السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"أطفالنا في الليل ما عادوا يحلمون"... لن ننسى ألكسندرا وإجرامكم!

المصدر: "النهار"
الطفلة ألكسندرا نجار.
الطفلة ألكسندرا نجار.
A+ A-
في اليوم العالمي للطفل، تحية إلى روح ملاك انتفاضة 17 تشرين، ألكسندرا نجّار، التي قتلها فساد متراكم، انفجر في الرابع من آب. تحية إلى روح ضحية شابت أحلامها قبل البلوغ، وقضى عليها إرهاب الدولة وإهمالها وتملّصها من مسؤولياتها.

لم يتحمّل جسدها قوّة الانفجار. حاربت إبنة الثلاث سنوات النهاية حتى الرمق الأخير، في معركة مع الوقت والألم، قبل أن تستسلم للموت متأثّرة بجراحها. ببراءتها، لم تفهم إجرام الفساد الذي ثارت في وجهه.

رحلت ألكسندرا. أحرقت المراكب رغماً عنها. خلّفت وراءها مدينة مخلّعة ترثي ما تبقّى، وتندب رحيلها. مأساة لن تداويها عقود. وجهٌ مشرق كقلب النهار، سيبقى يُذكّرنا بجريمة المرفأ. توفيت ألكسندرا. "ملاك بيروت... ارقدي بسلام".

ينصّ المبدأ الثامن من الإعلان العالمي لحوق الطفل، على ضرورة أن "يكون الطفل من أول المتمتّعين بالحماية والإغاثة". ولكن، في بلدٍ فاسد، لا يُقيم سياسيوه وزناً لا لشيخ ولا لطفل، يختلف المشهد، في صورة هزلية مؤلمة.

يتخلّف زعماء في لبنان عن تأمين أبسط حقوق الإنسان، وأكثرها بديهية. فسادٌ سامّ تفاعل مع إهمال وطيش، فانفجر في الرابع من آب، كما لو أنّ كلّ عواصف العالم اجتمعت لتزمجر في وسط المدينة، وتزرع الرعب في قلوب آلاف الأطفال، سكنت الكوابيس مخيّلاتهم وأقضّ عليهم مضاجهم. أولئك الذين نجوا، يتعايشون مع صدمة نفسية رمادية وذكريات مشوّشة.

في الإطار، أفاد تقييم لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، "يونيسف"، أنّ 50 بالمئة من الأطفال الذي اختبروا هو الانفجار "يظهرون تغيرات في السلوك، أو علامات صدمة، أو إجهاد شديد". ويمكن أن تشمل هذه السلوكات والأعراض، القلق الشديد، الهدوء أو الانزواء عن الأهل والعائلة، الكوابيس ومشاكل النوم، والسلوك العدواني.

كما أشارت المنظمة إلى أنّ "نحو 80 ألف طفل لبناني فقدوا منازلهم وأصبحوا نازحين". وذكرت أنّ "ما لا يقل عن 12 من مرافق الرعاية الصحية الأولية ومراكز الأمومة والتلقيح والأطفال تضررت نتيجة الانفجار".
 
وأوضحت أنّ "تعرّض 183 مرفقاً تعليمياً للأضرار يؤثّر على أكثر من 77 ألف طفل وشاب وشابّة".
 
هكذا، تكون الدولة نجحت في تدمير جزء من جيلٍ بيروتي جديد، كان له أحلام فأجهضها عنوةً، واستسلم لدمار طوّق مدينته، وانفجار نفث فيها خراباً لم تحرّك الطبقة السياسية حياله ساكناً. جملة حادّة، قديمة- جديدة، صدحت بها حنجرة السيدة ماجدة الرومي قبل سنوات، نستعيدها اليوم: "أطفالنا في الليل ما عادوا يحلمون، من يٌنقذ الأحلام حين ينعسون؟". لسنا نعلم، ولكن، ما نعرفه على وجه اليقين، أنها ليست هذه الطبقة الحاكمة الإرهابية.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم