ميشال حلاق
بدأ مزارعو القمح في محافظة عكار جني محاصيلهم لهذه السنة، لا سيّما في سهل عكار الساحلي وسهل البقيعة الداخلي، في منطقة وادي خالد الحدودية، حيث تشهد تلك البقعة زحمة آليات لحصاد الموسم، على اختلاف أحجام الآليات من كبيرة وصغيرة، في الوقت الذي تحافظ فيه المناطق الجبلية والوسطية على طرقها التقليدية القديمة في استخلاص سنابل القمح بالمناجل، لعدم قدرة الحصادات الميكانيكية الكبيرة على التحرّك في الأراضي المنحدرة (الجلالي) غير المسطّحة.
وقد سجّل هذا العام ارتفاعاً ملحوظاً في محصول القمح عموماً مقارنةً بالسنوات الماضية، وسجّلت المساحات المزروعة بالقمح الطريّ والقاسيّ وبأنواعه كافة (الأحمر والأبيض) إنتاجاً وفيراً، على أمل أن يكون الحصاد نموذجياً.
ومردّ اهتمام المزارعين بالعودة إلى زراعة القمح الارتفاع الملحوظ بأسعار هذه المادة الحيوية جداً على صعيد العالم، والخوف من فقدان القمح من الأسواق المحليّة، مع استمرار حرب روسيا وأوكرانيا التي تتصدّر قائمة منتجي الحبوب في العالم، واحتمال عدم تمكّن لبنان من استيراد الكميات الكافية بفعل الأزمة المالية والاقتصادية الصعبة.
يُشار إلى أن وزارة الزراعة عملت، وإن متأخّرة نسبياً هذه السنة، على إمداد المزارعين بكميات من بذور القمح بشكل مجّانيّ، الأمر الذي ساهم بزيادة المساحات المزروعة لضمان توفّر مخزون أكبر من القمح المنتج محلياً لتوفير الطحين للمخابز، وإن بالحدّ الأدنى.
فهل تتمكن عكار من استعادة دورها التاريخي القديم بتأمين حاجات لبنان من القمح؟ سؤال لا يمكن الإجابة عنه الآن.