الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"أنفة عيلتنا" للتكافل والمساعدة... اللبناني قادر على كلّ شيء!

المصدر: "النهار"
رلى معوض
"أنفة عيلتنا".
"أنفة عيلتنا".
A+ A-
 
عندما تكون فئة الشباب هي المتضرر الأكبر من الأوضاع المعيشية والسياسية وخصوصاً الاقتصادية في هذا البلد، لا بدّ لها من الابتكار والتكافل للبقاء والوصول الى مستقبل أفضل، وهذا ما تقوم به شابات أنفة مع شبابها، بالكثير من المرح والتفاؤل.
 
على وَقْع صوت جوليا، "بكرا بيخلص هالكابوس وبدل الشمس بتضوي شموس"، تجمهرت سيارات لعدد من أهالي بلدة انفة وزوارها تنتظر دورها للغسيل، على إحدى محطات البلدة.
 
"انفة عيلتنا"، نظمت هذا النشاط وتضمّ مجموعة من الشابات والشبان من انفة عددهم 8 اشخاص من اللجنة التأسيسية ونحو 20 متطوّعاً اجتمعوا بعد الضائقة الاقتصادية التي المّت بالبلد ليكونوا صلة وصل بين مَن يحتاج الى المساعدة ومَن يحب ان يساعد في البلدة.
 
 
نشاطهم الاول كان توزيع سلال داخل السوبرماركت ليضع الأهل بعض المشتريات لمن هم بحاجة، فيعيدون توزيعها لاحقاً. وكذلك ارسال وحدات غذائية للمحتاجين من أهل البلدة، إلا أنّ انفجار مرفأ بيروت في 4 آب، أخرج مجموعة "أنفة عيلتنا" من بلدتها لتتوجه بالمساعدات الى المحتاجين في بيروت. 
 
وقالت إحدى عضوات المؤسسين لارا عيسى (وهي أيضا نائبة رئيس البلدية) أنّ هذه المجموعة من المتطوعين والمتطوعات قامت بالعديد من النشاطات الاجتماعية والبيئية، واليوم تقوم مجموعة منهم بغسل السيارات على محطة سابا في وسط البلدة (اي.بي.تي سابا ستايشن) التي قدّمت ريع الغسيل بالكامل لأهل البلدة، فيضع الزبائن المبلغ الذي يريدون، ملقية التحية على نخوة شباب أهل البلدة وحبهم للمساعدة. 
 
 
وقال مدير المحطة غابريال سعد أنّه قدّم ريع هذا النهار بالكامل لمساعدة الأهل المحتاجين: "هكذا نساهم مع اهلنا في تخفيف العبء الاقتصادي والضائقة المالية التي حلت بهم"، شاكرا الشابات والشبان على جهودهم المتواصلة لمساعدة اهلهم. 
 
وأنفة هي بلدة على ضفاف المتوسط، اشتهرت بالملّاحات والآثارات الفينيقية والرومانية وغيرها، والعديد من الكنائس الاثرية القديمة فيها.
 
ديبي دعبول، متطوّعة من اهالي البلدة تحدّثت بحماسة عن هذا النشاط: "تجمُّعنا فتيّ، فقد بدأنا العمل منذ عام تقريباً، وغايتنا جمع الشباب معاً، لافادة البلدة ومساعدة مَن هم بحاجة، وخلق نشاطات متنوعة لنشد عصب الوحدة دون احزاب وطائفية وغيرها من الذي يفرقنا".
 
شعارهم "انفة عيلتنا" هو رسم أشخاص متماسكي الأيدي بتدرجات الأزرق صمّمته احدى المتطوعات نيكول فوز ، وقالت لـ"النهار": "الفكرة هي مجموعة من الأشخاص المتحدين للعمل بأيدٍ متماسكة، واختيار الأزرق لأنّه من ألوان انفة وبحرها، هم مجموعون كأنّهم دواليب الهواء في أنفة التي صنّعت لجر المياه إلى ملاحاتها". 
 
سليمان نمر، بين تنقّله من غسل سيارة وابعادها لأخذ أخرى كما يفعل رفاقه، اعتبر أنّ ما يقومون به هو "نشاط يجمعنا كشباب أولاً، والاموال تذهب بالكامل لمساعدة المحتاجين ولنؤكد ان بامكان الشباب اللبناني ان يقوم بأي عمل وليس فقط الجلوس خلف المكتب".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم