مشادّة "التيار" و"أمل" بمسبّبات تراكمية للعاصفة المتقابلة

لا يعتبر جديداً من نوعه التصعيد المتقابل في الخطاب السياسي بين "التيار الوطني الحرّ" وحركة "أمل"، في وقت تبدو سريعة التقلّبات الجويّة بين الجانبين إلى حدٍّ يدعو للتساؤل حول الأسباب المؤدّية إلى هذا الإمطار الهجومي المفاجئ المتبادل. ولم تكن مضت أيام قليلة على زيارة رئيس تكتل "لبنان القوي" النائب جبران باسيل إلى عين التينة التي تناولت ورقة أولويات "التيار الحرّ" الرئاسية، حتى شهدت الأحوال المناخية هبوباً عاصفاً على طريقة الردود الحادّة بين المكوّنين. وقد تراكمت مجموعة عوامل كان لها التأثير في تصاعد نبرة الصراع الكلامي المسنّن، علماً أن كلّ طرف يقرأ أنّ الآخر ابتدأ الهجوم الموسّع. لكن عملياً، تكاثرت المسبّبات التي دفعت بحسب المعطيات إلى التشنّجات المباشرة، بدءاً من الكباش الناعم على هوية "الرئيس المُرسّم" أي المضطلع بالدور في الوصول إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بين الرئاستين الأولى والثانية. وتتمثل النقطة الثانية في التباينات حول موضوع تشكيل الحكومة الجديدة الذي بدأ مع الاختلافات القائمة حول عدد الوزراء واستمرّ على امتداد أسابيع، مع تفضيل فريق العهد تشكيل حكومة ثلاثينية مقابل رفض رئاسة المجلس هذا المعطى. ولا يبدو الفريقان على "موجة واحدة" حيال استحقاق رئاسة الجمهورية أيضاً مع الانطلاق من مقاربتين مختلفتين لجهة اسم...