سياسة
11-12-2023 | 17:30
ميقاتي اتّخذ قرار الإضراب العامّ قبل يومين... والمرتضى: نسّقت القرار مع رئيس الحكومة
رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي (نبيل إسماعيل).
ككرة الثلج تدحرج قرار الاضراب العالمي استنكاراً لاستمرار العدوان الإسرائيليّ على غزّة. لبنان سارع لإعلان مشاركته في الإضراب .فكيف اختمر القرار؟ ولماذا استبق وزير الثقافة قرار الحكومة؟
ليس غريباً أن يعلن لبنان تضامنه مع فلسطين ومقاومتها. فالقوى اللبنانية على اختلاف توجّهاتها، وعلى الرغم من خلافاتها الداخلية وقفت ومنذ اليوم الأوّل للعدوان الإسرائيليّ على غزة إلى جانب الشعب الفلسطينيّ الذي تعرّض ولا يزال لأبشع المجازر التي لم يشهد لها العالم مثيلاً منذ عقود طويلة.
ميقاتي وقرار الإضراب العالميّ
لم يكن مفاجئاً أن يتميّز الموقف اللبنانيّ عن معظم المواقف العربية والإقليمية في مساندته لفلسطين نظراً لالتزامه القضية الفلسطينية.
فحكومة تصريف الأعمال كانت واضحة في مواقفها منذ السابع من تشرين الأوّل الفائت، وأعلنت انحيازها الواضح إلى الفلسطينيين من دون تردّد أو التباس إسوة برئيس مجلس النوّاب نبيه برّي وسائر القوى.
بيد أنّ ميقاتي وبحسب المتابعين لحراكه منذ بدء العدوان حرص على تظهير موقف متمايز من خلال سلسلة لقاءات وتنسيق مع أكثر من دولة وفي مقدّمها مصر وقطر والأردن، وأطلق مبادرة في الأسابيع الأولى فحواها وقف العدوان على غزة وإتمام صفقة تبادل الأسرى وتبلور ذلك مع سلسلة زيارات عربية وإقليمية.
لكن هل كان في إمكان لبنان أُن يحدث خرقاً في المشهد القاتم حيث أخفقت كلّ محاولات وقف العدوان وإدخال المساعدات إلى غزّة المحاصرة، علماً أنّ دولاً وازنة لم تستطع تحقيق ذلك في موازاة حراك شعبيّ عمّ غالبية الدول بما فيها الدول التي انحازت حكوماتها إلى تل أبيب منذ اللحظات الأولى لعملية طوفان الأقصى.
يجيب متابعي حركة ميقاتي بأنّ الرجل وبناء على قناعة راسخة لديه، عمد منذ الساعات الأولى إلى ترخيم مواقفه بإدانة العدوان وتحميل تل أبيب المسؤولية وكذلك تشديده في لقاءاته على الخرق المتواصل من قبل تل أبيب للقرار 1701، وتأكيده أمام كلّ زوّاره ولا سيّما الأوروبيين والغربيين بأنّ إسرائيل هي المعتدية وتتنكّر للقرارات الدولية.
في موازاة ذلك كان يحرص على عدم تدحرج الحرب وانزلاق لبنان فيها، مع إشارته الدائمة إلى أنّه في حال فرضت الحرب على لبنان فسيكون الجميع في المواجهة، واستباقاً لذلك أعدّ خطّة طوارئ حكومية في موازاة مشاوراته الدائمة مع قياديين في المقاومة ونقل الهواجس لزواره ولا سيّما تلك المتصلة بتصعيد الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب.
لكن هل نجح في مسعاه أم أنّ قدرة لبنان لا تسمح بفرض الشروط في ظلّ التهويل الغربيّ وحشد الأساطيل قبالة السواحل اللبنانية؟
لا يخفي مقرّبون من ميقاتي أنّ هناك تعقيدات جمّة تحول دون تنفيذ كلّ ما تصبو إليه الحكومة، لكن هناك قناعة راسخة بأنّ لبنان سيحصل على حقوقه كاملة في ظلّ نقاط القوّة التي يملكها، وأنّ إمكانية عقد مؤتمر بشأن لبنان خلال الأشهر المقبلة سيكون كفيلاً باستعادة الحقوق كاملة مع رهان ميقاتي على انتخاب رئيس للبلاد قبل انعقاد ذلك المؤتمر.
ووفق تلك المقاربة جاء قرار الإضراب العام في لبنان للتأكيد على انخراطه في المواجهة وعدم تنكّره لفلسطين، في موازاة الدعم الشعبيّ غير المسبوق للشعب الفلسطينيّ.
المرتضى: نسّقت موقفي في شأن الإقفال مع ميقاتي
قبل صدور المذكّرة الحكومية بالإقفال العامّ استبق وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمّد وسام المرتضى القرار الحكوميّ بإعلان إقفال دوائر الوزارة تماشياً مع الدعوات للإضراب العالميّ. فهل نسّق ذلك مع ميقاتي.
في السياق يؤكّد المرتضى للنهار أنّه أحاط رئيس الحكومة علماً بذلك التوجّه، ولمس "أنّ لديه التوجّه والمقاربة عينهما" وأوضح أنّ "لبنان يعاني ممّا تعانيه غزّة، ويضيمه سكوت بعض العالم عن الجرائم الإسرائيلية أو تواطؤ البعض الآخر ودعمه لكيان العدو أو قصور البعض الثالث وعجزه عن إحداث أيّ فرق".
ويلفت إلى أنّه "لا يصحّ أن ينتظر لبنان من شعوب العالم إضراباً عالمياً جامعاً في وقت لا يكون فيه هو أوّل المشاركين في هذا الإضراب.
ووزارة الثقافة برمزيّتها، والمثقّفون بشكل عام، يقتضي أن يكونوا القدوة في هكذا استحقاق، وعلى هذا الأساس بادرنا وقمنا بخطوتنا التي تمثّل في الدرجة الأولى موقفاً ثقافيّاً وأخلاقيّاً"
إذاً هكذا تبلور قرار الإضراب العامّ لدى الحكومة ولا سيّما أنّ حجم الدعم الشعبيّ لفلسطين تدحرج بشكل غير مسبوق في تاريخ الصراع العربيّ الإسرائيليّ، وبالتالي كان من المنطقيّ أن يكون لبنان في قلب هذا الحراك.
ليس غريباً أن يعلن لبنان تضامنه مع فلسطين ومقاومتها. فالقوى اللبنانية على اختلاف توجّهاتها، وعلى الرغم من خلافاتها الداخلية وقفت ومنذ اليوم الأوّل للعدوان الإسرائيليّ على غزة إلى جانب الشعب الفلسطينيّ الذي تعرّض ولا يزال لأبشع المجازر التي لم يشهد لها العالم مثيلاً منذ عقود طويلة.
ميقاتي وقرار الإضراب العالميّ
لم يكن مفاجئاً أن يتميّز الموقف اللبنانيّ عن معظم المواقف العربية والإقليمية في مساندته لفلسطين نظراً لالتزامه القضية الفلسطينية.
فحكومة تصريف الأعمال كانت واضحة في مواقفها منذ السابع من تشرين الأوّل الفائت، وأعلنت انحيازها الواضح إلى الفلسطينيين من دون تردّد أو التباس إسوة برئيس مجلس النوّاب نبيه برّي وسائر القوى.
بيد أنّ ميقاتي وبحسب المتابعين لحراكه منذ بدء العدوان حرص على تظهير موقف متمايز من خلال سلسلة لقاءات وتنسيق مع أكثر من دولة وفي مقدّمها مصر وقطر والأردن، وأطلق مبادرة في الأسابيع الأولى فحواها وقف العدوان على غزة وإتمام صفقة تبادل الأسرى وتبلور ذلك مع سلسلة زيارات عربية وإقليمية.
لكن هل كان في إمكان لبنان أُن يحدث خرقاً في المشهد القاتم حيث أخفقت كلّ محاولات وقف العدوان وإدخال المساعدات إلى غزّة المحاصرة، علماً أنّ دولاً وازنة لم تستطع تحقيق ذلك في موازاة حراك شعبيّ عمّ غالبية الدول بما فيها الدول التي انحازت حكوماتها إلى تل أبيب منذ اللحظات الأولى لعملية طوفان الأقصى.
يجيب متابعي حركة ميقاتي بأنّ الرجل وبناء على قناعة راسخة لديه، عمد منذ الساعات الأولى إلى ترخيم مواقفه بإدانة العدوان وتحميل تل أبيب المسؤولية وكذلك تشديده في لقاءاته على الخرق المتواصل من قبل تل أبيب للقرار 1701، وتأكيده أمام كلّ زوّاره ولا سيّما الأوروبيين والغربيين بأنّ إسرائيل هي المعتدية وتتنكّر للقرارات الدولية.
في موازاة ذلك كان يحرص على عدم تدحرج الحرب وانزلاق لبنان فيها، مع إشارته الدائمة إلى أنّه في حال فرضت الحرب على لبنان فسيكون الجميع في المواجهة، واستباقاً لذلك أعدّ خطّة طوارئ حكومية في موازاة مشاوراته الدائمة مع قياديين في المقاومة ونقل الهواجس لزواره ولا سيّما تلك المتصلة بتصعيد الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب.
لكن هل نجح في مسعاه أم أنّ قدرة لبنان لا تسمح بفرض الشروط في ظلّ التهويل الغربيّ وحشد الأساطيل قبالة السواحل اللبنانية؟
لا يخفي مقرّبون من ميقاتي أنّ هناك تعقيدات جمّة تحول دون تنفيذ كلّ ما تصبو إليه الحكومة، لكن هناك قناعة راسخة بأنّ لبنان سيحصل على حقوقه كاملة في ظلّ نقاط القوّة التي يملكها، وأنّ إمكانية عقد مؤتمر بشأن لبنان خلال الأشهر المقبلة سيكون كفيلاً باستعادة الحقوق كاملة مع رهان ميقاتي على انتخاب رئيس للبلاد قبل انعقاد ذلك المؤتمر.
ووفق تلك المقاربة جاء قرار الإضراب العام في لبنان للتأكيد على انخراطه في المواجهة وعدم تنكّره لفلسطين، في موازاة الدعم الشعبيّ غير المسبوق للشعب الفلسطينيّ.
المرتضى: نسّقت موقفي في شأن الإقفال مع ميقاتي
قبل صدور المذكّرة الحكومية بالإقفال العامّ استبق وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمّد وسام المرتضى القرار الحكوميّ بإعلان إقفال دوائر الوزارة تماشياً مع الدعوات للإضراب العالميّ. فهل نسّق ذلك مع ميقاتي.
في السياق يؤكّد المرتضى للنهار أنّه أحاط رئيس الحكومة علماً بذلك التوجّه، ولمس "أنّ لديه التوجّه والمقاربة عينهما" وأوضح أنّ "لبنان يعاني ممّا تعانيه غزّة، ويضيمه سكوت بعض العالم عن الجرائم الإسرائيلية أو تواطؤ البعض الآخر ودعمه لكيان العدو أو قصور البعض الثالث وعجزه عن إحداث أيّ فرق".
ويلفت إلى أنّه "لا يصحّ أن ينتظر لبنان من شعوب العالم إضراباً عالمياً جامعاً في وقت لا يكون فيه هو أوّل المشاركين في هذا الإضراب.
ووزارة الثقافة برمزيّتها، والمثقّفون بشكل عام، يقتضي أن يكونوا القدوة في هكذا استحقاق، وعلى هذا الأساس بادرنا وقمنا بخطوتنا التي تمثّل في الدرجة الأولى موقفاً ثقافيّاً وأخلاقيّاً"
إذاً هكذا تبلور قرار الإضراب العامّ لدى الحكومة ولا سيّما أنّ حجم الدعم الشعبيّ لفلسطين تدحرج بشكل غير مسبوق في تاريخ الصراع العربيّ الإسرائيليّ، وبالتالي كان من المنطقيّ أن يكون لبنان في قلب هذا الحراك.
العلامات الدالة
الأكثر قراءة
المشرق-العربي
12/6/2025 12:01:00 AM
لافتات في ذكرى سقوط نظام الأسد تُلصق على أسوار مقام السيدة رقية بدمشق وتثير جدلاً واسعاً.
المشرق-العربي
12/6/2025 1:17:00 PM
يظهر في أحد التسجيلات حديث للأسد مع الشبل يقول فيه إنّه "لا يشعر بشيء" عند رؤية صوره المنتشرة في شوارع المدن السورية.
منبر
12/5/2025 1:36:00 PM
أخاطب في كتابي هذا سعادة حاكم مصرف لبنان الجديد، السيد كريم سعيد، باحترام وموضوعية، متوخياً شرحاً وتفسيراً موضوعياً وقانونياً حول الأمور الآتية التي بقي فيها القديم على قدمه، ولم يبدل فيها سعادة الحاكم الجديد، بل لا زالت سارية المفعول تصنيفاً، وتعاميم.
ايران
12/4/2025 7:49:00 PM
واشنطن ترصد 10 ملايين دولار للإبلاغ عن الخبيرة الإلكترونية الإيرانية فاطمة صديقيان المتهمة بهجمات سيبرانية على بنى تحتية أميركية
نبض