الإمام الأوزاعي: شخصية أحبّها البيروتيون بطوائفهم كافة

قد نحتاج اليوم أكثر من أي وقت الى شخصية وطنية جامعة تعيدنا الى الصواب أمثال الإمام الأوزاعي. فهو كان، الذي يذكر الورع والتقوى إن ذُكر. نستند في موضوعنا على بحث عن الإمام الأوزاعي لمي علوش في كتابها " بيروت ذكرى وتاريخ"، التي إرتكز على مراجع ثلاثة هي مقال للشيخ طه الولي في مجلة المقاصد العدد الأول بعنوان :" أضواء على حياة الأوزاعي، كتاب تاريخ لبنان لفيليب حتي (ص 327-329) وكتيب أبو جعفر المنصور وعروبة لبنان".بكلمتين، الإمام الطاهر كما يصفه كثيرون إنساناً غير الناس في عقلانيته وعطفه وعدله... كان حكاية من حكايات بيروت...زاوية الإمام الأوزاعي في وسط بيروت (الصورة من الصفحة الفيسبوكية لـ "مساجد لبنان") من هو؟ في تعريف عنه، سمه عبد الرحمن، وكما نسب الى أبي زرعة الدمشقي في كتاب "محاسن المساعي في مناقب الإمام الأوزاعي" أن اسمه كان عبد العزيز وسمى هو نفسه عبد الرحمن لتشمل نفسه الرحمة، وكنتيه أبو عمر رغم أنه لم يكن له ولد باسم عمر ولكن عمرو اسم والده، وتاريخ ميلاده في بعلبك عام 707 ميلادياً ووفاته عام 774 ميلادياً في بيروت. قلبت وفاة والده وهو صغير مقاييس حياته، ولا سيما من خلال تنقله وأمه من بلد الى آخر لتأمين قوتهما. مر في نشأته بظروف قاسية جعلته يعتمد على نفسه ويجهد نفسه في طلب العلم والرزق. شباك مشربية جميلة على الواجهة الشمالية بجدار الغرفة الغربية لمقام الإمام الأوزاعي في المسجد القديم في منطقة الأوزاعي. (الصورة من الصفحة الفيسبوكية لرئيس جمعية " تراث بيروت" الأستاذ سهيل منيمنة).   كيف شق طريقه؟ في التفاصيل، أنه عندما تمكن من إتقان الكتابة ووصل الى درجة في العلم، التحق بالحكومة بوساطة أحد أصدقاء والده، الذي سعى...