السبت - 27 تموز 2024
close menu

إعلان

"عرّاب كلّ انتفاضة": جبران تويني بقلم "جيل الـ2000"

المصدر: "النهار"
الشهيد جبران تويني (أرشيفية).
الشهيد جبران تويني (أرشيفية).
A+ A-
كان جبران تويني ظاهرة ثورية في المجاليَن السياسي والصحافي، وشغلت أحلامُ الشباب وطموحات أبناء بيروت التي كانت قد خرجت لتوّها من حربٍ عبثية، حيزاً كبيراً من فكره ونضاله في جريدة "النهار" و ملحق"نهار الشباب" والمجلس النيابي، وكرّس لهم وقته وجهده حتّى استشهاده.

آمن جبران بدور عنصر الشباب في تقويم الحياة السياسية وكشف ثغراتها وتصحيح الخلل الذي ألحقته الحرب وتحالفاتها بها. واستطاع بذلك جمع الشابات والشبان حوله، فكان مثالهم الأعلى وممثلهم في الشأن السياسي، كما سخّر صفحات "النهار" للدفاع عن ثورتهم ضدّ العناصر التي كانت تهدّد استقلال لبنان ووحدة شعبه.
 

في ذكرى استشهاده، يتذكّر شباب لبنان و"جيل الـ2000"، جبران، الذي نظّر لثورتهم الحقيقية، والتي جاءت انتفاضة 17 تشرين مكمّلةً لها. وفي الآتي، باقة ممّا كُتب في جبران وإرثه الفكري والثوري، بقلم الجيل الجديد الذي رام لو التقاه وأصغى إلى نصائحه:
 
 
"متصالح مع ذاته"
كان جبران تويني متصالحاً مع ذاته، ثائراً في طبعه، متعمّقاً في الشأن اللبناني والسياسة الخارجية، ما أعطى قسمه صدقيّة، فنردّده اليوم من دون ملل، علّنا نفلح في تحقيقه.
 
- رالف فيّاض (19 عاماً)
 
 
"عرّاب كلّ انتفاضة لبنانية وكلّ ثائر"
عرفناه ذلك الجبّار الذي صاح بقسمٍ موحِّد لم يُرضِ الضعفاء فأرادوا إسكاته بالقوة. هو عرّاب كلّ انتفاضة لبنانية وكلّ ثائر. ليتني عرفته على الصعيد الشخصي، والتقيت به في ساحة الشهداء خلال ثورة الأرز. 
 
- مريم موسى (20 عاماً)
 
 
"أثّر في نفسي من خلال حضوره في الأماكن التي مرّ بها"
لم أكن أعرف الكثير عن جبران تويني، فقد توفي قبل أن أعي معنى القتل، وقبل أن أبلغ. لكنّ الدعوة إلى القداس السنوي التي تبثّها المحطات التلفزيونية، وفيها يتلو الشهيد القسم قبل أن تنفجر الشاشة، كانت أكثر ما أثّر في نفسي، وصرت أربط كلّ قسم، مهما اختلف مضمونه، بجبران وقسمه.

كما أثّر تويني في نفسي من خلال حضوره في الأماكن التي مرّ بها، ففي زياراتي لـ"النهار" كنت أشعر بشيء غامض يلفّ المكان، وبالأخص عندما زرت مكتبه. يومها، شعرت بشيءٍ من البرد والقشعريرة. ولدى عودتي إلى الجريدة بعد الانفجار، عرفت أنه كان جبران.
 
- كريستي بيل جحا (19 عاماً)
 
 
"عاش قوياً واستشهد قوياً"
جمع جبران من أراد الآخرون تفريقهم، فقتلوه. لا يهاب الجبان سوى القوي، وجبران عاش قوياً واستشهد قوياً.
 
- رانيا عسّاف (20 عاماً)
 
 
"النور لم ينطفئ"
اعتبر جبران أنّ "قلب الأوطان النابض هو الشباب، وقوة الشباب تكمن في ثقافتهم وتربيتهم وإيمانهم بالوطن". وبذلك، أدرك أنّ الشباب المثقف والمستقلّ والطامح إلى واقع أفضل، شعلة التغيير.
 
واليوم، ثبت كلام جبران، فالشباب اللبناني ما زال يطمح ويحلم، ولو بشكل خجول، في ظل ظروف أجبرت عدداً كبيراً منه على الرحيل، وما زال يسعى بجهد، كلّ يوم، إلى خرق جدار الموت، والتمسك بأمل، وإن بدا خافتاً.

لكن النور لم ينطفئ، بل سيبقى. كما سيبقى الشباب متأملاً وطموحاً، غير ساكت عن الحق، وسيبقى دوماً قلباً نابضاً كما أراده جبران تويني.
 
- جويس بو شرعة (21 عاماً)
 
 
"أكثر ما ينقص الثورة"
جبران تويني أكثر ما ينقص الثورة اللبنانية اليوم. سنتابع مسيرته سويّاً ونكون ما أرادنا أن نكون.
 
- جو عيد (20 عاماً)
 
 
"نحن بأمسّ الحاجة إلى جبران"
نادى جبران تويني بحرية لبنان واستقلاله، ورفض التواجد الأجنبي على الاراضي اللبنانية بجميع أشكاله. ونحن، بعد مرور خمسة عشر عاماً على استشهاده، تمسّكنا في ثورة 17 تشرين بالمطالب عينها، والتي أدّت إلى اغتيال صاحب الكلمة الحرّة.

كم نحتاج في زمننا هذا إلى شخص ينطق بعبارات مثل "نقسم بالله العظيم، مسلمين ومسيحيين، أن نبقى موحدين، إلى أبد الآبدين، دفاعاً عن لبنان العظيم"، بدلًا من الخطابات التي تعزّز العصب الطائفي، كي نستطيع تخطي المحنة الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها لبنان. نحن بأمسّ الحاجة إلى جبران تويني لتخطي المصاعب.
 
- لين ذبيان (22 عاماً)
 
 
"نريد الحياة لأمثاله"
أعرف جبران من خلال كلام أبي عنه. كان يحبّه كثيراً. ورثنا هذا الحب والاحترام، وعزّزته بعد قراءتي سيرة جبران وعدداً من مقالاته. كان استثنائياً بكلّ معنى الكلمة. نريد الحياة لأمثاله.
 
- ربيع زاهر (20 عاماً)
 
 
"الصديق المرافق للجيل الجديد"
مَن منا لا يتذكّر تلك الكلمات الصّارخة، النّابعة من قلب مليءٍ بالعنفوان والغضب، دفاعاً عن لبنان العظيم؟
 
مَن منا لا يتذكّر ذاك الذي أرعب الإرهاب بسلاح الحقيقة الكاملة، بقلمه الحر؟

جبران تويني، استُشهد بسبب جرأته وقوله للحقيقة، وما الذي يُرعب المجرم أكثر من قول الحقيقة؟

جبران تويني، باستشهاده، مهّد الطريق أمام كل خائف وخاضع، لأن يكسر الحواجز ويتغلّب على الصّمت،
 
جبران تويني مثال للصّحافة الحرّة، ومثال أعلى لكل صحافي قرّر خوض المعترك لإيصال الحقيقة ومواجهة الظّلم.

جبران ترك أثراً، شجّعني على دخول مهنة الحق والشجاعة، في عالمٍ بات مليئاً بالكذب، في محاولة منّي إبراز سلاح القلم وعدم السماح لحبر القوة أن يجفّ.

جبران تويني، شهيد الكلمة الصعبة والصديق المرافق للجيل الجديد الباحث عن "لبنان العظيم"، ستبقى ذكراه خالدة للأبد وهو حيٌّ اليوم معنا، أكثر من أيّ وقتٍ مضى.
 
- نايلا سعد (24 عاماً)
 
 
"شباب اليوم اتّخذ منك قدوةً"
لم يكن ينقص قافلة شهداء الأرز سوى صحافيّ يخطّ بمداد القلب رسالة كلّ لبناني شريف مؤمناً بوطنه، شامخاً بمحبّته، راسخاً بمبادئه. لبنان وطني الحرّ السيّد المستقلّ، قسمٌ نادى به على الأرض وطار مع روحه ليعانق السماء ويردّد أمام خالق الأكوان أنشودة محبّةٍ، تعبق بأريجِ أرض الرّسالة ووطن السلام.

أقسم ذلك الرجل الوطني في ثورة الرابع عشر من آذار مع الملايين على وحدة لبنان بجميع أطيافه، وباتت كلماته تتردّد على ألسنة اللبنانيين الذين تاقوا إلى الحريّة، فكان لتكرارها تردّداتٌ مزّقت صدور النظام السوريّ المحتلّ وأذرعته في لبنان. وبعدما اغتال النظام عينه حلم لبنان، نفذ مخطط كسر الأقلام وكمّ الأفواه، فكانت النتيجة اغتيال جبران تويني.

في 12/12/2005، كان النهار المشؤوم. انفجارٌ هزّ منطقة المكلّس، سيّارة مفخّخة كانت أداة القنصِ التي فتكت بالشخصية الأكثر إيماناً بلبنان، عملاق التمرّد على النظام المغتصب ليصبح شعلةً مضيئة في سماء ثورةٍ لا تنطفئ. بسيارةٍ مفخخة ظنّوا أنهم أخفتوا نبرة صوت اهتزّ لها الوجدان الوطني وانتفض على نغمتها الخنوع والضعف.

ادّعوا أنهم بموته استطاعوا إلغاء مسيرة قادها بطهارةٍ روحيّة، كلّلها ببطولاتٍ تجاوزت حدود الموت وارتقت إلى أسمى درجات الشهادة. لكنّهم لم يكونوا على علمٍ أنّ قلم الحقّ لا يكسر وحبر الحريّة لا يجفّ.

نمْ قرير العين يا جبران، وارقد بسلام، فبالرغم مما وصلنا إليه من انحطاطٍ سياسيٍّ، وبالرغم من أننا ابتعدنا عمّا علّمتنا إياه وعادت سياسة التخوين وكمّ الأفواه إلّا أنّ شباب اليوم، (صحافيّو المستقبل)، اتخذ منك قدوةً وتسلّح بنفس إيمانك وسيبُقي فكرك نابضاً ونيراً للدفاع عن لبنان.
 
- أسعد نمّور (22 عاماً)
 
 
"صوت الحق يصدح أعلى مع الألمٍ"
أرادوا كسر القلم الحرّ، إنما لم يدركوا أنّ "صوت الحق يصدح أعلى مع الألمٍ"! 
جبران تويني، صوت الحق والحقيقة، صوت الأمل في بلد يجتاحه الألم... ذكراك باقية دائماً ورؤيتك للبنان الموحّد ستبقى هدفنا الأوّل والأخير!
 
- ميليسا داوود (25 عاماً)
 
 
"نستلهم من نضاله"
هو شهيد كلّ مواطن لبناني حرّ، وشهيد الكلمة الحرّة، وديك "النهار" الذي ما برح يصيح. علّمنا قسماً لبنانياً جامعاً، ساوى اللبنانيين على اختلاف طوائفهم. رفض جبران الأنظمة الأحادية لإيمانه بالحرية والحقوق، ووصَفهابـ"الأنظمة الأقزام". نستلهم من نضاله في وجه الوصاية، القوة، لمقاومة كلّ احتلال ووصاية خارجية من شأنها جعلنا رهينة سياسات معيّنة.
 
نفتخر اليوم بالشهيدين جبران تويني وصديقه الشيخ بيار الجميّل.
 
- شربل دياب (25 عاماً)
 
 
"عرفت فعلاً من هو جبران"
عرفتُ جبران تويني من عائلتي الصّغيرة كوني من الطائفة الأرثوذوكسيّة وابنة الأشرفيّة. حينها كنت صغيرة لا يهمّها السّياسة والصّحافة. ولكن كنت كلّما أرى هذا الرّجل على التّلفاز أتوقّف وأصغي. وعندما كبرت عرفت فعلاً من هو جبران، الرجل الجريء الّذي كتب التّاريخ بالحبر والدم. رجل دافع عن حرية وطنه وحرية الكلمة والفكر. رجل كان سبب من الأسباب التّي دفعتني بدخول عالم الصحافة الحرّة والصّادقة.
 
- ليا الياس، 22 سنة
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم