اشترِك في نشرتنا الإخبارية
مساعدة 550 عائلة منذ انفجار آب... الشابة مارينا الخوند وفريقها ينبشون الأمل من تحت الأنقاض
04-01-2021 | 12:13
المصدر: "النهار"
ترايسي دعيج
نعاني في بلدنا أزمة التباس الوقت. فتتحول الخمسة أيام إلى خمسة أشهر. المهل تتضارب والهوّة تزداد. المحاسبة شبه معدومة و"عَل وعد يا كمّون". غياب مسؤولية من هم "مسؤولون في الدولة" تُدرّس. يُقال أنّ الوقت كفيلٌ بالنسيان. ولكن هل هذا ممكن لشخصٍ أصبح يعاني بعد إنفجار 4 آب عُطلاً مستداماً؟ أو لشخص خسر أحد أحبابه؟
.jpeg)
برغم المشهدية الموجعة، فقد لقّن الشباب اللبناني هؤلاء "الطغاة" الذين يحكموننا درساً في "الإنسانية". فلم يهتمّ الشباب بما هو دين من يحتاج إلى مساعدة أو مذهبة أو منطقته. اندفعوا وهبّوا معاً، لتضميد جراح عاصمةٍ جفّت عيونها من العذاب والتحمّل.
باندفاعٍ، شغف وإيمان، حاولت الشابة مارينا الخوند بناء أملٍ في مكانٍ صعب جداً فعله. فالبقاء على الأرض والصمود بالرغم من العوامل المعاكسة مُتعب. تؤكد هذه الصبية البالغة من العمر 19 عاماً لـ"النهار" أنّه "لا يمكنك ترك جذورك، والرغبة في صناعة التغيير". أسست مارينا مع فريق من الأصدقاء مبادرة أطلق عليها اسم "ميد دونايشن"، تُعنى بمساعدة العائلات المتضرّرة من خلال تقديم الأدوية إليهم وتغطية النفقات الصحية.
الحاجة تزداد يوماً بعد يوم، بخاصّة مع انقطاع بعض أنواع الدواء في الصيدليات، بالرغم من مساعدات الجمعيات الأهلية. فالبلد مريض سياسياً، اجتماعياً وإقتصادياً. برأي مارينا "خفّ عدد المتبرعين بشكل كبير، هبّ العالم للمساعدة في الأشهر الأولى، ولكن بعدها يحلّ النسيان، نظراً للهموم الضاغطة وظروف الحياة".
الأزمة تتفاقم، وبالرغم من هذا كلّه، تمكّنت الشابة مارينا مع رفاقها من تقديم المساعدة وتغطية نفقات الأدوية لـ550 عائلة منذ آب، كما تمكّنت من مواكبة 230 عائلة في حملة "دواء بيروت" كل شهر وتغطية الادوية.
إيلينا أندراوس، شابةٌ طموحة تبلغ من العمر 19 عاماً، تتابع دراستها في الجامعية اليسوعية في كلّية الصيدلة. لم تكن تعلم ماذا تخبئ لها الساعة السادسة يوم 4 آب. أُصيبت بإصاباتٍ بالغة في جسمها، فاحتاجت لإجراء عملية ووضع بروتاز في رأسها. استطاعت الشابة مارينا جمع مبلغ 7500 دولار وتغطية نفقات علاجها. تقول مارينا: "تلقيت رسالة عبر هاتفي عن حالة إيلينا. لفتني عمرها، فاندفعت أكثر لمتابعة حالتها ومقابلتها وجهاً لوجه". تضيف: "أَمّنا المبلغ بأسبوع واحد بفضل حبّ الناس. تتعافى إيلينا اليوم رويداً رويداً، وتتابع علاجها الفيزيائي بالتنسيق مع جامعتها".
ويبقى الأمل مفتاح النجاة الأخير للخلاص وعبور هذه المرحلة.
للتواصل مع مارينا، الاتصال على الرقم: 76-072-936.
