانت المديرية العامة للدفاع المدني حذرت المواطنين في بيان، اليوم، من مخاطر اندلاع الحرائق، استناداً الى نشرة احتمال حرائق الغابات التي اظهرت أنّ عدداً من المناطق اللبنانية تحت خطر نشوب حرائق الغابات، بسبب ارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها الموسمية واشتداد سرعة الهواء.

تكثر في هذه المدة من السنة عمليات تنظيف الأراضي وشذب الأشجار وحرق الأعشاب اليابسة، ممّا يرفع احتمالية نشوب الحرائق. ويرى متري أنّ نسبة 99 في المئة من حرائق الأحراج مصدرها الإنسان، "عمداً أم من دون نيات تخريبية".

تبقى إدارة الأزمة "ضعيفة جداً"، إذ إنّ السلطات المسؤولة غائبة، في وقتٍ سُجّل أكثر من 160 حريقاً في الساعات الـ 48 الماضية. ففي قضاء صور وحده، اندلعت مجموعة حرائق في كلٍّ من قانا، الرمادية، رأس العين، حناويه، وادي جيلو، شمع، البياضة، القليلة، طيردبا، معركة، جناتا، طورا، أرزون، شحور، دردغيا، معروب، بافليه، الحميري، برج رحال، دير قانون.

"الدفاع المدني لا يستطيع التعامل مع هذا العدد وحده"، يقول متري، و"الأهالي يكافحون من دون خطة شاملة لإدارة الأزمة".
 
وليلاً، تجددت الحرائق في تلة الرويسة وأفيد عن سماع دوي انفجار ألغام في خلة المحافر.
 
كما انلع حريق كبير في باتر الشوف، حيث سادت  حالة من الهلع من وصولها إلى المنازل.
 
ومنذ الساعة السابعة مساء والنيران لا تزال مشتعلة في أحراج الصنوبر في خراج بلدتي عيات وعين يعقوب في منطقة الجومة عكار.
 
 
 
 
 
 
 
 
Volume 0%
 
وكما هي الحال في باقي المناطق العكارية فإن الرياح قد ساهمت بتمدد النيران وتعيق عمل عناصر الدفاع المدني مركز بزبينا والأهالي ناشدوا المعنيين التدخل بسرعة لإنقاذ هذه الغابات الجميلة ومنع تمدد النار إلى المنازل القريبة منها.
هذا وقد أطلق رئيس اتحاد بلديات الجومة المحامي روني الحاج، صرخة إستغاثة سريعة لجميع المعنيين للتدخل وإطفاء الحريق الكبير الذي وصل إلى بلدة عيات الشقدوف وعين يعقوب والذي يلتهم أحراج الصنوبر بكاملها.

وناشد الحاج الجيش اللبناني وجميع مراكز الدفاع المدني في محافظة عكار بالتدخل الفوري، مطالباً بالمزيد من التعزيزات مناشداً قيادة الجيش إرسال طوافة هليكوبتر عسكرية لإخماد الحريق الذي يمتد بشكلٍ كبير وسريع والذي يقترب من المنازل تدريجياً.

كما دعا الحاج جميع الأهالي إلى الوقوف إلى جانب الجيش والدفاع المدني ومساعدتهم لإطفاء الحرائق والدفاع عن أراضيهم وأرزاقهم وأحراش الصنوبر في المنطقة.
 
 
 
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم