النهار

عن الحاج كراجة الذي هزّت صورته مواقع التواصل الاجتماعي... "موجوع"
A+   A-
صورة هزت مواقع التواصل الاجتماعي، لرجل كبير في السن، أنهكه المرض، يجلس في سيارته في عز الشمس الحارقة منتظراً دوره في طابور بنزين، الصورة تداولها الناشطون الذين عبروا عن سخطهم من دولة لا حقوق فيها للإنسان، لا كبير ولا صغير، لا مريض ولا محتاج.
 
 
5 ساعات لتعبئة خزان الوقود
"النهار" قصدت منزل الرجل، الذي يدعى جمال الدين كراجة، في منطقة صبرا، لتصدم أن الصورة المتداولة أرحم بكثير من الحقيقة. كان كراجة جالساً في الحر، من دون حتى مروحة تبرد الحروق التي خلفها المرض بعدما نخر جسده ورأسه منذ سنتين، نتيجة انقطاع الكهرباء وعدم توفر المازوت لتشغيل المولدات. زوجته تحدثت عن سبب توجهه في ذلك اليوم لتعبئة البنزين، على الرغم من كل الآلام الجسدية التي يعاني منها، فقالت: "نفد الوقود من السيارة وعلينا في اليوم التالي التوجه إلى المستشفى الذي يتلقى فيه العلاج الكيماوي كل يوم أربعاء، لم ينتظر قدوم أبنائه للقيام بذلك". يقاطعها: "منذ الساعة الثامنة توجهت إلى محطة قريبة من ثكنة الحلو، كان الطابور طويلاً جداً، 5 ساعات وأنا في المركبة، إلى أن صورتني سيدة، قبل أن تتوجه إلى ضابط في الشرطة وتبلغه بالأمر، فما كان منه إلا أن حضر، طالباً مني أن أتقدم، ملأ لي خزان الوقود لأعود أدراجي الى البيت".
 
عزة نفس
على الرغم من أن وضع عائلة كراجة الاقتصادي متواضع، إلا أن عزة النفس لدى أفرادها كبيرة جداً، هي ترفض طلب أي شيء على الرغم من أن عليها دفع مليون ليرة شهرياً بدل علاج الأب البالغ من العمر 67 سنة، عدا عن الأدوية التي لا تؤمنها وزارة الصحة والمفقودة الآن في الصيدليات. وقالت الزوجة: "لا نحب أن نتعب أحداً، وكل ما نرغب به تأمين أدويته المفقودة من الأسواق كي لا يزداد ألمه"، نسأله كيف وضعه الآن ليكون الجواب: "موجوع"، مضيفاً: "ابنتي تنظف جروحي ثلاث مرات في اليوم".
 
لو أن الحاج كراجة الوالد لخمسة أبناء في دولة تحترم نفسها، لما دفع ليرة بدل علاج، ولكانت الأدوية وصلت إلى منزله، ولما كتب عليه أن يجلس بحروقه من دون تكييف، وهو الذي كان قبل سنتين من الآن في عز صحته، يعمل في التنجيد، إلى أن باغته المرض وزاد سنوات من الوجع على سني عمره.
 
للتواصل مع عائلة كراجة: 03915853
 
 
 
الكلمات الدالة

الأكثر قراءة

لبنان 12/4/2024 10:55:00 AM
قررت محكمة فرنسية في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وضع نهاية في 6 كانون الاول (ديسمبر) الجاري لأكثر من 40 عاما أمضاها لبناني اسمه جورج ابراهيم عبدالله في سجن بمنطقة جبال "البيرينيه" الفاصلة بين فرنسا وإسبانيا، هو "لانيميزان" البعيد 120 كيلومترا عن مدينة تولوز، والسماح له بمغادرة الأراضي الفرنسية يوم الجمعة المقبل، وقد أصبح عمره 73 عاما.

اقرأ في النهار Premium