السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

أنقذوا موسم التفّاح: المزارعون غير قادرين على تحمّل المزيد من الخسائر

المصدر: "النهار"
موسم التفاح.
موسم التفاح.
A+ A-

طوني فرنجية

 

شكّل التفّاح موسماً رئيسيّاً لمزارعي الجرود، حيث يتّكل الأهالي على مردوده لينظّموا مصاريفهم على مدار سنة زراعيّة جديدة، تمتدّ من أيلول إلى أيلول من كلّ عام. لكنّ هذه الشجرة لم تلقَ يوماً الدعم الكافي من الدولة، على عكس باقي المواسم.

الكارثة هذه السنة كبيرة، بل كبيرة جدّاً، إذ نتيجة انهيار العملة اللبنانية اضطُرّ الفلاح إلى شراء الأسمدة وأدوية الرشّ بأغلى الأسعار، وزاد أجر العامل وأجور النقل والفلاحة بعد ارتفاع أسعار المازوت والبنزين.


غير أنّه هذه السنة، وقد تكون السنة الأولى بعد أن أصبح موسم التفّاح رئيسيّاً في جرودنا، لن تُفتح البرادات لتبريد صناديق التفّاح: فلا كهرباء ولا قدرة على تشغيل المولّدات على مدار الـ24 ساعة، ومن دون كهرباء لا قيمة للتبريد. لذا سيُضطرّ المزارع إلى بيع إنتاجه للتجار. وعلى عكس الأعوام السابقة، حتّى الساعة لم يصل بعد تجار التفّاح إلى جرودنا إلّا بنسب قليلة جدّاً، هم أيضاً لديهم خوف من تصريف الإنتاج، وخوفهم الأكبر من أن لا تأتي الأرباح على قدر الطموحات الكبيرة.

والأخطر في الموضوع كما يقول المزارعون :"أنّه لا قدرة للسوق المحلّي على استيعاب إلّا نسباً قليلة جدّاً من الإنتاج، وكنّا نتّكل على التصدير، خاصّة إلى الدول العربيّة كمصر، لكنّ الإنتاج التركي بدأ ينافس اللبناني ويحتلّ مكانه."

يضيفون :"أمّا سوق الخليج فشبه مقفل في وجه المنتوجات الزراعيّة اللبنانيّة، والسوق الليبيّ غير آمن ولن يغامر التاجر في الدخول إليه."

ما العمل؟ غيوم سوداء بدأت تصل باكراً إلى الجرود الشمالية في إهدن وبشرّي وحصرون وتنورين امتداداً إلى العاقورة واللقلوق في جبيل. والسؤال الأبرز:

كيف سيمضي ابن الجرد هذا الشتاء، إذا لم يستطع بيع إنتاجه، وبسعر مقبول؟

 

 
كيف سيؤمّن أقلّه مازوت التدفئة، والبيت الواحد بحاجة إلى ما يقارب الطّنّين من المازوت؟ من أين سيأتي بمبلغ الـ1150$ ليشتريها؟ وماذا عن أقساط المدارس وتعليم الأولاد والاستشفاء والمأكل والملبس والمشرب؟

المزارعون متروكون لأقدارهم، والجميع تركهم وهم لا يسمعون من المسؤولين سوى بعض الشعارات والأشعار التي لا تُطعم خبزاً، فهل من كميل شمعون آخر يُنقذ موسم التفّاح كما أنقذه الرئيس الراحل في خمسينيات القرن الماضي، عندما أجبر المارينز على شراء موسم التفّاح بدهائه وذكائه وحنكته السياسية؟ ولا يزال الأقدمون يترحّمون عليه إلى اليوم، لأنّ سعر الصندوق الواحد كان 25 ليرة لبنانية، وفي تلك الأيام عاش المزارعون أحلى أيّامهم، لأنّ الليرة كانت لها قيمة وكانت الـ25 ليرة تشتري محلّاً تجاريّاً على ساحة البرج في بيروت.

 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم